تضاربت الروايات حول أسباب تفجر الاشتباكات بين فصائل منخرطة في عملية
درع الفرات المدعومة تركيا، في مدينة الباب بريف
حلب الشرقي، وهو الاشتباك الأخطر من نوعه بين هذا التحالف الذي انتزع مناطق واسعة من يد تنظيم الدولة.
وقالت مصادر ميدانية لـ"
عربي21" إن اشتباكات اندلعت بين فصائل درع الفرات يوم الأحد على أطراف مدينة الباب، على خلفية خلافات وقعت بين المجلس العسكري لمدينة الباب التابع لفرقة الحمزة، والفوج الأول.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات اندلعت في منطقة عبلة على طريق حزروان شرقي الباب، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 30 شخصا من مدنيين وعسكريين، كما قامت حركة أحرار الشام بإرسال تعزيزات عسكرية لحماية الفصائل المنتمية لها هناك، حيث شاركت في المواجهات ضد فرقة الحمزة.
وأشارت المصادر إلى أن سبب الخلاف الحاصل بين الفصائل يعود إلى دفاع قائد عسكري من فيلق الشام عن أشخاص معروفين بدفاعهم عن نظام بشار الأسد؛ وكانوا قد اتهموا عناصر من الفوج الأول بالانتماء إلى هيئة تحرير الشام، الأمر الذي أدى إلى نشوب اشتباكات بينهما، في حين قام القائد العسكري زكور عبيد بطلب مؤازرة من المجلس العسكري وفرقة الحمزة، ليتم اقتحام مقرات الفوج الأول.
ويحذر درويش خليفة، عضو مجموعة "العمل من أجل
سوريا"؛ من أن استمرار الخلافات ستفقد الفصائل "الكثير من خيرة شباب الثورة العسكريين، وهذا الأمر لن يكون في مصلحة البلد الذي يفقد أبناءه لحساب العنصر الخارجي في القوى العسكرية الأخرى مثل قسد وتنظيم الدولة والنصرة ونظام الأسد وخلفائه الطائفيين"، كما قال لـ"
عربي21".
بدوره، يرى المحلل السياسي السوري حسن النيفي، أن عدم التجانس العام بين معظم العناصر الذين ينضوون تحت مظلة عملية درع الفرات، هو بسبب تشكل هذا التحالف من "فصائل غير متجانسة أيديولوجيا وسياسيا وبالتالي يفتقر معظمهم إلى الوعي العميق بطبيعة المهمة التي يؤديها"، وفق قوله.
وشدد النيفي، في حديث لـ"
عربي21"، على أن توقف عملية درع الفرات عن الزحف داخل العمق السوري؛ "خلق نوعا من الإحباط داخل نفوس المقاتلين، وقد تجسد هذا الإحباط بأشكال عديدة، لعل أبرزها حالة الفوضى والاقتتال الداخلي الذي وقع الآن".
ويشار إلى أن عملية درع الفرات التي تشكلت من فصائل من
الجيش الحر، كانت قد سيطرت على مدينة الباب شرقي حلب في 23 شباط/ فبراير الماضي، وقبلها جرابلس ومناطق حدودية أخرى، ضمن عملية عسكرية شاركت فيها تركيا، وتوقفت عند مدينة الباب، من غير أن تتمدد عملياتها العسكرية باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد أو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.