منذ ستة أيام، تشهد القدس وبعض المحافظات الفلسطينية حراكا جماهيريا رافضا لإغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، ووضع بوابات أمنية على أبواب المسجد.
ويسعى الفلسطينيون لـ"إفشال" مخططات الاحتلال في تقييد حرية العبادة في المدينة المقدسة، عبر نصب البوابات الأمنية ، حسب قول نشطاء ومحللين.
اقرأ أيضا: غضب يلف القدس لليوم الرابع ودعوات لشد الرحال إلى الأقصى
ونشرت القناة الثانية الإسرائيلية الأربعاء خبرا جاء فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجري مشاورات لإلغاء البوابات الأمنية التي تم نصبها بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين ومقتل اثنين من شرطة الاحتلال، في اشتباك قرب المسجد الأقصى، وفق ما أورده المختص بالشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، أيمن يوسف، أن وضع البوابات هو خطوة أخرى للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وزيادة السيطرة على المكان المقدس.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وضع البوابات له أبعاد أكثر مما هو ظاهر، كفرض أمر واقع جديد، في سعي لإخراج القدس من مفاوضات الحل النهائي، وهي ممهدة لخطوات تصعيدية أخرى يخطط لها الاحتلال".
وتابع: "البوابات هي جس نبض للواقع العربي والإسلامي ودراسة ردود أفعالهم، ليبنى عليها أي إجراءات قادمة".
بدوره، فسر المحامي المتخصص في شؤون القدس والأقصى، خالد زبارقة، الرفض للبوابات الأمنية بكونها "بوابات تهويدية، والقرار سياسي بامتياز، والهدف منه تمرير مخططات معدة سابقا لبسط السيطرة على المسجد الأقصى، وهناك أطماع لسيطرة كاملة على الجهة الجنوبية للحرم ومنطقة باب الرحمة بعد الاستيلاء على كل مفاتيح البوابات".
وقال لـ"عربي21": "البوابات الإلكترونية يتحكم فيها الاحتلال، الفاقد لأي شرعية، ويهدف من خلال هذه البوابات لخدمة أجندته التهويدية وإحكام السيطرة على المسجد الأقصى وإخضاع المسلمين، وتفريغ المسجد الأقصى".
اقرأ أيضا: موقع إسرائيلي: دول عربية علمت بتركيب "البوابات الإلكترونية"
وأضاف: "من خلالها يريد الاحتلال التحكم بمن يدخل إلى المسجد الأقصى وبالعدد الذي يدخل، ويهدف إلى فرض التقسيم الزماني ثم المكاني، ويريد أن يساوي (كمرحلة أولى) بين حق المسلمين وباطل اليهود، والبوابات الإلكترونية أفضل وسيلة لذلك، وبواسطة البوابات يسهل على اليهود اقتحام المسجد الأقصى، وبناء صورة ذهنية أن السيادة على المسجد الأقصى هي للاحتلال، وتنفير المسلمين من الإتيان إلى المسجد الأقصى".
ولفت إلى أن "أفضل طريقة لإذلال المسلمين، الوقوف في طابور ضمن مسارات حديدية معقدة، وفي المناسبات لساعات طويلة في ظروف قاسية".
رفض جماهيري حازم
بدوره أكد الوكيل المساعد لدار الإفتاء الفلسطينية، إبراهيم خليل عوض الله، في حديث لـ"عربي21"، وجود حراك شعبي ومدني حازم وصارم رافض لإجراءات الاحتلال بوضع البوابات على مداخل بوابات المسجد الأقصى، إضافة لمشاركة وحضور لكل المرجعيات في المدينة المقدسة في هذا الحراك حتى يتم "إفشال" مخططات سلطات الاحتلال، وفق تعبيره.
وأضاف أن مفتي القدس والديار الفلسطينية جزء من الحراك الشعبي ومؤسسات القدس، والذين يتواجدون على مدار الساعة مع المواطنين على البوابات، يؤدون الصلاة ويرفضون الدخول عبر البوابات الإلكترونية، بعد صدور إجماع على هذا القرار والتزام الجميع به، معتبرا البوابات مدخلا لتقسيم الحرم وإعطاء شرعية لليهود فيه، إضافة إلى التضييق على المصلين وتفريغ الساحات من المصلين والمرابطين.
وأشار عوض إلى اعتقال الاحتلال للمفتي محمد حسين في اليوم الأول لإغلاق المسجد الأقصى، "بما يمثله ذلك من تعد صارخ على الرموز الدينية والوطنية في فلسطين".
بدوره، أكد الناشط المقدسي أحمد الرويضي، أن الحراك الشعبي في مدينة القدس يتصاعد يوما بعد يوم، وأن هناك رضا على هذا الحراك في مدينة القدس، إلى جانب الإجماع الديني والوطني الذي تشارك فيه كل المرجعيات في المدينة، مستطردا في حديثه لـ"عربي21"؛ بأن "الامتحان الأكبر سيكون يوم الجمعة عندما يتوجه آلاف المقدسيين لأداء صلاة الجمعة رغم ما يستعد له الاحتلال، كما قال.
واعتبر أن ما يجري بالمسجد الأقصى المبارك "مبيَّت له مسبقاً، ومخطط لتنفيذه من أجل تحقيق البرنامج الإسرائيلي المنشور والمعروف للجميع، ومن يتتبع تصريحات سبقت العملية لمسؤولين إسرائيليين يفهم ما يجري وما يُخطَط له".
وفي أطار الفعاليات الشعبية في الضفة الغربية، شهدت مدينة نابلس فعالية تضامنية مع الأقصى ورافضة لاجراءات الاحتلال الأخيرة.
وأوضح الناشط الشبابي قتيبة عازم، أن "السلسلة البشرية المناهضة لوضع البوابات حول الحرم القدسي الشريف، والتي نظمت في مدينة نابلس جاءت بدعوة من مجموعات شبابية، وجلهم طلبة وطالبات جامعيون، تهدف لكسر حالة الضعف في الشارع الفلسطيني تجاه ما يجري من إجراءات في مدينة القدس".
واعتبر عازم في حديثه لـ"عربي21"؛ أن هناك "فتورا في ردة فعل الشارع الفلسطيني وفعالياته تجاه ما يجري في القدس"، وفق تقديره.