تشهد مدينة
الحسيمة (شمال
المغرب) منذ صباح اليوم إنزالا مكثفا لقوات الأمن، لمنع
مسيرة احتجاجية يراهن عليها نشطاء
حراك الريف أن تكون "مليونية"، الخميس، استجابة لنداء قائد الحراك المعتقل،
ناصر الزفزافي، وتحديا لقرار منع وزارة الداخلية للمسيرة بحجة عدم توفرها على ترخيص.
وكانت عمالة (محافظة) الحسيمة، أعلنت، الاثنين الماضي، في بلاغ، أنه تقرر عدم السماح بتنظيم مسيرة احتجاجية بمدينة الحسيمة في 20 تموز/ يوليو كان دعا لها نشطاء حراك الريف قبل شهرين.
اقرأ أيضا: على بعد 3 أيام.. داخلية المغرب تمنع مسيرة احتجاجية بالحسيمة
ويسود ترقب حذر في المدينة لكيفية تعاطي السلطات الأمنية مع المسيرة المزمع تنظيمها خلال الساعات القليلة المقبلة.
وتداول نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي لصور انتشار عدد كبير من قوات الأمن المغربي بعدد من الشوارع الرئيسية لمدينة الحسيمة، وكذا بالساحة الرئيسية للمدينة والمعروفة باسم ساحة "محمد السادس" والتي يجتمع فيها عادة نشطاء الحراك، وذلك بعدما انسحبت منها القوات الأمنية سابقا.
اقرأ أيضا: بأمر ملكي الأمن المغربي ينسحب من الحسيمة معقل "حراك الريف"
وبحسب شهود عيان، فقد أقامت السلطات الأمنية المغربية حواجز في مداخل مدينة الحسيمة وإمزورن (15 كلم من الحسيمة)، ومنعت عددا من راكبي وسائل النقل (حافلات، سيارات أجرة) من دخول الحسيمة، خاصة أولئك القادمين من المدن البعيدة.
وسلك عدد من المواطنين القادمين من مدن مختلفة مسالك وعرة للمشاركة في المسيرة بعد قيام السلطات بفرض حواجز أمنية على مداخل الحسيمة، فمنهم من ركب قوارب تقليدية ليصل للمدينة عبر البحر، ومنهم من شق طريقه عبر الجبال المطلة على المدينة، في تحد لقرار المنع.
بدورها، قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (كبرى المنظمات الحقوقية بالبلاد)، إنه لوحظ قطع الأنترنت في مجموعة من المناطق بالحسيمة، وتشويش كبير على الاتصالات، حسب مناضلي الجمعية بالمدينة.
كما لوحظ إضراب عام للمحلات التجارية بمدينة إمزورن استجابة لنداء المقاطعة التي أعلن عنها نشطاء الحراك.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلًا صوتيًا منسوبًا لناصر الزفزافي الملقب بـ"قائد حراك الريف"، والمعتقل حاليًا بسجن "عكاشة" بالدار البيضاء (وسط) على خلفية الحراك، والذي دعا فيه إلى "المحافظة على سلمية مسيرة 20 تموز/ يوليوز، حفاظًا على المنطقة، والبلاد من كيد الكائدين، وكل من يحقد عليكم"، وفق قوله.
وبرر وزير الداخلية المغربي عبد الوافي الفتيت، الثلاثاء الماضي، بالبرلمان، منع المسيرة بكونها لم تحصل على ترخيص من السلطات المختصة، ولا يعرف الداعين لها، والمسؤولين عنها، وخوفا من المس بحق الساكنة المحلية في أجواء أمنية سليمة.
بدورها، دعت أحزاب الأغلبية بالمغرب، أمس الأربعاء، المواطنين بالريف إلى عدم المشاركة في هذه المسيرة "حفاظا على أجواء الهدوء وعلى مستلزمات النظام العام".
اقرأ أيضا: أحزاب حكومة المغرب تعطي الضوء الأخضر لمنع مسيرة الحسيمة
فيما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن "موقف الحكومة من منع مسيرة الحسيمة حازم وحاسم وواضح، ولا يمكن الاستناد على حالات لتبرير أو الدعوة إلى عدم إعمال القانون”، مشيرا إلى أن “حق التظاهر مكفول دستوريا ويمارس في إطار القانون".
وأضاف الخلفي خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المجلس الحكومي، مساء اليوم الخميس بالرباط، أن "الحكومة تتحمل مسؤوليتها السياسية كاملة في المنع، والأغلبية الحكومية أصدرت بلاغا في الموضوع، للتفاعل الإيجابي باعتبار أننا معنيون لتوفير الاجواء الهادئة".
من جهته دعا حزب الأصالة والمعاصرة (أكبر حزب معارض)، عقب لقاء أعضاء بمكتبه السياسي بسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، "مختلف الأطراف الداعية إلى المسيرة إلى تجنب أي مظهر من مظاهر التصعيد حرصًا على عودة الهدوء وقطع الطريق على كل من يتربص باستقرار الوطن".
وفي المقابل، دعت "فدرالية اليسار الديمقراطي" (معارضة)، وعدد من المنظمات الحقوقية، بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى المشاركة في المسيرة.
فيما أعلن نشطاء من الرباط والدار البيضاء عن تنظيمهم لوقفات تضامنية مع حراك الريف، مساء اليوم الخميس.
يذكر أن المعتقلين بسجن مدينة الدار البيضاء على خلفية "حراك الريف"، دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من الإثنين الماضي، بحسب عبد الصادق البوشتاوي، محامي عدد من الناشطين المعتقلين على خلفية الحراك، وسط نفي قاطع للمندوبية السامية للسجون خوض هؤلاء المعتقلين للإضراب عن الطعام، وقالت إنهم يتناولون وجباتهم بشكل عادي.
وارتفع عدد النشطاء الموقوفين على خلفية "حراك الريف"، إلى 176 شخصاً، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، قبل أسبوعين.
وتعيش مدينة الحسيمة ومدن الريف وقراه على وقع احتجاجات للشهر الثامن على التوالي بعد مقتل بائع السمك محسن فكري، فيما فشلت الاعتقالات والمحاكمات ووعود المشاريع الاقتصادية في تهدئة الأوضاع.