عرضت المملكة العربية
السعودية، مستشفى الملك فيصل التخصصي للبيع، في إطار خطة
الخصخصة التي أطلقتها قبل سنة.
ويعتبر مستشفى الملك فيصل "الأهم والأكثر تطورا في المنطقة وهو متخصص في زراعة الأعضاء ومعالجة الأورام، إلا أنها لم تكشف بعد عن نموذج الخصخصة الذي سيتم".
وكشفت مصادر مطلعة لخطة الخصخصة، أنه "لا يوجد نظام تأمين شامل وواضح وليس معروفا كيف سيعمل هذا المستشفى وسيؤثر على الخدمات المقدمة للمواطن السعودي".
وأكدت المصادر ذاتها لـ"
عربي21" أن "هذا يفتح الأسئلة عن مدى نضج رؤية 2030 خاصة بعد تراجع الحكومة السعودية عن بعض القرارات". مشيرة إلى أن "خصخصة القطاع الصحي قبل غيره يثير الكثير من الأسئلة".
وأوضحت أن المستشفى فيه جناح خاص للعائلة السعودية، متسائلة "هل ستشمل الخصخصة هذا الجناح أم أن الخصخصة ستقف على الخدمات المقدمة للمواطنين الفقراء؟".
تحقيق 200 مليار دولار إيرادات
كشف مسؤول حكومي رفيع المستوى، السبت، أن الحكومة السعودية تتوقع جمع نحو 200 مليار دولار في السنوات المقبلة.
وأكدت السعودية أن الإيرادات ستأتي عبر بيع أصول في مؤسسات حكومية في قطاعات من الرعاية الصحية وحتى المطارات.
وقال نائب وزير
الاقتصاد والتخطيط السعودي محمد التويجري، إن "هذا الرقم قائم على أساس دراسات مفصلة للتقييمات وحجم الطلب بالسوق منذ إطلاق خطة الخصخصة قبل عام".
وأضاف أن الترتيبات الإدارية أصبحت مكتملة وأن الحكومة تعتزم البدء في خصخصة بعض الأصول هذا العام في أربعة قطاعات هي الرياضة والكهرباء والمياه وصوامع الحبوب.
وتابع التويجري: "هذا العام لدينا فكرة واضحة تماما عن حجم الطلب في السوق والتقييم والمستشارين الماليين.. وشهية السوق المحلية والعالمية والتدفقات النقدية والمبادرات الحكومية والهيكل المطلوب.. كل هذا تمت دراسته".
ومن شأن خطه الإيرادات في حال تحقيقها أن تساعد على تحويل الاقتصاد السعودي عبر إشراك القطاع الخاص في جزء كبير من قطاعاته كما ستساعد على دعم الأوضاع المالية العامة التي تضررت جراء هبوط أسعار
النفط.
وسجلت السعودية عجزا قيمته 79 مليار دولار في 2016 وتستهدف القضاء على عجز الموازنة بحلول عام 2020.
وأشار التويجري، وهو طيار سابق بالقوات الجوية السعودية وكان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لبنك إتش.إس.بي.سي في الشرق الأوسط، إلى أن مبلغ المئتي مليار دولار لا يشمل عشرات المليارات من الدولارات تعتزم الحكومة جمعها العام المقبل عند طرح ما يصل إلى خمسة بالمئة من عملاق النفط أرامكو السعودية.
ومن المتوقع خصخصة مؤسسات حكومية في 16 قطاعا بشكل جزئي أو كلي بحلول عام 2020.
وقال التويجري إن "الرياض ستظهر مرونة في اختيار الهيكل الذي يفضله المشترون بما في ذلك الطروحات الأولية والطروحات الخاصة وصفقات
الاستثمار المباشر".
ومن بين الأصول التي سيجري طرحها للخصخصة خلال العام الجاري مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حسبما أفاد التويجري.
وقال عن الصفقة: "وصلنا إلى مرحلة متقدمة جدا وتأكدنا من إقبال المستثمرين وتعكف الجهات الحكومية المختصة على وضع نموذج الخصخصة".
ولفت إلى أن الحكومة ترى في قطاع الرعاية الصحية فرصا كبيرة للخصخصة وتدرس إمكانية خصخصة كافة المستشفيات العامة ونحو 200 ألف صيدلية.
تعثر نمو القطاع
وتعثر نمو القطاع غير النفطي في المملكة العام الماضي بعدما دفع هبوط أسعار النفط الحكومة لخفض إنفاقها. ولا تزال الحكومة تكافح من أجل خفض عجز الموازنة وتهدف لاستعادة النمو عبر إقناع الشركات الخاصة بضخ المزيد من الاستثمارات.
وأحد العوامل الرئيسية لهذه الإستراتيجية هو برنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي تتشارك من خلاله الحكومة مع القطاع الخاص في تحمل تكاليف الاستثمار والمخاطر وفي جني الأرباح من المشروعات. ويمكن تطبيق هذا البرنامج في قطاعات تأمل الرياض في تطويرها مثل صناعة السيارات.
وقال التويجري إن "قطاعات البلديات والخدمات اللوجستية التي تشمل المواصلات والمطارات والموانئ ربما تكون أولى القطاعات التي تشهد شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لكنه لم يحدد إطارا زمنيا لذلك".
ولفت إلى أن السلطات تستهدف وضع أطر قانونية مفصلة لكل قطاع على حدة فيما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وتعتزم الحكومة طرح حزمة تحفيز للقطاع الصناعي في الربع الأخير من العام الجاري لدعم القطاع الحيوي وستركز على القطاعات التي تحظى بميزة تنافسية مثل التعدين والأنشطة المرتبطة به.
وقال التويجري إن "هناك نشاطا متسارعا لكل من صندوق التنمية الصناعي الذي يقدم القروض للشركات الصناعية وصندوق الاستثمارات العامة الذي يستثمر في المشروعات عبر شراء حصص فيها".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال صندوق الاستثمارات العامة إنه سيكون مستثمرا رئيسيا في مدينة ترفيه جديدة تعتزم السعودية إنشاءها جنوب الرياض.
وأكد وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية عبد العزيز الرشيد، أن "عمليات الصندوقين من شأنها أن تساعد القطاع غير النفطي على النمو بنحو 0.5 بالمئة هذا العام"، مضيفا أن" هذه النسبة قد تتجاوز خمسة بالمئة في المستقبل".
وفي إشارة لوتيرة تعافي الاقتصاد السعودي قال التويجري: "لن يشهد الاقتصاد انتعاشا حادا وسريعا ولكنه سيكون انتعاشا تدريجيا نوعا ما".