قال الكاتب البريطاني أنتوني هاروود إن العقاب المفروض على
قطر بتشجيع من الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب ليس له علاقة بالتقارب مع إيران أو بمزاعم تمويل الإرهاب إنما بأمر مالي آخر يتعلق بأسرة ترامب وبأسلوب أشبه بعمل المافيا.
وقال هاروود بمقال له في صحيفة "إندبندنت" البريطانية وترجمته "
عربي21" إن صهر ترامب جاريد كوشنر كان يترأس العام الماضي سلسلة من اللقاءات مع أحد أغنى الرجال في العالم لإعادة تمويل أحد ممتلكاته بمبلغ يصل إلى 500 مليون دولار.
ويشير إلى أن كوشنر وبعد لقاءاته مع محامية روسية مقربة من الكرملين وتوصله بأنه ليس لديها شيء تقدمه بخصوص التمويل استمر في عقد لقاءات مع القطريين لمدة عامين في ظل ثروتهم الهائلة وتقديمهم عروضا ضخمة حتى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية لكن إبعاد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أنهى المفاوضات بشكل مفاجئ.
ورأى الكاتب أن سبب فشل المفاوضات يعود إلى أن كوشنر لم يتمكن من التوصل إلى تمويل مشترك على النحو المنصوص عليه من قبل القطريين منذ البداية مشيرا إلى أنه لم يكن هناك "خيانة ولا مسرحية قذرة ولا تقاطعات مصالح فقط انسحاب شركة التأمين الصينية والتي كان من المرجح أن تستثمر هو ما أفشل المفاوضات".
ويقول الكاتب: "بشكل سريع بعد شهرين ترامب وكوشنر يرفعان الصوت على قطر".
وأوضح أن ترامب وبعد زيارته للسعودية قال عن الدولة الخليجية الصغيرة بأنها ممول للإرهاب واستمر بتكرار الادعاءات في حديقة ورود البيت الأبيض لتشجع هذه الكلمات السعودية على إطلاق العنان للحصار المفروض على قطر حتى يومنا هذا.
وتساءل الكاتب: "هل عوقبت قطر بسبب صلتها بإيران أو لأنها أكبر مؤيد للإرهاب في العالم؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا أقامت أمريكا قاعدة عسكرية قوامها 10 آلاف شخص هناك؟ أم إن كل ذلك لأنها فشلت في دعم أسرة ترامب".
ويشبه هاروود ما وقع بين ترامب وأسرته من جهة وقطر من جهة أخرى بمشهد من مشاهد فيلم "العراب" حين قال بطل الفيلم "دون فيتو كرليوني" إن "الانتقام يفضل أن يقدم باردا".
وأضاف الكاتب: "حسنا.. ربما كان فاترا أيضا بالنظر إلى مدى السرعة التي انتقم فيها ترامب وأسرته من قطر".
وقال الكاتب: "عندما يتعلق بالانتقام فإن عائلة كوشنر لها تاريخ في ذلك فوالد جاريد استأجر في إحدى المرات عاهرة لإغواء شقيق زوجته ليجبره على التعاون في تحقيق اتحادي ضده".
ولفت إلى أن البيت الأبيض "لا يمكن أن يدار بطريقة عصابات المافيا لأنك على الأرجح ستصطدم في نهاية المطاف بقانون تضارب المصالح".
ويرى هاروود أن الجولة المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون هي محاولة لتنظيف الفوضى الناجمة عن "الدون" (الزعيم- ويقصد به ترامب) في الشرق الأوسط.
وتساءل: "لكن المخيف هو أنه كيف لرجل ليس لديه خبرة سياسية يتزوج من ابنة الرئيس أن يتمتع بكل هذه السلطة في قيادة العالم الحر".
ونقل عن أحد المرتبطين بتيلرسون قوله: "إن وزير الخارجية خلص إلى أن هذا الطفل التافه يسيطر على سياسة خارجية ثانية من بيت العائلة داخل البيت الأبيض" مشيرا إلى تكليف
كوشنير بإيجاد حل لـ"الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" وهو الأمر الذي صعب على أعظم العقول السياسية لأجيال بالإضافة إلى تسلمه الاستشارات الرئيسية للعلاقات مع الصين والمكسيك وكندا.
ويختم الكاتب بالقول إن "هناك فوضى في البيت الأبيض تتعلق بالشرق الأوسط وعلى الإدارة الأمريكية إزالتها" مضيفا أن "تيلرسون بحاجة لإقناع قادة الخليج بأن البيت الأبيض لا يطبق سياسة خارجية بديلة تتحد مع السعودية ضد قطر كما أنه عليه إقناع الرياض بأن مطالبها الـ 13 الصعبة تحتاج إلى إعادة رسمها لشيء يمكن التفاوض عليه".