"حنا" و"سلوم" يدينان "استهداف" الحكومة
الإسرائيلية للمسجد
الأقصى.
أدان رجلا دين، من
المسيحيين والسامريين في الأراضي الفلسطينية، "استهداف" الاحتلال للمسجد الأقصى، حيث دعا كل من المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية
القدس للروم الأرثوذكس، والكاهن السامري حسني سلوم، في حديثين منفصلين مع "
عربي21"، الاحتلال بالتراجع عن إجراءاته تجاه المسجد.
فقد رفض المطران عطالله حنا "كافة الإجراءات الاحتلالية التي تستهدف المسجد الأقصى ومدينة القدس".
وقال إن الجهة الوحيدة المخولة بالإشراف على المسجد الأقصى هي "الأوقاف الإسلامية والمؤسسات الدينية الإسلامية"، مشددا على أنه "لا يحق للسلطات الاحتلالية أن تتدخل بشؤون المسجد الأقصى الذي له مكانته وأهميته الدينية والوطنية بالشعبة للشعب الفلسطيني".
وأضاف المطران حنا لـ"
عربي21"؛ أن إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى منذ سنوات بحجة وجود الهيكل والسعي إلى إقامته، "باطلة وغير مقبولة وغير مبررة"، وقال إنها مبنية على "ادعاءات تحمل في طياتها بعداً سياسيا عنصريا، وسياسة مميتة بحق المسجد الأقصى".
ونوه إلى أن "المسجد الأقصى مكان مقدس لكل المسلمين، ولا يجوز لأي جهة أخرى أن تحرض أو تسيء أو أن تدعي بملكيتها أو بحقها في هذا المكان. هذا المكان مسجد للمسلمين والجهة الوحيدة المخولة بالإشراف عن هذا المكان؛ إنما هي الجهات الدينية الإسلامية وفي مقدمتها الأوقاف".
وأضاف: "الادعاءات بوجود الهيكل هي ادعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة، وهي ادعاءات هدفها سياسي واحتلالي والسيطرة وبسط السياسة الاحتلالية على مدينة القدس".
وحول تقييمه لردة فعل الشارع الفلسطيني تجاه هذه الإجراءات، قال حنا: "أعتقد أن وحدة الشعب الفلسطيني تجلت بأقوى صورها خلال الأيام الماضية، وشعبنا كان شعبا واحدا بمسلميه ومسيحييه، وبكافة أطيافه وتياراته السياسية"، مضيفا: "الجميع كانوا في الميدان يدافعون عن القدس وعن المقدسات، وبالتالي الشعب الفلسطيني أكد للعالم بأسره أنه متمسك بالقدس والمقدسات ولا تنازل عن هذه الأرض المقدسة".
وتابع قائلا: "التلاحم الإسلامي المسيحي في مدينة القدس موجود منذ مئات السنين ونحن حقيقة موجدون في هذه الأرض المقدسة نعيش معا وندافع معا عن وطننا وقضية شعبنا، كلنا فلسطينيون وندافع عن القدس، وأولئك الذين يستهدفون الأقصى والمقدسات الإسلامية هم ذاتهم الذين يستهدفون الأوقاف والمقدسات المسيحية".
وأضاف المطران حنا: "نحن شعب واحد وقضيتنا واحدة، وألمنا واحد، وجميعنا نتطلع إلى الحرية وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا"، وفق تعبيره.
القدس لم تذكر في التوراة
بدوره، قال الكاهن السامري حسني السامري؛ إن "ما حدث وما يحدث الآن في المسجد الأقصى هو انتهاك لحرمة المسجد الذي بارك الله حوله، ولا يجوز التعدي على المسجد، والعرب، ومقدساتهم الدينية".
وأضاف: "تدين الطائفة السامرية وتستنكر ما قام به اليهود بالتعدي على الحريات الدينية، من خلال حفر الحفريات وتركيب البوابات والكاميرات، ولا يرضاها كل صاحب كلمة ودين في العالم".
وأكد، في حديث لـ"
عربي21"، أن الطائفة السامرية ترفض التعدي على الحريات الدينية والمقدسات الإسلامية، لأن "الدين لله وليس للآخرين"، مطالبا بإعطاء المسلمين "حريتهم الدينية الكاملة بدون أي تعرض أو مساس بهذه الحريات".
وحول الرواية التي يسوق لها الاحتلال بقدسية المسجد الأقصى لليهود، بحجة ارتباطه بـ"الهيكل"، أكد سلوم أن "الهيكل بني على قمة جبل جرزيم في نابلس وليس القدس؛ لأن القدس لم تذكر بالتوراة، ما يحدث مسألة سياسية وليست دينية، ومخالف لأوامر التوراة".
وتابع قائلا: "لذلك نقول لليهود ابتعدوا عن الحريات الدينية، لأن الهيكل بني في القدس ضد السامرين وضد الشريعة وضد الدين، والقدس ليست مذكورة بالتوراة".
وحول الموقف الموحد للمسيحيين والسامريين في فلسطين، والذي ظهر في رفضهم للإجراءات الإسرائيلية، قال سلوم: "إننا أصحاب سلام والدين لا يسمح لنا أن نتعرض للديانات الأخرى.. نحن نطالب بوضع حد لهذا العمل غير المقبول"، بحسب وصفه.
وحول رسالته التي يوجهها للاحتلال والعالم، قال سلوم: "بدون قيام دولة فلسطينية حرة عاصمتها القدس الشرقية لن يكون هناك سلام، وعلى الديانات الثلاث التشارك في رسالة واحدة، ودون الأرض المقدسة لن يكون هناك سلام في العالم".
ويعتبر السامريون، الطائفة الأصغر في العالم، ويقدر عدد أفرادها بـ783 شخصا، يقيمون في مدينة نابلس وسط الضفة الغربية، إلى جانب عدد قليل في منطقة حولون، قرب تل أبيب.
وتنتسب هذه الطائفة إلى بني إسرائيل من حيث العرق، لكن ديانتها تتناقض مع اليهودية.
وكلمة سامري مشتقة من "شامري" بالعبرية، والتي تعني المحافظون على الديانة العبرية القديمة.
وبحسب رأي
السامريين، فقد تم تحريف ديانة بني إسرائيل من قبل اليهود بعد السبي البابلي، إذ تحتوي التوراة السامرية على أسفار موسى الخمسة فقط، وهي مكتوبة باللغة العبرية القديمة التي يتعلمها جميع أفراد الطائفة السامرية منذ نعومة أظافرهم، وهناك العديد من القواسم المشتركة وأوجه التشابه بينهم وبين اليهود، مثل الالتزام بعطلة يوم السبت أو ختان الذكور.