شهدت قرية "كلجبرين"، بريف
حلب الشمالي، حركة نزوح كثيفة لمعظم سكانها، جراء عمليات القصف المتكررة التي تتعرض لها، من قبل قوات
سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تشكل
الوحدات الكردية عمادها الرئيس.
وتعد موجة النزوح هذه الأولى التي يشهدها ريف حلب الشمالي، منذ الإعلان
تركيا عن انتهاء عملية "درع الفرات" في آذار/ مارس الماضي.
وبحكم موقعها الجغرافي، المتوسط بين مدن اعزاز ومارع وتل رفعت، والقريب من خطوط التماس بين قوات االجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تتخذ من مدينة عفرين مركزا لها، تتعرض القرية والمناطق المحيطة بها لقصف بقذائف الهاون والراجمات من قبل "قسد"، بشكل يومي.
واتهم مدير وكالة "شهبا برس" الإخبارية، مأمون أبو عمر، "قسد"؛ بأنها تتعمد استهداف الأحياء السكنية داخل القرية، مؤكدا أن ذلك تسبب بمقتل وجرح العشرات من سكان القرية من المدنيين، خلال الشهرين الأخيرين.
وأضاف أبو عمر، في حديثه لـ"عربي21"، إن "قسد تتذرع بوجود قواعد عسكرية تركية داخل القرية، لكن القواعد بعيدة عن التجمعات السكانية، وهي في مناطق مكشوفة"، حسب تأكيده.
وعن دور القوات التركية في حماية المنطقة، أكد أبو عمر أن تركيا ملتزمة بقواعد الاشتباك، مبينا أن المدفعية التركية ترد على مصادر النيران، من دون أن تستهدف التجمعات السكانية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، مستدركا: "لكن هذا الأمر لا ينطبق على قسد، التي تصر على استهداف المدنيين"، كما قال.
من جانبه، قال الناشط الإعلامي رياض الخطيب، إن استهداف القرية من قبل قسد حولها لقرية منكوبة، وأضاف "لم يبق داخل القرية إلا قلة قليلة، علماً بأن القرية كانت تضم ما يقارب الـ10 آلاف شخص".
وأشار الخطيب في حديث لـ"عربي21"، إلى غياب مراكز استقبال النازحين، في ظل الاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه المدن والبلدات المحيطة، والمخيمات المنتشرة على طول الشريط الحدودي التركي.
وحسب الناشط الإعلامي، تتعرض مدينة مارع القريبة من كلجبرين، لموجات قصف متقطعة بالراجمات من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وغالبا ما تكون مسؤولة عن إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين، كان آخرها الأحد الماضي، حيث أودت قذائف صاروخية بحياة ثلاث مدنيين، بينهم امرأة وطفلها، وفق قوله.
من جانب آخر، أبدى ناشطون تخوفهم من أن يطول أمد الصراع في المنطقة، في إشارة إلى منهم إلى عدم استعجال تركيا في الإعلان عن البدء بمعركة عفرين، ضد وحدات الحماية الكردية.
وفي هذا السياق، قال ناشط إعلامي؛ إن عدم التوصل إلى صيغة لحسم الخلافات بين المعارضة المدعومة تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، يفاقم من أوضاع المدنيين.
وأعرب الناشط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن خشيته من أن تتحول القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس في ريف حلب الشمالي، إلى ساحة صراع عسكري مفتوحة بين تركيا والأكراد.
من جانبه، رأى الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، أن المنطقة متجهة نحو التصعيد العسكري. وقال لـ"عربي21"، إن حجم التصعيد التركي ضد الوحدات الكردية على المستوى الإعلامي والسياسي يتصاعد.
وبيّن بهذا الخصوص، أن "الصحف التركية تتحدث عن أن أيادي الجيش التركي موضوعة على الزناد للبدء بعملية عسكرية في سوريا، وعفرين على رأس أهدافها".
وأشار تركماني، بالمقابل، إلى حاجة تركيا إلى غطاء دولي أو إقليمي قبل الإعلان عن بدء معركة عسكرية جديدة على غرار درع الفرات، مختتما بقوله: "يبدو أن الخلافات الإقليمية والخليجية تحديدا، تعيق مثل هذا الإعلان"، وفق تقديره.