تنتج
إسرائيل فيلما عن أشرف مروان، صهر الرئيس
المصري الراحل
جمال عبد الناصر، والذي عمل مساعدا لعبد الناصر ومستشارا للسادات ورئيسا للهيئة العربية للتصنيع حتى عام 1979.
ويثبت الفيلم، المأخوذ عن كتاب "الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل"، أنه كان عميلا مخلصا لإسرائيل على مدى 28 عاما، وأنه أنقذ إسرائيل من هزيمة أكبر بكثير مما لحق بها بالفعل عام 1973؛ حينما أخبر تل أبيب بموعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر قبل اندلاعها بيوم كامل.
ويؤكد فيلم "الملاك"، وهو الاسم الكودي لمروان، أن الأخير الذي لقي مصرعه عام 2007 بطريقة مريبة بعد أن سقط من شرفة شقة في لندن، قتلته
المخابرات المصرية بعدما اكتشفت عمالته لإسرائيل.
الفيلم من إخراج الإسرائيلي أرييل فرومان، ومن المتوقع أن يكون جاهزا للعرض في آب/ أغسطس 2018.
وتساءل كثيرون عن سبب صمت النظام المصري وأسرة مروان إزاء هذا الفيلم الذي يشوه صورة أحد أهم المسؤولين المصريين في العقود الماضية، ويكشف فشل وضعف المخابرات المصرية على عكس ما تروج له.
لماذا الصمت؟
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسياسيون الصمت المصري إزاء هذا الفيلم، حيث قالت ناشطة تدعى راجية: "فيلم يحكي جزءا من تاريخنا يكتبه الصهاينة واحنا ساكتين".
وكتب الفقيه الدستوري نور فرحات، عبر "فيسبوك": "إسرائيل تنتج فيلما عن أشرف مروان وتعتبره جاسوسا إسرائيليا تم زرعه في داخل بيت عبد الناصر، قد يكون كل ذلك كذبا في كذب، لكن ما يدهشني هو صمت الأجهزة المصرية كصمت القبور، وصمت أسرة عبد الناصر التي كان بوسعها مقاضاة إسرائيل وإلزامها بوقف عرض الفيلم، فضلا عن الطريقة المريبة التي مات بها أشرف مروان، وأن مبارك شيّع أشرف مروان في جنازته ووصفه بالبطل القومي رغم أن مبارك كان أحد قادة حرب أكتوبر، فهل من تفسير؟".
التعليق الوحيد
وكان التعليق الوحيد على هذا الموضوع هو تصريحات اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري، الذي قال إن الفيلم الإسرائيلي عن "البطل" الراحل أشرف مروان، يعد تزييفا للواقع.
وأكد سالم، في تصريحات تلفزيونية يوم السبت الماضي، أن إسرائيل تحاول تصحيح صورتها لرفع معنويات شبابها الذين لم يحضروا حرب 1973 عبر طمس الحقائق، وقال إن الرئيس الراحل أنور السادات وسلفه حسني مبارك أكدا بطولة ونزاهة مروان.
قضية ملتبسة
من جانبه، قال الباحث السياسي عمرو هاشم ربيع؛ إن قضية أشرف مروان من القضايا الملتبسة التي كثرت الأقاويل فيها حول حقيقة دوره منذ فترة الستينيات والسبعينيات وحتى وفاته، موضحا أن هناك تضاربا في المعلومات عن مروان وهل كان عميلا لإسرائيل أم لا.
وأضاف ربيع لـ"
عربي21"؛ أن أسرة عبد الناصر تخشى فتح القضية وإعادة النظر في دور مروان من جديد، مشيرا إلى أن هذا الموقف يجعل النسبة الأكبر من المعلومات تأتي من جانب إسرائيل التي تؤكد أن أشرف مروان قدم لها خدمات جليلة، كما قال.
وحذر من خطورة "الصمت المصري"؛ لأن الفيلم الإسرائيلي "سيعرض قريبا مقدما الرواية الإسرائيلية أمام العالم باعتبارها الحقيقة المجردة".
جاسوس إسرائيلي
لكن الباحث السياسي جمال مرعي؛ أكد أنه لا يشك في أن أشرف مروان كان جاسوسا لإسرائيل"، معتبرا أن "الجميع يعلم ذلك"، على حد قوله.
وأضاف مرعي، لـ"
عربي21": "هناك شواهد كثيرة وشهادات لرجال مخابرات وسياسيين في فترة حكم عبد الناصر والسادات؛ تؤكد هذه الرواية"، لافتا إلى أن الأنظمة المتعاقبة تحظر الكلام فيها لأن مروان كان صهر عبد الناصر، "وإذا ظهرت حقيقته فإن ذلك سيشوه صورة عبد الناصر في مصر والعالم"، كما قال.
وتساءل: "إذا كانت إسرائيل كاذبة، فلماذا لا تتحرك أسرة مروان لتكذب هذه الرواية أو أن تنتج فيلما سينمائيا أو كتابا يدحض الفيلم الإسرائيلي؟".
وفي ذات السياق، قال الناشط ياسر نجم إن شركة نيتفليكس، أكبر شبكة على الإنترنت لعرض الأفلام في العالم والتي يشترك فيها 105 ملايين شخص وتعمل في 190 دولة، قررت لأول مرة في تاريخها شراء حقوق فيلم قبل أن يبدأ تصويره.
وبحسب نجم، عبر "فيسبوك"، فإن الشركة الأمريكية اشترت حقوق عرض الفيلم في 190 دولة، وأن العالم كله سيتعرف فقط على الرواية الإسرائيلية التي يوثقها الفيلم بغض النظر عن الحقيقة، مؤكدا أن مبارك كان حريصا على تبرئة مروان من تهمة العمالة لإسرائيل حتى لا يعترف بفشل المخابرات المصرية وحتى لا تهتز صورة العسكر في مصر، وفق قوله.