قال قيادي في "حركة
أحرار الشام الإسلامية" إن الحركة تحاول دائما أن تقف في الوسط و"تمنع بغي هيئة
تحرير الشام"، نافيا أي تقاري "أيديولوجي" مع الهيئة.
وأكد أبو طه المهاجر، في حديث لـ"
عربي21"، أن هيئة تحرير الشام "بالنسبة لنا مجرد شريك عسكري كأي فصيل موجود على الساحة، ولسنا قريبين منها إيديولجيا أو سياسيا، بل على العكس تماما فنحن أقرب ما يكون إلى الشارع وقريبا سنرفع علم الثورة"، وفق قوله.
ويشغل القيادي أبو طه المهاجر حاليا، الذي كان أحد أبرز المشاركين في معركة السيطرة على قرى موالية للنظام السوري في ريف اللاذقية عام 2013، منصب نائب أمير قطاع الحدود مع تركيا.
وجاءت تصريحات القيادي؛ في معرض حديثه عن قيام الهيئة بالهجوم على "الفرقة 13" في مدينة معرة النعمان، بريف إدلب، مؤخرا.
وقال المهاجر لـ"
عربي21": "شنت الهيئة هجوما على المدينة ما بعد الإفطار بدقائق، سمعنا بما حصل وتدخلنا، وأرسلنا رتلا لحماية المدنيين".
واستدرك قائلا: "لسنا مستعدين لأن ندخل في صراع كبير مع الهيئة بسبب فصائل رفضت الاندماج أو اللحاق بفصائل أخرى، كجيش إدلب الحر أو فيلق الشام"، محملا "الفرقة 13" المسؤولية كاملة عما حصل "لأنهم لم يندمجوا مع أي من الفصائل الكبيرة"، كما قال.
وعن سبب رفض قتال الهيئة، قال المهاجر: "الدعم المادي متوقف عن الحركة منذ 10 أشهر؛ لأننا رفضنا قتال الهيئة، حيث أن قيادات الصف الأول مدركة تماما للضرر الناتج عن هذه الخطوة، كما أكد أن ذلك لو حصل سيقضي على الثورة، وسيكون الطريق معبدا للنظام السوري ومليشيات إيران للوصول إلى إدلب"، وفق تقديره.
لكن القيادي في أحرار الشام؛ أكد في الوقت ذاته أن الحركة "تعمل لتكون طرفا وسيطا يحاول أن يعيد الحق إلى أهله"، وقال إن "معظم الفعاليات التجارية عندما تتعرض لمضايقات من الهيئة، بمجرد أن تقول إنها محسوبة على أحرار الشام تتوقف هذه المضايقات، وكان آخرها قضية السيطرة على تجارة القمح، مشيرا إلى شعبية الحركة الكبيرة في المنطقة".
بدوره، أكد المهندس التقني في حركة أحرار الشام، أبو حسن الساحلي، أن مجلس الشورى في الحركة يبدي تململا كبيرا حيال الأفعال التي تقوم بها هيئة تحرير الشام، "فهي تستخدم القوة والسلاح في حل مشاكلها، الأمر الذي أفقدها شعبيتها"، على حد قوله لـ"
عربي21".
ويرى ناشطون محليون أن شعبية الحركة في تناقص مستمر بسبب عدم جديتها في وقف الانتهاكات التي تقوم بها هيئة تحرير الشام بحق المدنيين قبل العسكريين، على حد وصفهم.
وكان حسام سلامة، أحد قيادي أحرار الشام، قد غرد على "تويتر" بعبارة "مجرمون لا مجاهدون"، ردا على الهجوم الذي قامت به الهيئة على "الفرقة 13" مدينة النعمان، بينما رد ناشطون من مدينة أريحا على تغريدة سلامة بقولهم "مغردون لا مجاهدون"، في إشارة إلى أن اتهام قيادات أحرار الشام بأنها ترد عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يكون لها أي فعل حقيقي من شأنه أن يوقف تمرد الهيئة، وفق قول ناشطين.
لكن المهاجر تحدث عن وجود فصائل تمثل بداية لما سماها "الفتنة" في الساحة "الجهادية"، مطلقا على هذه الفصائل اسم "فصائل الدولار"".
واعتبر المهاجر أن مهمة هذه الفصائل، التي لم يسمها، "تسوق نفسها على أنها مناهضة للتطرف، بينما عملها يقتصر فقط على جمع الدولارات، والأمر الذي يؤكد ذلك برأيه عدم اندماجها مع أي من التشكيلات الموجودة، وعلى رأسها جيش ادلب الحر"، مضيفا أن هذه الفصائل "ستفقد الدعم لو اندمجت، وهي بنفس الوقت ليس لها المقدرة على الوقوف في وجه الهيئة".
وقال إن الحركة "واعية لما يجري على الساحة، ولن تنجر إلى أي صراعات تتسبب بدمار الثورة"، وفق المهاجر.
كما أن عناصر في الحركة تنفي أي اقتتال بين الفصائل، و"قتال المسلم حرام"، إلا أن المقاتل في الحركة، أبو فاروق، يؤكد استعداده لـ"رد البغي"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لن ينجر إلى اقتتال مع إخوته المجاهدين" في هيئة تحرير الشام، وفق قوله لـ"
عربي21".