دخلت
العلاقات السعودية العراقية، فصلا جديدا من الانفتاح بين البلدين مع تولي سلمان بن عبد العزيز إدارة المملكة، بعد جمود بين البلدين يعود تاريخه إلى غزو العراق للكويت عام 1990، والتي تمر اليوم الموافق 2 آب/ أغسطس، ذكراها الـ27.
السبهان سفيرا ببغداد
وبدا واضحا، بحسب ما رصدت "
عربي21" أن تعيين سفير للرياض في بغداد، في 14 كانون الثاني/ يناير 2016، بعد قطيعة دامت 25 عاما، هو بداية لعودة العلاقات بين البلدين، أعقبها افتتاح قنصلية للسعودية في أربيل عاصمة إقليم كردستان في 22 شباط/ فبراير 2016.
وأثار نشاط السفير السعودي في العاصمة العراقية بغداد، ثامر السبهان، جدلا سياسيا واسعا بسبب تصريحاته ضد مليشيات الحشد الشعبي وإيران، سبقه موجة هجوم من أحزاب سياسة شيعية عراقية على السعودية لكونها عينت ضابطا سفيرا لها في بغداد.
وبعد مضي ثمانية أشهر على تعيينه، أعلن السبهان في 14 آب/ أغسطس الماضي، تلقيه تهديدات من جهات قال إنها "مرتبطة" بإيران، لافتا إلى أن "هناك إصرارا سعوديا على العمل لتحقيق مصالح الأشقاء العراقيين".
لكن وزارة الداخلية العراقية، نفت وجود مخطط لاغتيال السفير السعودي في العراق، ثامر السبهان، وأوضحت أن مثل هذه الأنباء عادة تهدف لـ"الإساءة" إلى العلاقات بين العراق والسعودية، مؤكدة أنها لم تبلغ بوجود أي تهديد أمني يستهدفه.
إقرأ أيضا: سفير السعودية بالعراق يتحدث عن تلقيه تهديدات ويهاجم إيران
وعلى أثر "تجاوزه للتمثيل الدبلوماسي"، قدمت وزارة الخارجية العراقية، طلبا رسميا إلى نظيرتها السعودية، باستبدال سفيرها لدى بغداد ثامر السبهان، حسبما أفاد به مصدر رسمي.
وقال أحمد جمال، المتحدث باسم الخارجية العراقية إن "هناك سلسلة من التصريحات والمواقف الإعلامية التي صدرت عن السفير اعتبرناها تجاوزا لحدود التمثيل الدبلوماسي ومهام السفراء".
وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن سفير السعودية لدى العراق، ثامر السبهان، الجمعة، تعيين عبد العزيز الشمري، قائما بالأعمال في سفارة المملكة لدى بغداد، في خطوة اعتبرها إعلام محلي "تخفيضا لمستوى التمثيل الدبلوماسي".
العبادي في السعودية
وبدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، أجرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في 19 حزيران/ يونيو الماضي، زيارة إلى المملكة العربية السعودية، أبدت الرياض حينها استعدادها لزيادة التنسيق مع بغداد في مواجهة الإرهاب.
وقال مكتب العبادي، في بيان صدر عنه عقب المحادثات، في مكة المكرمة، إن الجانبين بحثا "سبل تعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية في جميع المجالات".
وأكد الملك سلمان، أن "قلوبنا مفتوحة وكل الأبواب مشرعة للتعاون مع العراق، ومستعدون للمساعدة والتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والحدود، والقطاع الخاص، ورجال الأعمال، وتبادل المصالح".
إقرأ أيضا: هدية دسمة من ابن سلمان لـ"مدلل سليماني" بالعراق (شاهد)
وجاءت زيارة العبادي حليف
إيران الأبرز في المنطقة، إلى لسعودية في ظل أزمة تشهدها دول الخليج، حيث أعلنت السعودية والإمارات والبحرين، قطع جميع العلاقات مع دولة قطر، بدعوى علاقاتها مع إيران ودعمها للإرهاب.
وكشف النائب عن حزب الدعوة جاسم البياتي لـ"
عربي21"، في حينها أن السعودية مارست ضغوطا على العبادي وساومته للحصول على إعادة إعمار المناطق التي تم استعادتها من تنظيم الدولة بمبلغ 500 مليون دولار مقابل الوقوف معها ضد قطر.
استقبال "تلميذ سليماني"
ولم يمض شهر على زيارة العبادي للسعودية، حتى استقبلت الرياض وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الذي كانت تطلق عليه وسائل إعلام سعودية حين تسلم منصبه وصف "تلميذ قاسم سليماني (زعيم فيلق القدس الإيراني)".
وأثار زيارة الأعرجي القيادي في مليشيا بدر التي أنشأتها إيران في ثمانينيات القرن الماضي إبان الحرب الإيرانية العراقية، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت الزيارة بدعوة رسمية من الرياض.
وقال مستشار وزير الداخلية العراقي إن "الأعرجي يواصل اجتماعاته لساعات متأخرة من الليل مع المسؤولين السعوديين، حيث تم تشكيل لجان متخصصة من قيادات وزارة داخلية البلدين شملت تبادل المعلومات الإستخبارية ومكافحة الإرهاب".
وأضاف عبد الوهاب الطائي في بيان له أن "اللجان ستعمل أيضا على تأمين الحدود ومكافحة المخدرات وتطوير قدرات الدفاع المدني وتسهيل تأشيرات دخول العراقيين".
إقرأ أيضا: السعودية تثير جدلا كبيرا باستقبال "تلميذ سليماني" (شاهد)
والتقى وزير الداخلية قاسم الأعرجي، الثلاثاء، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بطلب من الأخير، بعد ما أنهى الأعرجي جميع لقاءاته في المملكة السعودية، حسبما ذكرت مصادر عراقية.
وقدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هدية وصفت بـ"الدسمة" إلى وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، فقد منحه خمسة آلاف مقعد حج زيادة على حصة العراق من عدد الحجاج خلال الموسم الحالي.
وبعد ذلك، أعلن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عبد الرحمن بن صالح، إنشاء مركز امني مشترك مع الرياض لتبادل المعلومات والتعاون الأمني، و قرب فتح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية.
الصدر بضيافة ابن سلمان
وبناء على دعوة رسمية، أجرى زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر زيارة رسمية إلى السعودية، التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسبما ذكر بيان لمكتب الصدر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن "نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التقى في جدة مساء اليوم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر".
وأضافت أن "اللقاء شهد استعراض العلاقات السعودية العراقية، وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك"، من دون إعطاء تفاصيل حول أسباب الزيارة التي مكتب الصدر إنها جاءت بدعوة رسمية.
إقرأ أيضا: ماذا قال مقتدى الصدر عن تفاصيل زيارته للسعودية؟
وبعد انتهاء الزيارة، صرّح زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بأهم ما دار خلال زيارته إلى السعودية، ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأكد في بيان له، "توافق" الآراء مع
ابن سلمان في عدة قضايا تهم العراق، حيث نتج عن الزيارة "بحث سبل تعزيز التعاون بين الدولتين، واستغلال الفرص في الاستثمار في العراق".
ولفت إلى أن الصدر ومحمد بن سلمان بحثا افتتاح قنصلية عامة في النجف، وسرعة إنشاء خط جوي بين البلدين، وسرعة افتتاح المنافذ الحدودية لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وافتتاح معبر الجميمة مع النجف.
كما أضاف البيان، أنه خلال الزيارة "أبدى الجانب السعودي رغبته، في تعيين سفير جديد للسعودية في بغداد، للنهوض بمستوى العلاقات".
واتفق الجانبان على "تبني خطاب ديني وإعلامي معتدل، يدعو للتعايش السلمي، والتعاون والمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين"، إلى جانب مناقشة العلاقات الثنائية مع دول الجوار، والتأكيد على استقرار المنطقة، وفق بيان الصدر.