نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، عن الصراع الأمريكي
الإيراني على الطرق المؤدية إلى معاقل
تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الصراع للسيطرة على
العراق بين الولايات المتحدة وإيران، بدأ يتخذ أشكالا قديمة، تعود إلى أيام الاستعمار، من خلال السيطرة على الطرق.
ويقول سبنسر إن القوات التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده، والمليشيات الشيعية الموالية لإيران، تتنافس في محاولة لفتح طرق غرب العراق، في الوقت الذي تتم فيه استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وتكشف الصحيفة عن أن شركة أمريكية وقعت عقدا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لإعادة إعمار الطريق السريع من بغداد إلى عمان، وهو ما أثار حفيظة السياسيين الشيعة، الذين يرفضون الوجود الأمريكي الدائم في البلاد.
ويلفت التقرير إلى أن المليشيات الشيعية الموالية لإيران فتحت طريقا خاصا بها يصلها بالحدود الشمالية، حيث من المتوقع أن يفتح هذا الطريق من دمشق، وصولاً إلى إيران، بالقرب من بعقوبة على الحدود الإيرانية.
ويفيد الكاتب بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يفضل الطريق من بغداد إلى عمّان، خاصة أن بلاده تواجه أزمة اقتصادية؛ بسبب خسارتها التجارة مع كل من العراق وسوريا، مشيرا إلى أن الصادرات الأردنية انخفضت بنسبة النصف، منذ سيطرة تنظيم الدولة على المعابر الرئيسية بين العراق وسوريا في عام 2014.
وتذكر الصحيفة أن العقد لإعادة شق الطريق سيشمل 36 جسرا تم تدميرها أثناء العمليات العسكرية، لافتة إلى أن العقد حصلت عليه شركة "أوليفر غروب" الأمنية واللوجيستية الأمريكية، التي ستقوم ببناء استراحات ومقاه، بعد تأمين المناطق، وستستعيد الاستثمار من خلال الأجور وضريبة الطريق.
وينوه التقرير إلى أن تنظيم الدولة ما زال يقوم بهجمات على بلدة الرطبة الحدودية، مشيرا إلى أن محافظة الأنبار، التي يعبر منها الطريق السريع، تعد منطقة تأثير تتظيم الدولة، ويعادي سكانها الشيعة الإيرانيين.
ويبين سبنسر أن فكرة سيطرة الأمريكيين على خط استراتيجي أثارت غضب الجماعات الشيعية المسلحة، حيث قال المتحدث باسم جماعة عصائب الحق الشيعية إن الشركات الأمنية تقوم بعمليات تجسس لمصلحة الاستخبارات الأمريكية.
وتورد الصحيفة نقلا عن معين القضماني، المسؤول الرسمي في فيلق بدر، أكبر فصيل شيعي في البلاد، تعليقه قائلا: "نرفض وضع الأمريكييين أيديهم على هذا الطريق؛ لأنه يعطيهم ذريعة لوجود طريق عسكري لهم في البلاد"، وأضاف أن الحشد الشعبي سيستخدم الطريق الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة من أجل التبادل التجاري، منوها إلى أن الطريق سيربط بين جنوب لبنان وسوريا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول المحلل الأمني في العراق هشام الهاشمي، إن "إيران تريد الترويج لطريقها على حساب الطريق الذي تخطط له الولايات المتحدة"، لافتا إلى أن "الطريق الدولي سيضر بالمصالح الإيرانية"، خاصة أن إيران "راغبة بإبقاء الطريق من دمشق إلى بغداد وطهران مفتوحا".