قالت سلطات الاحتلال
الإسرائيلي، إن السلطة الفلسطينية في رام الله أبلغتها بقرارها التوقف عن تغطية نفقات تشغيل
الكهرباء في قطاع
غزة بالكامل، في خطوة تأتي بعد سلسلة من التصريحات لرئيس السلطة
محمود عباس وعدد من قياداتها بشأن اتخاذ سلسلة خطوات ضد حركة
حماس في الفترة المقبلة.
ونشر ما يسمى "منسق أعمال الحكومة في المناطق" يوآف بولي مردخاي منشورا على صفحته في الفيسبوك قال فيها إن السلطة أبلغته بتوقفها "عن دفع مستحقات الكهرباء التي تزودها إسرائيل لقطاع غزة فورا".
وذكر الضابط الإسرائيلي أن "إسرائيل تزود القطاع بالكهرباء عبر 10 خطوط تنتج 125 ميغا واط وتشكل نحو 30% من كهرباء القطاع، وتكلفة الكهرباء في غزة نحو 40 مليون شيكل شهريا تقوم إسرائيل باقتطاعها من مستحقات الضرائب للفلسطينيين".
ويأتي طلب السلطة بعد اجتماع للجنة المركزية لحركة
فتح مساء الأربعاء في رام الله، نوقش فيه الخطوات التي ينوي رئيس السلطة محمود عباس القيام بها، حيث قالت مصادر فلسطينية لـ"
عربي21" -طلبت عدم الكشف عن الأسماء– إن الاجتماع خصص لقطاع غزة، مرجحا أن يتم الإعلان عن غزة "قطاعا متمردا".
وحاولت "عربي21" الحصول على تعليق من سلطة الطاقة الفلسطينية في رام الله، من خلال المهندس ظافر ملحم القائم بأعمال رئيسها، إلا أنه اعتذر عن التعليق لـ"انشغاله باجتماعات متتالية اليوم".
تصعيد خطير
بدورها حركة حماس وفي أول تعليق لها على القرار، اعتبرت ذلك "تصعيدا خطيرا وضربا من الجنون"، وذلك على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري الذي نشر تغريدات على حسابه في "تويتر".
وقال أبو زهري: "إعلان فتح أنها ستستخدم كل الوسائل ضد غزة هو انحدار وطني كبير وغزة لن تركع للمتعاونين مع الاحتلال وعلى الجميع أن يدرك خطورة تداعيات هذه المؤامرة (..) ونحذر الاحتلال من القيام بهذه الخطوة لأنه عمليا يقوم بخصم قيمة فاتورة الكهرباء من حصة غزة من المقاصة الضريبية".
بدورها قال صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن اللجنة المركزية لحركة فتح ناقشت السياسة التي يجب اتباعها إزاء قطاع غزة، "وقررت اتخاذ إجراءات ضد حماس"، واتهمتها بأنها "ترسخ وتعمق الانقسام بين غزة والضفة الغربية من خلال قرار تشكيل اللجنة الإدارية لشؤون القطاع".
اقرأ أيضا: اهتمام إسرائيلي بضغوط عباس على حماس للتخلي عن غزة
وتنقل الصحيفة الخميس عن عضو في اللجنة المركزية لم تسمه قوله إنه "لم تناقش خلال الاجتماع تفاصيل الخطوات المقترحة"، لكنه أكد أن "الحكومة في رام الله ستقوم تطبيق بعضها خلال الفترة القريبة".
وتوقعت الصحيفة أن تكون الخطوة التالية للسلطة الفلسطينية تقليص ميزانية الصحة المخصصة للقطاع، "كجزء من محاولة الرئيس عباس لممارسة الضغط على حماس". وتشير "هآرتس" إلى خطوة أخرى تتمثل بتقليص مخصصات المتقاعدين. وتنقل عن مسؤول فلسطيني لم تسمه أيضا قوله: "سنعمل بطريقة شرائح النقانق وننقل الرسالة إلى حماس".
وكان رئيس السلطة محمود عباس أعلن بداية الشهر الجاري أنه بصدد القيام "بخطوات غير مسبوقة وحاسمة بشأن الانقسام خلال الأيام المقبلة"، في إشارة إلى العلاقة مع قطاع غزة المحاصر.