احتشد المئات من البريطانيين مساء الاثنين في محيط مسجدي دار الرعاية الإسلامية وفينسبري بارك، موقع عملية الدهس التي استهدفت مصلين كانوا خارجين من صلاة التراويح الأحد، ما أودى بحياة مواطن بريطاني من أصل بنغالي وإصابة ثمانية آخرين.
وتجمع المواطنون باختلاف دياناتهم وأعراقهم لتوجيه رسالة تضامن للمجتمع المسلم في
بريطانيا، والذي يضم أكثر من 3 ملايين نسمة، بحسب آخر إحصائية رسمية.
وأشار مدير مسجد فينسبري بارك، محمد كزبر في حديث مع "
عربي21"، إلى ما دار في الاجتماع مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، والذي عقد ظهر الاثنين في المسجد مع عدد من قيادات الجالية المسلمة في لندن.
وأفاد كزبر أن ماي جاءت للاطلاع على ما حدث والاستماع لتخوفات
المسلمين، مبينا أن رئيسة الحكومة سعت لطمأنة المسلمين، وأن الحكومة تسعى للتعامل مع مخاوفهم، خصوصا فيما يتعلق بقضية الإسلاموفوبيا (ظاهرة الخوف من الإسلام).
وأشاد كزبر بدور نائب المنطقة، زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين، في وقوفه إلى جانب المسلمين، موضحا أن كوربين قدم كل ما يستطيع، وتواصل مع السلطات البريطانية طوال الليل، منذ وقوع الحادثة، لمحاولة طمأنة المسلمين.
كما ثمن كزبر دور أبناء المجتمع البريطاني في تضامنهم مع ضحايا ومصابي الهجوم، داعيا المجتمع البريطانيا إلى أن يظل يدا واحدة في مواجهة
الإرهاب.
واستمعت "
عربي21" لشهادة إمام مسجد دار الرعاية الإسلامية، محمد حسن يوسف، والذي تصدرت صورته الإعلام البريطاني كـ"بطل" استطاع حماية منفذ الهجوم، دارن أوزبورن، بعدما قبض المصلون عليه، حيث منع الجموع الغاضبة من التعرض له حتى وصول الشرطة.
وقال محمد حسن: "حينما وصلت وجدت السائق (منفذ العملية) على الأرض، وفوقه ثلاثة أشخاص؛ قبضوا عليه لحين مجيء الشرطة". وأضاف الإمام الشاب أنه في تلك الأثناء حاول الشباب الغاضب ضرب منفذ الهجوم، فتدخل على الفور لحمايته.
وأوضح أنه بالصدفة مرت دورية للشرطة قرب المكان، فسارع بالحديث إليها ليشرح ما جرى، وأن على الشرطة المسارعة بالقبض عليه لحمايته.
وقال: "ما دفعني إلى ذلك العمل أنه ليس من حق أي فرد المساس به وإن كان قاتلا، لأننا لسنا قضاة"، مضيفا: "إننا نعيش في دولة تحمي أفرادها بالقانون، وهذا ما يوجب علينا كبريطانيين أولا وكمسلمين ثانيا؛ أن نكون أول من يحترم حقوق الفرد والقانون".
أما على الصعيد الشعبي، فقدت رصدت كاميرا "
عربي21" سبل
التضامن التي قدمها أبناء المجتمع البريطاني للمسلمين؛ في هذا الفيديو.