قالت منظمة
الصحة العالمية إن تفشى
الكوليرا في
اليمن أودى بحياة 25 شخصا هذا الأسبوع، في الوقت الذي مازالت فيه الحرب الدائرة في البلاد منذ عامين تدمر القطاع الصحي في البلاد.
والوفيات الناتجة عن هذا المرض الذي يسبب الإسهال وينتج عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة بفضلات بشرية ضمن 1360 حالة إصابة رصدتها المنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ 27 نيسان/ أبريل.
وبعض الحالات تكون خطيرة بحيث تؤدي إلى الوفاة خلال بضع ساعات لو لم تعالج بحقن المحاليل في الوريد والمضادات الحيوية.
وقال نيفيو زاجاريا ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن لـ"رويترز": "هذا أمر مقلق للغاية. نحن نشهد عودة نشاط وباء الكوليرا".
وأضاف "السبب هو الحرب الدائرة منذ عامين في اليمن. هناك أثر كبير على البنية الأساسية، والتيار الكهربائي كثيرا ما ينقطع، ومحطات ضخ المياه لا تعمل بانتظام ولها أثر على جودة المياه".
وقال زاجاريا إن تفشيا سابقا انحسر في الشتاء الماضي وشهدت البلاد إجمالا 27 ألف حالة إصابة منها 130 حالة وفاة خلال الصراع.
وتدور الحرب في اليمن بين حركة الحوثي المتحالفة مع إيران وعناصر من الجيش من ناحية وتحالف عسكري تقوده السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دوليا.
وأدخلت الحرب الملايين في حالة فقر وشردت الملايين وقتلت أكثر من عشرة آلاف شخص.
وقالت الأمم المتحدة إن طفلا دون الخامسة يموت بأسباب يمكن الوقاية منها كل عشر دقائق في اليمن.
كما أن خلافا على قيادة البنك المركزي ترك أغلب العاملين بالحكومة والقطاع العام دون أجور في
صنعاء ومناطق أخرى تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ أكتوبر تشرين الأول.
وأضرب عمال النظافة في الشوارع عن العمل بسبب وقف أجورهم فتراكمت أكوام من القمامة في الشوارع الرئيسية.
ومن ناحية أخرى تعاني المستشفيات من نقص الإمدادات ولا يتقاضى عاملوها أجورا حتى أن بعضهم لا يجدون أجرة الوصول إلى المستشفى للعمل.
وتتلوى مجموعة من النساء والأطفال من الألم بسبب الإسهال على حشايا وضعت في أروقة مستشفى مزدحم بصنعاء.
وقال علي الحمزي أحد المرضى "أرقد هنا منذ السابعة والنصف صباحا أرقب الموت والمعاناة. لا أحد يقدم لي العلاج".
في السياق ذاته كشف محافظ الضالع (جنوبي اليمن) ، فضل محمد الجعدي أن "عدد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في المحافظة، وصلت إلى 169 حالة في عاصمة المحافظة الضالع، ومديريات والحصين وقعطبة".
ودعا الجعدي، في بيان صحفي أمس الأحد، وزارة الصحة، والمنظمات الدولية إلى سرعة إنقاذ مواطني المحافظة من مرض "الكوليرا".
وقال "ندعو وزارة الصحة والجهات المعنية العليا، ومنظّمة الصحة العالمية، ويونيسيف إلى تقديم المساعدات الطبية العاجلة، لإنقاذ سكان المحافظة من مرض الكوليرا، الذي يهدد حياتهم".
وحذّر من "تفشي المرض بشكل سريع، يُنذر بكارثة صحية كبيرة، في حال تقاعس الجهات المعنية عن تقديم المساعدات الطبية العاجلة".
وأوضح أن "المرض فاقم من معاناة الناس في المحافظة، التي تعاني أيضا من تردي الخدمات، خاصة الكهرباء والمياه".
و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالا حادا يمكن أن يودي بحياة المريض، خلال ساعات إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص، لخطر الإصابة بالمرض.
وذكرت دراسة حديثة، أن وباء الكوليرا يقتل نحو 91 ألفًا من بين 2.8 مليون شخص يصابون بالمرض في مناطق موبوءة كل عام.