كشف الشيخ صلاح العبيدي المتحدث باسم زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء، عن تلقي الصدر
تهديدات تعرض حياته للخطر، وذلك بعد عودته من زيارة أجراها إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي.
وقال العبيدي في حديث مع "
عربي21" إن "مسألة تهديد حياة مقتدى الصدر ليست وليدة اليوم وإنما منذ ستة أشهر كان هناك تهديد جدي على سلامته الشخصية وهذا الموضوع يتجدد بين الحين والآخر".
وعن الجهات التي تهدد الصدر، رفض العبيدي الإدلاء بأي معلومة عن ذلك، مكتفيا بالقول إن "الصدر لم يخولنا بذكر أطراف بعينها"، متهما أطرافا قال إنها "متضررة من منهجية الإصلاح التي يتبناها الصدر وجهوده في محاربة المفسدين والمقصرين في كل الاتجاهات".
وأضاف أن "ما ثبت هو أن الخصوم والأعداء يظنون أن عملية التصحيح التي يقوم بها الصدر هي استهداف شخصي لهم"، نافيا في الوقت ذاته أن يكون موضوع مطالبته بحل "الحشد" هو السبب الأساس في تلقيه تهديدات.
إقرأ أيضا: لأول مرة.. نائب عن تيار الصدر يوجه أخطر اتهام لإيران (شاهد)
وأوضح العبيدي: "ليس موضوع الحشد الشعبي هو النقطة الأساسية في تلقيه التهديد، وإنما هو تبنيه وبشكل تفصيلي محاربة المفسدين الذين تحولوا في بعض مفاصل الدولة العراقية إلى مافيات".
وبحسب قوله فإن "التهديدات التي وصلت بعد زيارة الصدر إلى السعودية، لا ترقى إلى المعلومات التي وصلتنا قبل ستة أشهر التي كانت أوضح وأقوى وبتفاصيل أدق، أما الآن فقد وصلت معلومات ليست بالأهمية ذاتها".
"خطأ استراتيجي"
وردا على ما ذكرته صحيفة
إيرانية أن زيارة الصدر للسعودية "خطأ استراتيجي سيندم عليه (...) وتأتي لتدارك تراجع تأثير مليشياته"، قال العبيدي إن "ما طرحته الصحيفة متناقض تماما، وإن سرايا السلام أكبر فيصل ضمن الحشد الشعبي".
وكانت صحيفة "فايننشال تريبيون" الإيرانية الصادرة بالإنجليزية قالت، الثلاثاء: "إن زيارة الصدر إلى السعودية خطأ إستراتيجي سيندم عليه، وإن الصدر يحاول بهذه الزيارة تعويض تراجع تأثير مليشيا سرايا السلام في العراق".
وقال العبيدي إن "الصدر يعلم يقينا أن زيارته إلى السعودية، ستشكل ردودا سلبية في الحاضنة الشيعية، لأنها قد تأثرت من التأجيج الطائفي لأكثر من عشر سنوات".
إقرأ أيضا: ماذا يعني رفض العبادي دعوة الصدر لحل الحشد الشعبي؟
وأوضح: "عندما تتم الإشارة إلى السعودية في وسائل الإعلام بأنها هي مصدر الإرهاب والمفخخات، أكيد أن ذلك سيكون له تأثير سلبي وليس إيجابيا على الحاضنة الشيعية، وأن الصدر يعلم ذلك بشكل حقيقي، وهو مستعد لمواجهته لأن هناك مصلحة وطنية تخص العراق كله من شماله إلى جنوبه".
وشدد العبيدي على أن "زيارة الصدر إلى السعودية ستكون على المدى البعيد إيجابية جدا، لأنها جاءت لتعزز الدبلوماسية العراقية للحكومة، ولم تأت لبحث مصالح شخصية وإنما هي استكمال لما بدأه العبادي ووزيرا الخارجية والداخلية العراقيين، في زيارتهم إلى السعودية".
ولفت إلى أن "زيارة الصدر إلى السعودية هي زيارة شعبية دينية، وهذا له أثره الإيجابي لديمومة العلاقة الطيبة ورفع الإشكالات التي سببها تبادل الاتهامات المستمرة لأكثر من 10 سنين".
وأردف: "بحسب المعلومات التي وصلتنا من الحكومتين السعودية والعراقية، فإن التعاون بين البلدين جدي وليس شكليا يقتصر على اللقاءات الدبلوماسية والتحايا والقبلات والجلوس على الموائد ثم يرجع الأمر كما هو عليه في أول تصريح يدليه هذا الطرف أو ذاك، وإنما هناك اتفاق للوقوف على الملف الأمني ومنع المتسربين للدخول إلى العراق".
إقرأ أيضا: بعد زيارته للسعودية.. رد عنيف من الصدر على "شيعة لبنان"
وحول وجود زيارات أخرى في الأيام المقبلة من التيار الصدري إلى السعودية أو العكس، قال العبيدي إن "المهم ليس لدينا الزيارات وإنما ديمومة العلاقة بين الحكومتين والشعبين".
وتابع بأن "كل الطروحات التي قدمها الصدر خلال الزيارة هي على نحو ديمومة العلاقات قوميا وشعبيا ثم رسميا"، وأنه "حث على تبادل النقابات والاتحادات العراقية والسعودية الزيارات فيما بينها على كل المستويات".
حل الحشد الشعبي
أما موضوع تراجع سرايا السلام الذي تحدثت عنه الصحيفة الإيرانية، فقد رد العبيدي قائلا: "من يقول ذلك؟ على العكس سرايا السلام أكبر فصيل ضمن الحشد الشعبي في العراق، ولو كان الصدر يبحث عن مصالح شخصية له، لما صرح بما صرح به من تقييد الحشد بالقانون".
وأشار إلى أن "الصدر عندما يطالب في خطاباته بدمج المنضبطين من الحشد الشعبي في القوات الأمنية، فلأنه رأي المرجع علي السيستاني تحديدا لأنه يريد أن يجعل متطوعي الحشد تحت مظلة الوزارات الأمنية ويكون هناك انضباط".
إقرأ أيضا: معمم عراقي للصدر: يليق أن نسميك مقتدى آل سعود (شاهد)
واستطرد العبيدي قائلا: "الصدر تحدث في خطبة الجمعة الماضية عن ضم الحشد للأجهزة الأمنية، والتعامل مع من لا يرغب منهم وفق القانون، لكن البعض من قيادات الحشد الشعبي يريد أن تكون له أبواب مشرعة وأن يتصرف كما يشاء لا يربطه قانون ولا مؤسسة".
ونوه إلى أن " السيستاني والصدر والحكومة العراقية يرفضون ذلك، بل إن بعض القيادات من الحشد الشعبي ترفضه أيضا وتقول: لا نريد للحشد أن يتحول إلى شيء آخر كما تريده أطراف أخرى (لم يفصل)"، لافتا إلى أن "القانون الذي أقره البرلمان يرفض ذلك أيضا".
وكان نائب في البرلمان العراقي عن "كتلة الأحرار" التابعة لرجل الدين العراقي مقتدى الصدر، قد وجه الجمعة، اتهاما لإيران يعد الأخطر من نوعه، يصدر عن كيان سياسي شيعي.
وقال عواد العوادي في حوار تلفزيوني بثته قناة "دجلة" العراقية، الجمعة، إن "إيران تتهم بأن الإرهاب يأتي منها، لكن الكل يدافع بما لديه، وهناك تقارير تتحدث عن أن الكثير من التفجيرات بالمناطق (...) دخلت من إيران".
وفي أخطر اتهام لإيران كشف العوادي، أنه بالنظر إلى "ما حدث في مدينة سامراء من تفجير مرقد الإمامين العسكريين، فإن كثيرا من التقارير تقول إن هناك مصالح وخلايا أو مجاميع إرهابية دخلت من إيران، إما بعلمها أو غير ذلك، لا نعلم".
ويأتي اتهام القيادي في التيار الصدري لإيران، بعد أيام من زيارة أثارت الكثير من الجدل أجراها الزعيم الشيعي في العراق مقتدى الصدر إلى المملكة العربية السعودية.