ذكرت وسائل إعلام سعودية أن الأجهزة الأمنية أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي إلى محافظة
القطيف، شرقي
السعودية، وسط توتر مستمر في المنطقة.
ووفقا لمواقع سعودية، فإن إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية للقطيف (ذات الغالبية الشيعية) يأتي نظرا لتجدد الاشتباكات مع مسلحين شيعة في حي مسورة بمنطقة
العوامية في محافظة القطيف.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، وقناة "المنار" التابعة لحزب الله، عن مصادر لم تسمها، أن أربعة مدنيين سقطوا بنيران الشرطة السعودية في حي
المسورة، وهو ما لم يتم تأكيده أو نفيه من قبل مصدر رسمي سعودي.
وذكرت "فارس" أن "القوات السعودية تواصل محاولة اقتحامها منازل المواطنين في العوامية، مستخدمة قنابل انشطارية حارقة. كما اشتعلت النيران في العديد من المنازل والممتلكات الخاصة، وحرقت أحد المساجد القديمة في البلدة".
وأصدر المجمع العالمي لأهل البيت (شيعي) بيانا أدان فيه تعامل الحكومة السعودية مع أحداث حي المسورة.
وحمّل البيان المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة لما يحدث، معتبرة أن ما يجري يتم بناء على "أساس مذهبي محض".
وقبل يومين، أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل مقيم باكستاني، وطفل سعودي (عامين)، وإصابة 6 آخرين، وأربعة رجال أمن، بنيران من "الإرهابيين"، وفقا لتصريحات للواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية.
وبدأت الأحداث الأخيرة بتعرض عاملين في إحدى المشاريع التنموية بحي المسورة في منطقة العوامية لإطلاق نار كثيف، فيما هوجمت الآليات المستخدمة في المشروع بعبوات ناسفة.
وذكرت الداخلية السعودية أن المشروع التنموي تعرض لهجوم إرهابي، فيما برره ناشطون شيعة بأنه احتجاج من أهالي المنطقة على نية السلطات السعودية إلغاء الحي الشعبي التاريخي.
وبعثت دول خليجية وعربية رسائل تضامن مع الحكومة السعودية بعد أحداث العوامية الأخيرة، والدول هي: "مصر، والكويت، والإمارات، والأردن، وقطر، والبحرين".
وأعربت الدول عن تضامنها مع السعودية في "مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها، ودعم كافة ما تتخذه المملكة من إجراءات لوأد مخططات التنظيمات والخلايا الإرهابية".
فيما قالت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" إن "منفذي الهجوم من الإرهابيين الطائفيين".
واعتبرت المنظمة أن "الهجوم يخدم سياسة طائفية توسعية".
بدورها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي "الهجوم الإرهابي الذي قامت به جماعة إرهابية استهدفت مشروعا تنمويا بحي المسورة".
ووفقا للمنظمة، فإن "الذين قاموا بهذا العمل، وخططوا له، ودعموه، إنما ينفذون توجها يعمل على زعزعة الاستقرار، وترويع المدنيين، وتعطيل مشروعات التنمية في المنطقة".
يشار إلى أن حي المسورة من الأحياء القديمة جدا، وقررت أمانة منطقة الشرقية إعادة هيكلته وتطويره؛ للاستفادة منه لصالح مشروعات إسكانية.
ويتكون الحي من 488 منزلا، تقول الحكومة السعودية إن جميعها "آيلة للسقوط"، وإن حياة 1500 شخص معرضة للخطر؛ "نتيجة استغلال الحي من قبل ضعاف النفوس للجرائم الإرهابية".