اعتبرت شخصيات
مصرية معارضة بالخارج أن قضيتي التنازل عن جزيرتي
تيران وصنافير لصالح المملكة العربية
السعودية وأحكام الإعدام بحق الشباب المناهضين لسلطة الانقلاب هما وجهان لعملة واحدة، فالمجرم واحد (السيسي ونظامه)، والضحية واحد (الشعب)، مطالبين الجميع بنبذ خلافات الماضي، وأن يقفوا صفا واحدا لإسقاط النظام الحالي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء أمس بمدينة إسطنبول التركية، تحت عنوان "أسقطوا الخائن.. أوقفوا الإعدامات"، وذلك بحضور عدد من الرموز وممثلي القوى السياسية والثورية.
وأكد المرشح الرئاسي الأسبق وزعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، أن مصر الآن في خطر كبير، والسيسي يمضي بها في الطريق الخطأ والخطر، مشدّدا على ضرورة استعادة لحمة الجماعة الوطنية، التي قال إنها تفرقت بفعل الاستبداد والمؤامرات.
وقال: "نرى بشائر استعادة الاصطفاف الوطني حول قيم ومبادئ ثورة يناير، لمواجهة هذا الخائن (السيسي) الذي باع الأرض المصرية، والذي فرط في كل استحقاقات الوطن، والذي اعتدى على كل أهداف وقيم الثورة".
وحيّا "نور" الجماهير التي قال إنها "تقف الآن على الأرض في مصر دفاعا عن الأرض والعرض والدم والشرف"، مطالبا الجميع بأن يقفوا صفا واحدا لإسقاط نظام السيسي.
من جهته، ذكر الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة السابق، قطب العربي، أن "القضية التي تجمعنا اليوم هي قضية من شقين: هما قضية الأرض والدم، دون تفرقة بينهما، فالمجرم واحد وهو السيسي ونظامه، والضحية أيضا واحدة وهي الوطن والشعب".
ولفت "العربي" -في كلمته بالمؤتمر- إلى أنه لم تتوفر أي ضمانات لمحاكمة عادلة للشباب المعتقلين الذين صدر بحقهم أحكام بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قتل الحارس".
وأردف: "في الوقت ذاته، نعلن التبرؤ التام من جريمة التنازل عن تيران وصنافير، ونقول للعالم أجمع إن الشعب المصري غير معني على الإطلاق بهذه الاتفاقية أو غيرها من الاتفاقيات التي تُبرمها سلطة الانقلاب، ونحن لن نصمت على دماء شباب مصر التي تذهب هدرا بأحكام جائرة وظالمة".
ووجه "العربي" تحية للحراك الثوري داخل مصر، الذي قال إنه يثبت أن روح ثورة يناير لا تزال موجودة وحية لدى الكثيرين من أبناء الشعب، مضيفا: "كنّا نتمنى أن نكون في قلب هذا الحراك الثوري لولا أننا مضطرون لظروف خارجة عن إرادتنا أن نكون خارج الوطن بأجسادنا، لكن أرواحنا موجودة معهم".
كما وجه تحية خاصة لزملائه الصحفيين الذين "احتشدوا في مقر نقابة الصحفيين لتحتضن الفعالية الكبرى، لتقوم بواجب الكفاية نيابة عن الشعب المصري كله لرفض اتفاقية العار (تيران وصنافير)، وهذا عهدنا بهذه النقابة التي فعلت من قبل حينما احتضنت
المظاهرات الحاشدة التي اندلعت في 15 و25 نيسان/ أبريل 2016 تحت شعار يوم الأرض، ونتمنى أن تحتضن أيضا فعاليات احتجاجية لرفض أحكام الإعدام".
وثمّن الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة السابق ما وصفه بالحوار المثمر والساخن القائم الآن بين شباب القوى الثورية والوطنية المختلفة بشأن العمل المشترك، مؤكدا أن هناك تصاعدا ملموسا في التيار، الذي يُعلي من قيمة العمل المشترك وضرورة الاصطفاف ومدّ الأيدي وتناسي خلافات الماضي.
واستطرد "العربي" قائلا: "نحن جميعا مطالبون أن نتقدم خطوات للأمام في سبيل عمل مشترك حقيقي يُنقذ مصر من هذا الظلم والكابوس الجاثم على صدورنا وأنفاس مصر، ولن يتحقق ذلك إلا بتوحد كل أبناء ثورة يناير".
وقال وزير الإعلام السابق، صلاح عبد المقصود: "نعلن براءتنا من تلك الخيانة التي تمت بالأمس بالتنازل عن الجزيرتين للسعودية، وبيع هاتين الجزيرتين ليس في مصلحة السعودية أو الأمة العربية أو الأمن القومي العربي، فالمستفيد الوحيد من هذه الجريمة هو دولة الاحتلال الصهيوني، وهذه الصفقة تمت برعاية أمريكية إسرائيلية".
وأشار إلى أن "الرئيس محمد مرسي حينما زار السعودية خلال فترة حكمه رفض مجرد مناقشة التفاوض حول هاتين الجزيرتين، فحينما جاء الحديث عن الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية حاول الأشقاء السعوديون أن يُناقشوا معه قضية تيران وصنافير، لكنه أغلق معهم الباب، وقال إن هذه قضية لا أملكها ولا أملك النقاش فيها، هذه قضية سيادة مصر، وهذا الرجل لم يفرط في ذرة واحدة من تراب مصر".
وشدّد وزير الإعلام السابق على أن "سجل العار لن ينسى كل من فرط وخان ووافق على البيع ورضي بهذه الصفقة المشينة".
ونوه مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، إلى أن "النظام المصري ارتكب منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 وحتى الآن جرائم وانتهاكات بحق المصريين لم يسبق لها مثيل، فقد قام بجريمة الاختفاء القسري ضد 4000 مواطن، واعتقل وعذّب ما يقرب من 2000 سيدة مصرية، وقام بالأعداء على الأطفال، وحوّل 11 ألف مواطن للقضاء العسكري".
ولفت "بيومي" إلى أن هناك أكثر من 1900 قرار إحالة للمفتي؛ تمهيدا لإصدار أحكام الإعدام، وهناك 800 قرار بالإعدام تم تنفيذ 8 منها، كلها صدرت من مُحاكمات استثنائية انتفت فيها تماما ضمانات المحاكمات العادلة.
واستطرد "بيومي" قائلا: "لكن، يبقى الاعتداء على الأرض بالتنازل والاعتداء على الحق في الحياه بالإهدار من أفظع وأشنع الجرائم التي ارتكبها هذا النظام، وهو ما يستوجب أن نطالب جميعا بإيقاف هذه الجرائم، ومحاكمة هذا الخائن الذي ارتكب كل هذه الجرائم".
وشدّد رئيس حزب الفضيلة محمود فتحي على أنه لم يبق لنظام السيسي إلا الهروب للأمام والتمادي في التنازل والخيانة والقتل الميداني (التصفية الجسدية) أو القضائي (تنفيذ أحكام الإعدام)، ولا حل إلا بثورة شاملة تقتلع هذه العصابة ولو تدريجيا، ولتكن الأيام المقبلة هي بداية هذه الشرارة".
حضر المؤتمر كل من أيمن نور (زعيم حزب غد الثورة)، وصلاح عبد المقصود (وزير الإعلام الأسبق)، وقطب العربي (الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة السابق)، ومحمد الفقي (رئيس البرلمان المصري في الخارج)، وحمزة زوبع (سياسي وإعلامي)، وخلف بيومي (مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان)، وإسلام الغمري (عضو الهيئة العليا بحزب البناء والتنمية)، ومحمود فتحي (رئيس حزب الفضيلة)، ورامي جان (صحفي وإعلامي)، وعبدالرحمن يوسف (شاعر).