أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية النتائج النهائية للانتخابات المحلية التي جرت السبت في الضفة الغربية المحتلة، دون قطاع غزة ومدينة القدس، مع غياب 3 فصائل فلسطينية كبرى، حيث أشارت إلى تقدم قوائم المستقلين المدعومين من العشائر على حساب القوائم الحزبية.
شكاوى متواضعة
وأوضح رئيس لجنة الانتخابات المركزية، حنا ناصر، خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد في مدينة البيرة، أن نسبة الأوراق الفارغة بلغت 1.3 في المئة والأوراق الباطلة بلغت نسبتها 2.75 في المئة.
وأكد ناصر، أن العدد الأصوات الصحيحة النهائية للمقترعين بعد احتساب أصوات الذين كانوا داخل المراكز بعد إغلاقها عند الساعة السابعة مساء، بلغ 403,213 صوتا، بنسبة مئوية بلغت 53.4، من مجمل من يحق لهم الاقتراع، والبالغ عددهم 787,386 ناخبا وناخبة، في 145 هيئة محلية.
ولفت إلى أن نسبة المشاركة في انتخابات 2017، هي ذات النسبة في انتخابات عام 2012، علما بأن نسبة المشاركة الأقل من نصيب محافظة نابلس حيث بلغت 28 في المئة.
ويتبين من هذه النتائج، أن نسبة المقاعد التي حصلت عليها القوائم المستقلة بلغت 65 في المئة من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها، بينما حازت القوائم الحزبية على 35 في المئة، وفق نتائج اللجنة.
واعتبر رئيس لجنة الانتخابات، أن نسبة المشاركة "جيدة"، وهناك العديد من الشكاوى "المتواضعة" التي لا تؤثر على نتائج الانتخابات، منوها أن لجنة الانتخابات ستتلقى الطعون في النتائج لمدة أسبوع.
وعن إجراء الانتخابات في قطاع غزة، نوه ناصر إلى أن اللجنة قررت بحث إمكانية استكمال العملية الانتخابية في قطاع غزة مع حركة حماس في غزة.
وفتحت مراكز الاقتراع في محافظات الضفة الغربية المحتلة أبوابها السبت دون إجرائها في قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة، حيث قاطعتها إضافة لحركة حماس، كل من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، في حين شاركت حركة فتح إلى جانب كتل مستقلة وأخرى من ممثلي العشائر.
وفي ظل العزوف الكبير على المشاركة في الانتخابات، يشكك مراقبون، بمدى تمثيلها الحقيقي للشارع الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام الداخلي.
غياب الأجواء التوافقية
وتعليقا على هذا المشهد الانتخابي يرى الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، أن السبب في ضعف المشاركة في الانتخابات "أنها تجري في ظل حالة من التشرذم الفلسطيني والتباين إلى حد التمزق، وإجراء الانتخابات يحتاج إلى أجواء توافقية"، مشيرا إلى المحاولة التي جرت قبل نحو 7 أشهر لإجراء الانتخابات في الضفة وغزة، لكنها فشلت".
وأكد في حديث لـ"عربي21"، أنه "من المستحيل إجراء انتخابات ناجحة بنسبة 80 في المئة في ظل هذه الأجواء الانقسامية"، موضحا أن "الانتخابات الناجحة؛ هي التي تجري في أجواء ديمقراطية حرة وطنية وانفتاحيه".
وحول إجراء الانتخابات في الضفة دون غزة مع مقاطعة فصائل فلسطينية كبيرة، قال عطا الله: "نحن وسط حالة الممكن، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل غياب حالة التوافق الوطني" مضيفا: "في ظل هذه الأوضاع من الطبيعي أن يكون هناك عزوف من قبل المواطنين عن المشاركة".
ورأى المحلل، أن إجراء هذه الانتخابات في ظل هذه الأجواء، "يحافظ على حالة شكلية وسط هذه الخيبة والأزمة الكبيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن "المشكلة الكبيرة، هي؛ كيف تجري الانتخابات في الضفة بدون القطاع؟ وهذا يشير إلى وجود حالة من الفصل السياسي بين شطري الوطن، وهذا ينذر بأمر يدفعنا للقلق".
ونوه عطا الله، أنه "لم تكن مصادفة سعيدة أن تجري الانتخابات والأسرى الفلسطينيين يخضون واحدة من أشرس معارك الإضراب المفتوح عن الطعام على امتداد الحركة الأسيرة، لكن العمل يجري ربما على قاعدة؛ عمل أي شيء ممكن أفضل من لا شيء"، ويواصل الأسرى الفلسطينيون في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ 28 على التوالي.
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، في حديث لـ"عربي21"، أن الانتخابات التي جرت أمس في الضفة؛ هي "انتخابات بمقاسات وضوابط خاصة، لا ترقي لمستوى الديمقراطية، ولا تعكس الحالة الشعبية الفلسطينية".
أما الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أرجع تدني نسبة المشاركة في الانتخابات، إلى "التفاف الجماهير الفلسطينية حول قضية الأسرى الفلسطينيين واحترامهم لتاريخهم الوطني، وحرصهم على وحدة المصير لكل أطياف الشعب الفلسطينية".
وأوضح لـ"عربي21"، أن تدني نسبة المشاركة يرجع لـ"رفض سكان الضفة الغربية لسياسية السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس، كما تؤكد على اعتراضهم على استثناء القدس المحتلة وغزة".
وأضاف أبو شمالة: "حالة ضعف المشاركة، تشير إلى تعرية وتكشف سياسة تجهيل الناس وخداعهم، حتى أن الضفة باتت تغلي رفضا لسياسة الخضوع للمطالب الإسرائيلية والتنسيق الأمني".
وأما غياب فصائل رئيسية، فهذا "يؤكد أن الانتخابات لا تمثل القوى الوطنية أو التوافق الوطني، ولا النبض الحقيقي للشارع الفلسطيني"، بحسب المحلل السياسي الذي رأى أن رسالة الفلسطينيين في الضفة تقول: "نرفض أن تكون المنافسة عشائرية، وشخصية، وأن تكون المجالس والهيئات معززة للانقسام".
وكانت الحكومة الفلسطينية قررت في 31 كانون الثاني/يناير 2017، البدء في إجراء الانتخابات المحلية في محافظات الضفة، يوم 13 أيار/مايو الجاري، وقررت تأجيل عقدها في غزة بعد اتهامها لحماس "بعدم التعاون في ذلك".