تتعرض أكبر الفعاليات الفلسطينية في أوروبا إلى التهديد بالحظر، وذلك بعد تدخل الحكومة البريطانية، التي كتبت إلى منظمي حدث فلسطيني ضخم في
لندن بأنها تدرس وقفه، وسط حديث عن ضغط لوبي مؤيد لإسرائيل.
وبحسب تقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية، الذي ترجمته "
عربي21"، فإن الفعاليات الفلسطينية ستبدأ بعد أقل من أسبوعين، لكنها مهددة اليوم بالحظر، ناقلة عن منظمي الفعاليات اتهامهم للحكومة بأنها ترضخ لضغوطات
لوبي إسرائيلي.
والفعاليات من تنظيم منظمة "
أصدقاء الأقصى"، وهي عبارة عن معرض فلسطيني، يتضمن مناقشات سياسية وحفلات موسيقية وأعمال كوميدية وورش عمل، وصالة طعام، وغيرها من الفعاليات، في مركز "QE2 Centre" في العاصمة البريطانية لندن، تبدأ في عطلة نهاية الأسبوع يومي 8 و 9 تموز/ يوليو المقبل. ويتوقع المنظمون أن تجذب الفعاليات حوالي 10 ألف شخص.
إلا أن إدارة المجتمعات المحلية والحكومة المحلية في لندن، المسؤولة عن مركز "QE2 Centre"، كتبت إلى المنظمين يوم 14 حزيران/ يونيو الجاري، أن وزير شؤون المجتمعات والحكم المحلي ساجد جاويد، يفكر في إنهاء العقد مع منظمي
الفعالية الفلسطينية.
وليس هذا القرار هو الأول الذي تستهدف فيه الحكومة المحلية الفلسطينيين، إذ إنها خسرت مؤخرا قضية لصالح الحملة البريطانية للتضامن مع فلسطين (PSC)، بعد رفعها للمحكمة طعنا في عدم قانونية منع حملات المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي، التي أقرتها الحكومة.
وقالت الحملة، في بيان لها اطلعت عليه "
عربي21"، في وقت سابق، إن قرار المحكمة يعد نصرا للديمقراطية وللقانون على محاولات حكومة اليمين الإسرائيلي، التي تحاول تكميم الأفواه.
اقرأ أيضا: القضاء يفشل قرارا حكوميا ببريطانيا ضد حملات مقاطعة الاحتلال
وأعلنت الحملة البريطانية للتضامن مع فلسطين (PSC)، الخميس الماضي، أنها كسبت القضية القانونية التي كانت رفعتها للمحكمة ضد الحكومة البريطانية للطعن في عدم قانونية منع حملات المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي.
ما سبب السعي لحظر المعرض؟
ووفقا للرسالة التي بعثتها الحكومة المحلية، وفق تقرير "الغارديان" فإنها عللت توجهها بحظر المعرض الفلسطيني بسبب مخاوف من أن المنظمين أعربوا عن تأييدهم العام لمنظمة وصفتها بـ"المحظورة"، وهي حركة حماس، وأن الحركة تدعم الفعاليات، وأنه يجري الثناء على حماس وحزب الله خلال هذه الفعاليات.
ونقلت الصحيفة رد المنظمين من "أصدقاء الأقصى"، إلى الحكومة المحلية، إذ اشتكوا الحظر المقترح، ووعدت الحكومة باتخاذ قرار يوم الجمعة الماضي. إلا أن وزارة الثقافة أعربت الجمعة عن أسفها لعدم اتخاذ قرار بعد، قائلة إن جاويد كان مشغولا بالأحداث الأخيرة التي وقعت، في إشارة واضحة إلى كارثة برج غرينفيل، بحسب الصحيفة.
ضغط من لوبي مؤيد لإسرائيل
ونقلت عن إسماعيل باتيل، مؤسس منظمة "أصدقاء الأقصى"، قوله، إن الإدارة المحلية تدخلت بشكل غير قانوني في هذا الحدث الفلسطيني.
وأضاف أنهم "فشلوا في تقديم أي سبب مرضي لاختيارهم إلغاء حدث يسعى للاحتفال بالثقافة والتراث الفلسطينيين".
واتهم باتيل الإدارة المحلية بأنها تتصرف بناء على ضغوطات من لوبي مؤيد لإسرائيل.
وقال: "على الرغم من التهديد بحظر الفعاليات، سنبذل جهدنا لعقد المعرض الفلسطيني، وسنسعى لمراجعة قضائية لهذا القرار غير العادل"، وفق تعبيره.
وبحسب الصحيفة، فإن تكلفة تذاكر الحدث الفلسطيني تبلغ 20 جنيها استرلينيا، وتم بيع 1800 من التذاكر حتى الآن، خلال الأيام القليلة الماضية.