لوحت وكالة الأنباء الفرنسية "
فرانس برس"، بمقاضاة قناة "
أورينت" السورية المناهضة للنظام، على خلفية فيديو أنتجته القناة.
ويأتي ذلك في أعقاب بث منصة "تيلي أورينت" فيديو بعنوان "تعلم أصول التشبيح في 5 تقارير مع فرانس برس"، سخر من لقاء أجرته الوكالة الفرنسية مع رئيس النظام بشار
الأسد، الذي استغل المقابلة للدفاع عن نفسه بعد الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون بريف إدلب، مطلع الشهر الجاري،
وفي بيان حمل توقيع مدير فرانس برس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كريستيان شيز، هاجمت الوكالة القناة، معتبرة أن استخدامها لمواد إعلامية للوكالة يضر بمصالحها، "ويمثل انتهاكا فاضحا لحقوق النشر، ويدل على غياب مؤسف للأخلاقيات الإعلامية، ولا يشرف قناة أوروينت"، على حد تعبير رسالة وجهتها الوكالة للمحطة، ملوحة بمقاضاة أورينت أمام القضاء في الإمارات، مقر القناة السورية.
"لقاء العار"
من جانبها، أوضحت إدارة تلفزيون أورينت أن استخدامها مقاطع قصيرة لفرانس برس لا يشكل تعديا على حقوق النشر، لأن العرف الصحفي يتسامح مع ذلك في حال كانت على سبيل الاقتباس، وفق المحطة.
واعتبرت الإدارة في بيان صادر عنها، أن حصولها على طلب الإذن من الوكالة لاستخدام هذه المقاطع القصيرة "لم يكن من الممكن"، مشيرة إلى رفض الوكالة الرد على الاتصالات التي كانت تهدف إلى التعقيب على الأخبار التي تنشرها الوكالة بالشأن السوري.
وأشارت إدارة المحطة إلى أنها لم تكن الجهة الوحيدة التي انتقدت لقاء الوكالة بالأسد "لقاء العار"، وإنما فعل ذلك العديد من وسائل الإعلام والشخصيات البارزة، ومنها وزير الخارجية الفرنسي، وقناة "سي إن إن" الأمريكية، التي رفضت بث مقابلة الأسد، بعد أن اعتبرتها "تساهلا ومشاركة في نشر دعاية لسفاح متهم بارتكاب جرائم حرب".
وختمت الإدارة مشددة على استعدادها للذهاب إلى القضاء وأن ذلك يشرفها، مؤكدة أنها لن تحذف الفيديو.
"غير مهتمين"
وهذا ما أكد عليه مدير منصة "تيلي أورينت"، لواء مروان، بقوله لـ"
عربي21": "نحن غير مهتمين بالمكان الذي ستصل إليه الوكالة، لكننا مهتمون فقط للرأي العام الذي هو متضامن معنا".
وقال مروان: "مكسب الإعلام دائما هو الرأي العام، وذلك دون النظر إلى النتيجة القضائية، في حال تمت"، مضيفا: "ردنا كان واضحا على الوكالة ولها حرية التصرف"، وفق تعبيره.
من جانب آخر، أكد مدير المنصة الرقمية أن القناة لم تتواصل مع الوكالة الفرنسية بعد الخلاف الأخير، مشيرا إلى أن بعض التسريبات تفيد بأن الوكالة قد تلجأ إلى القضاء الفرنسي أيضا.
وقال مروان: "على ما يبدو، فإن الفيديو كان موجعا، ولامس سوءات الوكالة التي كانت دائما ما تحاول مواراتها بطريقة عنجهية"، على حد تعبيره.
ورأى أنه "لا يدل بيانهم على لباقة وكالة عالمية أو مهنية"، مؤكدا أن القناة ستقوم بنشر فيديوهات أخرى تثبت "التقارير العنصرية التي تتورط بها الوكالة"، كما قال.
"متضامن مع أورينت"
وبموازاة ذلك، عبر إعلاميون وناشطون سوريون عن تضامنهم الكامل مع قناة أورينت، ضد ما وصفوه بـ"الحملة المسعورة" التي تتعرض لها.
وفي هذا الإطار، كتب الصحفي السوري صخر إدريس على "فيسبوك": "متضامن مع أورينت، بغض النظر عن خلافي أحيانا مع طريقة تعاطي القناة، أنا أتضامن اليوم مع حرية الصحافة والتعبير، ردا على تهديدات وكالة فرانس برس".
وقال، رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين السوريين، محمد النعيمي: "متضامن مع أورينت، نتفق أو نختلف معها".