حذرت مجلة "إيكونوميست" من مواجهة أمريكية تركية، إن نفذت أنقرة تهديدها، وهاجمت
الأكراد السوريين.
وتعلق المجلة قائلة إن "لقاء الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مع الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في 16 أيار/ مايو، كان دائما يحمل ملامح التوتر، وبعد قرار ترامب في 9 أيار/ مايو تسليح الأكراد من قوات حماية الشعب في شمال
سوريا، فإن الخطر هو أن (يصبح مسموما)".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن "الولايات المتحدة تنظر لوحدات حماية الشعب الكردي على أنها شريك ثمين في الحرب ضد الجهاديين من تنظيم الدولة في سوريا، وتتعامل
تركيا مع هؤلاء على أنهم جماعة إرهابية ليست أفضل من تنظيم الدولة، ففي نهاية الشهر الماضي قامت الطائرات التركية بضرب قواعد لمليشيات وكذلك مواقع تابعة للمنظمة الأم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) في شمال سوريا وإقليم سنجار، شمال العراق، وقالت المصادر العسكرية التركية إنها قتلت 70 مسلحا، ومنذ ذلك الوقت تبادل الأكراد والأتراك إطلاق النار عبر الحدود".
وتلفت المجلة إلى أن "الغارات التركية أدت إلى سلسلة من الانتقادات الدولية، فروسيا، التي تدعم قوات حماية الشعب في الحرب ضد تنظيم الدولة، عدت هذه الغارات خرقا للمعايير الدولية، أما إدارة حكومة إقليم كردستان العراق، التي خسرت خمسة مقاتلين في القصف على سنجار، فإنها شجبت الهجوم، لكنها طالبت مقاتلي حزب العمال مغادرة المنطقة، حتى لا يتعرضوا لهجوم جديد، أما حكومة بغداد فاتهمت أنقرة بانتهاك السيادة العراقية".
ويستدرك التقرير بأن "الضرر الأكبر كان لعلاقة تركيا مع الولايات المتحدة، فبعد الغارات بدأت القوات الأمريكية الخاصة دوريات مشتركة مع وحدات حماية الشعب على الحدود السورية التركية؛ لمنع مناوشات جديدة بشكل فتح الباب أمام منظور مواجهة بين دولتين عضوتين في حلف الناتو، واتهمت وزارة الخارجية والدفاع الأمريكيتان تركيا بتعريض حياة الجنود الأمريكيين للخطر، واتهموا تركيا بأنها لم تعطهم إلا أقل من ساعة قبل بدء الغارات".
وتبين المجلة أنه "في الوقت الذي تشكو فيه الولايات المتحدة من أن تركيا تقوم بضرب وكلائها، فإن تركيا تعبر عن غضبها لأن
امريكا تقوم بتسليح أعدائها".
وينوه التقرير إلى دوامة العنف المندلعة من سنوات بين الأكراد والأتراك، التي خلفت وراءها دمارا ودماء في جنوب شرق تركيا، حيث يقول نائب رئيس الوزراء التركي محمد سمسك، إن حكومته لديها "أطنان من الأدلة" على وقوع الأسلحة التي يقدمها الأمريكيون لقوات حماية الشعب في يد المنظمة الأم "بي كا كا" في حربها ضد القوات التركية.
وتفيد المجلة بأنه على خلاف الموقف في أنقرة، فإن المسؤولين في واشنطن لا يزالون يفرقون بين المسلحين في شمال سوريا والأكراد في جنوب تركيا.
وبحسب التقرير، فإن "الأمريكيين يريدون من قوات حماية الشعب أداء دور في المعركة القادمة على مدينة الرقة، عاصمة ما يطلق عليها الخلافة الإسلامية، وتخشى حكومة أردوغان أن يؤدي هذا الأمر إلى تقوية الاكراد، وتشجيع الانفصاليين الأكراد في تركيا، حيث قال الرئيس التركي: (قد نأتي في الليل وفجأة ودون تحذير)، مشيرا إلى أن عملية على الحدود في طور الإعداد".
وتعلق المجلة قائلة إن "خيارات تركيا محدودة، فعملية ضد مواقع الأكراد القوية شرق نهر الفرات ستضع قواتها في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية الخاصة، بالإضافة إلى أن عملية في شمال غرب سوريا ستضع القوات التركية تحت رحمة الطيران الروسي، كما يقول المحلل البارز آرون ستين".
ويذهب التقرير إلى أن "الهجمات كانت محاولة من تركيا لإجبار الولايات المتحدة على إعادة النظر بدعمها لقوات حماية الشعب، حيث يتوقع أن يحمل أردوغان الرسالة ذاتها عند زيارته إلى واشنطن، إن لم يتم إلغاء الزيارة الآن، وسيحمل معه خطة بديلة عن الأكراد، وتشتمل على قوات تركية ومعارضة سورية، لكن المسؤولين الأكراد كانوا متشككين بخطط كهذه، وبأن عدد الجنود الذين تم حشدهم ربما لم يكن كافيا لمهمة محاربة تنظيم الدولة".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إنه "بعد قرار ترامب الأخير، فإن الخطة الأمريكية غرقت في المياه، ودخلت العلاقة بين حليفين في الناتو أزمة جديدة".