أوقفت سلطات
جنوب أفريقيا سفينة شحن تنقل
الفوسفاط المغربي متجهة إلى نيوزلاندا بعد شكاية تقدمت بها جهة البوليساروي (الانفصالية) بدعوى أن الفوسفاط يتم استخراجه من الصحراء.
الرد المغربي لم يتأخر كثيرا حيث أعلن الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن الخطوة تمثل مناورة جديدة من طرف خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
موقف المغرب قانوني
وقال مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن "بلاده ليست في وضعية مخالفة للقانون الدولي".
وأضاف الخلفي في مؤتمر صحافي عقب نهاية الاجتماع الحكومي اليوم الخميس، أن "استثمار الثروات الطبيعية يجري في إطار احترام القانون الدولي ومقتضيات السيادة الوطنية للمملكة على أراضيها".
وتابع الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن "موضوع احتجاز سلطات ميناء في جنوب إفريقيا لسفينة فوسفاط مغربية تنقل حوالي 50 ألف طن من الفوسفاط كانت متجهة إلى نيوزيلندا، له جوانب قانونية، قدم بشأنها المكتب الشريف للفوسفاط توضيحات، وباشر عددا من الإجراءات القانونية في هذا الباب".
وسجل الخلفي أن "الخطوة تمثل مناورة جديدة من طرف خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية"، في إشارة إلى جبهة
البوليساريو والجزائر التي تدعمها، معتبرا أن "هذه المناورة سيكون مصيرها الفشل كما فشلت مناورات سابقة".
وأوضح أن "أضعاف أضعاف ما يستثمر في الأقاليم الجنوبية، ضمنها عقود وبرامج جرى توقيعها تجاوزت قيمتها 77 مليار درهم (7.7 مليارات دولار)".
واعتبر أن النموذج التنموي الذي اعتمده المغرب بالأقاليم للجنوبية من شأنه إحداث ثورة تنموية جديدة في الأقاليم الجنوبية، وهذا ما أكده البرنامج الحكومي وهو توجه استراتيجي أساسي.
وأفاد أن المغرب يمثل "نموذجا في المنطقة، وأن الرهان التنموي المعتمد في الأقاليم الجنوبية يمثل أملا.. اليأس هناك"، وذلك في إشارة منه إلى أن الأوضاع التي يعيشها المغاربة في الأقاليم الجنوبية أحسن من الأوضاع المأساوية التي يعانيها الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية.
توقيف الشحنة
وأعلن محامو جبهة البوليساريو أن سلطات ميناء في جنوب أفريقيا احتجزت سفينة فوسفاط مغربية بعد شكوى من البوليساريو بأنها تنقل شحنة بطريقة غير قانونية من منطقة الصحراء المتنازع عليها.
وقالت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي تديرها الدولة إن السفينة (تشيري بلوسوم) التي ترفع علم جزر مارشال وتحمل شحنة فوسفاط من العيون الواقعة في الجزء المغربي من المنطقة المتنازع عليها لحساب المجموعة احتجزت في ميناء (بورت إليزابيث) بجنوب أفريقيا بأمر من محكمة بحرية مدنية.
وقال عثمان بناني سميرس المستشار القانوني للمكتب الشريف للفوسفاط في تصريحات صحافية: "الأمر الذي صدر في جنوب أفريقيا بخصوص شحنة تشيري بلوسوم إنما هو إجراء اعتيادي مؤقت اتخذ بناء على مزاعم طرف واحد فقط".
وتابع: "نحن على ثقة تامة من قرار في صالحنا لدى تقديم الحقائق الفعلية لهذه القضية إلى المحكمة الجنوب أفريقية".
وأضاف أن "وحدة فوسبوكراع (بالصحراء) التابعة للمكتب الشريف وأنشطتها تتقيد بشكل كامل بإطار الأمم المتحدة والقواعد والمعايير القانونية الدولية ذات الصلة".
أصل القضية
وأقلعت سفينة للفوسفاط المغربي تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط يوم 23 نيسان/أبريل من مدينة العيون، متوجهة إلى زبون بنيوزيلاندا ويدعى "بالان" باعتباره أحد الزبناء الاعتياديين والمميزين لدى المكتب الشريف للفوسفاط، إلا أنه بعد أن وصلت السفينة إلى المياه التابعة لجنوب إفريقيا تم توقيفها بناء على دعوى لأعضاء من جبهة البوليساريو.
قيام جنوب أفريقيا باحتجاز السفينة، التي تحمل 50 ألف طن من الفوسفاط إلى نيوزيلندا، قد يكون اختبارا لاستخدام البوليساريو لقرار محكمة أوروبية قضت العام الماضي بأنه يجب عدم اعتبار الصحراء جزءا من المملكة المغربية في الاتفاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
هذا، ويخوض الجانبان منذ 1975 معركة دبلوماسية وقانونية بيد أن التوتر تفجر العام الماضي عندما اضطرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للتدخل للفصل بين القوات المغربية وكتائب البوليساريو في المنطقة العازلة قرب الحدود الموريتانية.