أجرت حركة حماس في لبنان مؤخرا تغييرات في مواقع المسؤولين عن الحركة، فتسلم احمد عبد الهادي موقع المسؤول السياسي للحركة في لبنان بديلا عن الاستاذ علي بركة والذي انتقل لموقع اخر لم يعلن عنه حاليا، كما تولت قيادة جديدة للحركة ادارة الشأن اللبناني في المرحلة المقبلة، وذلك في اطار سلسلة التغييرات التي تجريها قيادة الحركة على الصعيد المركزي بعد انتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي بديلا عن الاستاذ خالد مشعل.
واوضحت مصادر مطلعة في قيادة الحركة في لبنان: ان هناك سلسلة تغييرات تجريها الحركة في معظم مواقعها السياسية والتنظيمية وذلك لمواكبة المتغيرات الحاصلة في المنطقة وفي اطار الوضع التنظيمي الجديد للحركة بعد مؤتمرها الاخير وانتخاب قيادة مركزية جديدة.
وقد لعبت حركة حماس في لبنان دورا مهما طيلة العقود الثلاثة الماضية، منذ تأسيسها وحتى اليوم، مع الاشارة الى ان مناصري وكوادر الحركة في لبنان كانوا في الاساس ينشطون من ضمن الاطار التنظيمي للجماعة الاسلامية (الفرع اللبناني للاخوان المسلمين في لبنان)، وقد شارك هؤلاء في عمليات المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وفي الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المختلفة، الى ان جرى الاتفاق بين قيادة الجماعة وقيادة حماس على انفصال هؤلاء الكوادر والعمل بشكل مستقل، مع العلم ان حماس تركز في عملها الجهادي على العمل داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة والاستفادة من بقية الدول وخصوصا لبنان من العمل السياسي والدعوي والتدريبي والدبلوماسي والاعلامي.
وقد تولى قيادة الحركة في لبنان عدد من الكوادر والقيادات المهمة ومن هؤلاء الدكتور مصطفى اللداوي والذي كان من اوائل من تولى المسؤولية السياسية لحماس في لبنان وهو الان ينشط في اطار الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، كذلك الاخ ابو محمد مصطفى وقد تولى مسؤولية الحركة في لبنان لفترة وجيزة وانتقل بعد ذلك لمواقع اخرى في الحركة، ولاحقا تولى هذه المسؤولية الاستاذ اسامة حمدان والذي ترك بصمات واضحة على صعيد دور الحركة في لبنان وعلاقاتها السياسية والاسلامية والعربية وقد انتقل بعد ذلك الى مسؤولية العلاقات الدولية وهو من ابرز كوادر الحركة السياسيين حاليا، وكان اخر من تولى هذه المسؤولية الاستاذ علي بركات وقد امضى اكثر من عشر سنوات في هذا الموقع ، وخلال ولايته لعبت حركة حماس دورا مهما في حماية الاستقرار اللبناني والتخفيف من التوترات المذهبية وحماية امن المخيمات وتطوير علاقات الحركات مع كافة الجهات السياسية والدبلوماسية والدينية والحزبية والامنية والعسكرية في لبنان.
وكان يتولى قيادة الحركة في لبنان عدد من ابرز كوادر الحركة سواء على الصعيد الاعلامي او السياسي او الشعبي داخل المخيمات، ورغم الظروف الصعبة التي واجهها لبنان ولاسيما منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم ، وخلال الازمات المتتالية وصولا لتداعيات الازمة السورية، فقد حافظت الحركة على علاقاتها الجيدة مع كل الاطراف الاسلامية والحزبية ولا سيما تيار المستقبل وحزب الله وحركة امل وبقية القوى السياسية اللبنانية والمرجعيات الدينية، وشكلت الحركة الى جانب بقية القوى الاسلامية والفصائل الفلسطينية في داخل المخيمات صمام امان لمنع انجرار المخيمات الى اتون الفتنة التي واجهها لبنان طيلة السنوات الماضية.
واليوم اذ تشهد حركة حماس تغييرات جديدة في قياداتها وعلى صعيد متابعة الملف اللبناني، فان ذلك لن يؤثر في دور الحركة الفعال، لان سياسات الحركة تتميز بالاستمرارية والمتابعة والالتزام بثوابت محددة وخصوصا حماية الاستقرار اللبناني وتعزيز العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ومنع الانجرار لاية فتنة.
وحركة حماس معنية اليوم بعد التغيير في قيادتها المركزية وبعد تعيين مسؤولا جديد عن الحركة في لبنان ان تتابع هذه المسيرة وان تعزز موقعها الفاعل ان على مستوى العالم العربي والاسلامي اودورها في رأب الصدع المذهبي او لجهة حماية وتعزيز دور المقاومة واعادة الاعتبار لاولوية القضية الفلسطينية او من اجل منع انجرار الشعب الفلسطيني لاية صراعات داخلية في الدول العربية.
ان تغيير المسؤولين والمواقع في الحركة لا يلغي استمرارية الدور الفاعل لحركة حماس ان في لبنان او على مستوى المنطقة وتلك مسؤولية مهمة وضرورية.