وسط تجاهل من قبل وسائل إعلام النظام الرسمية، أثار الإعلان عن وفاة وزير الدفاع السوري السابق
مصطفى طلاس، ردود فعل متباينة في الأوساط السورية المعارضة.
ونجم عن تلك الردود حالة جدل وانقسام بين فريق متهجم يعتبره متورطا بالدماء السورية، وبين فريق آخر يعتبره غير مسؤول عن المجازر التي ارتكبها
النظام السوري في ثمانينيات القرن الماضي بمدينة حماة، عندما ارتكبت قوات النظام مجزرة وصفت بأنها "أكبر مجزرة في العصر الحديث"، أثناء مواجهتها مع الإخوان المسلمين حينذاك.
وتصدر الحديث عن وفاة طلاس صديق الرئيس الراحل حافظ الأسد، ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السوري بين عامي 1972-2004، اهتمامات رواد المواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
أبو النياشين
وتناولت قناة "أورينت" المعارضة وفاة طلاس بتهكم، واصفة إياه بـ"أبو النياشين"، الذي حطم الأرقام القياسية بتقلد النياشين، التي لم يحصل عليها قائد عسكري في العالم أجمع، رغم عدم تسجيله لأي إنجاز عسكري، على حد تعبير القناة.
وحسب القناة، فقد لعب طلاس الدور الأكثر نجاعة في تنفيذ أوامر "خله الوفي" حافظ الأسد، دون أي مانع، مضيفة أن ميزة طلاس الذي شغل منصب وزير الدفاع "بدون وزن أو قيمة، أنه يشكل الأنموذج المثالي لكيفية اختيار حافظ الأسد للأشخاص كممثلين للطائفة السنية".
تاريخ أسود
من جانبها، كتبت الناشطة السورية ميسون بيرقدار "وسام الحرة" على صفحتها على "الفيسبوك": "لا أجامل أحدا ولا يهمني إلا قول الحق، مصطفى طلاس يده ملطخة بدم الشعب السوري وتاريخه أسود".
وغرد الباحث السوري أحمد أبازيد: "مات مصطفى طلاس وزير دفاع حافظ الأسد، رحل مع ملايين السوريين شارك بقتلهم وتعذيبهم واستعبادهم، يوم حزين للعدالة وعقاب آخر للضحايا وحفلة للنفاق".
و قال عماد بازي: "لا أعرف عن مصطفى طلاس سوى أنه كاد أن يجعلني يتيما في الخامسة من عمري"، وذلك في إشارة منه إلى توقيع الراحل طلاس على أوامر إعدام الآلاف من المعتقلين السياسين.
لم يتبرأ من أعماله
أما الفنان السوري المعارض حسام الدين ملص، فقال إن: "وفاة مصطفى طلاس أقدم وزير دفاع سوري في عهد السفاح حافظ الأسد، الذي وقع أوامر بإعدام 15000 ألف سوري في تدمر، توفي ولم يتبرأ من أعماله، ولا من الطاغية الأسد، ولم يعتذر للشعب السوري".
وكان وقع خبر وفاة طلاس قاسيا على الصحفي السوري مؤنس بخاري، لأن وفاته "سبقت محاكمته".
أما الصحفي السوري يمان السيد، فقد قال: "وفاة مصطفى طلاس ثالث أقوى شخصية إجرامية في نظام حافظ أسد".
واجهة عسكرية
بالمقابل، دافع فريق آخر عن مصطفى طلاس، معتبرا أن "دوره محدود" لدى النظام، وأنه لم يكن أكثر من واجهة عسكرية وإعلامية للنظام.
وفي هذا السياق تقدم عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة، رياض نعسان آغا إلى أبناء طلاس بالعزاء.
وكذلك فعل وائل حداد، قائلا: "فقدنا الكثير واليوم نفقد ذاكرة وطن، لروحك الرحمة أبو فراس، ولنا وللوطن أصدق العزاء".
يذكر أن مصطفى طلاس ابن مدينة الرستن بريف حمص، كان يخضع للعلاج جراء تعرضه لكسر في عظم الساق في مستشفى بالقرب من مدينة باريس، التي استقر فيها منذ ما يزيد عن خمس سنوات، أي بعيد اندلاع الثورة السورية.