نصب نشطاء سوريون وألمان، في إحدى ساحات مدينة كولونيا، غربي ألمانيا، قبورا ترمز للضحايا السوريين، وخصوصا الأطفال.
وشارك المئات من السوريين من عدة ولايات ألمانية في الوقفة التي نظمت مساء السبت في ساحة "الهويماركت" بكولونيا، بدعوة من ما يعرف بـ"الشعب السوري الحر"، واستمرت عدة ساعات.
ورفع المشاركون أعلام الثورة السورية وشعارات تندد بجرائم الأسد، كما عرضوا مجسمات ترمز للمجازر الكيماوية التي نفذها النظام في
سوريا، وضحاياها، لا سيما الأطفال، رافعين صورا لهم.
وبحسب المنظمين، فقد جاءت الوقفة التي شارك فيها ناشطون وسياسيون سوريون وألمان ومعتقلون سابقون لدى النظام؛ لـ"التأكيد على وحدة الشعب السوري بجميع مكوناته وأطيافه، ونبذ كل أشكال العنصرية والطائفية، وللتأكيد على وحدة التراب السوري".
وطالب المعتصمون بـ"إسقاط النظام السوري ومحاكمته على جرائمه التي اقترفها بحق الشعب".
بدوره قال رواد الحلاق، المنسق الإعلامي للوقفة: "إننا مجموعة شباب مستقلين لا ينتمون إلا للشعب السوري الحر من مختلف أطيافه، متواجدين بألمانيا تحت مسمى الشعب السوري الحر، خرجنا بهذه التظاهرة للمطالبة بإسقاط النظام، وللتأكيد على استمرارية الثورة".
وأضاف لـ"عربي21": "جئنا لنؤكد للشعب السوري بأننا ندعمكم من الخارج، بعد أن حرمنا دعمكم من الداخل، فنحن نسعى لوقف شلال الدم النازف"، مؤكدا على أن ما يجري في سوريا "ليست حربا أهلية، بل ثورة.
وطالب الحلاق المجتمع الدولي بـ"أخذ دوره الحقيقي، وليس التعامل بين سوريا والشعب كساعي بريد لتبادل الرسائل"، كما قال.
الثورة مستمرة
وقالت الناشطة السورية ميسون بيرقدار: "رسالتنا أن الثورة لا زالت مستمرة، وإننا كثوار لا نزال موجودين حتى إسقاط النظام، حتى لو طال الزمان، بل ومحاكمته وكل المتورطين معه بالدم السوري".
وأضافت الناشطة المعروفة باسم "وسام الحرة"، لـ"عربي21": "خرجنا لنطالب بالحرية والعدالة والكرامة للشعب السوري بكل قومياته، وللتأكيد على أننا لن نقبل بتقسيم البلاد، فسوريا موحدة للجميع"، على حد قولها.
وأوضحت أن "السوريين (في ألمانيا) أردوا بأن يوصلوا رسالة للعالم بأنهم ليسوا إرهابيين كما يزعم النظام ولا دواعش ولا بداعمي التطرف، بل ثوار يدعمون الثورة ضد الظلم".
وطالبت بيرقدار المجتمع الدولي بـ"المضي قدما دون تردد بالاستجابة لمطالب السوري بإسقاط نظام الأسد، وتقديمه للمحاكم الدولية؛ ومعه كل من تلطخت يداه بدماء الشعب".
من جهته، قال محمد الكحلاوي، مؤسس صفحة هتاف الحرية وعضو مجلس المهاجرين الأجانب في ميونخ: "سوريا تمر بمرحلة حرجة، وتواجه مصيرا مجهولا مفتوحا على كل الاحتمالات، بعد سنوات من التدمير المنهجي للإنسان والحضارة والتاريخ وسنوات من تجاهل وتخاذل من السياسة الدولية"، بحسب تعبيره.
وأضاف لـ"عربي21": "من هنا تأتي أهمية شرح قضيتنا للعالم لكسب دعم وتضامن شعوب العالم الحر؛ التي بإمكانها أن تضغط بدورها على حكوماتها لأجل التحرك الحقيقي لوقف الحرب التدميرية من قبل نظام الإجرام وتوابعه وأدواته منبع الإرهاب بكل أشكاله".
ويوضح الكحلاوي أن المشاركين في الوقفة أردوا "إيصال صرخات المظلومين والقابعين في أقبية التعذيب، وصرخات المهجرين والجرحى، وصرخات الأطفال وجيل بأكمله لم يعرف معنى الدراسة والتعليم بسبب الحرب"، كما قال.
وكان سوريون قد نظموا عدة تظاهرات في ألمانيا، كان أخرها بمدينة دوسلدورف مقابل القنصلية الأمريكية بعيد الضربة الأمريكية لأحد المطارات بسوريا.