يقول الدكتور سناتوش كيزاري إن الدماغ كالعضلات تماما إذ يمكنك أن تخسره إذا لم تستخدمه، ومن هذا المنطلق، أجرت جامعة إيكستر، بالتعاون مع كلية كينغز في لندن، بحثا واسع النطاق على شبكة الإنترنت، الغرض منه قياس وظائف الدماغ الأساسية عند الأشخاص فوق 50 عاما.
وأجري البحث على أكثر من 17 ألف مشارك، ما يجعله أكبر الدراسات في موضوع من هذا النوع على وجه الخصوص، واستخدمت البيانات بعد التحليل لمعرفة ما إذا كان يمكن الحفاظ على
صحة الدماع من خلال أداء بعض الأنشطة الذهنية المتكررة.
ووجد الباحثون أن الفرضية صحيحة فيما يتعلق بالذاكرة قصيرة المدى، والمنطق.
وقرر الباحثون أنه من خلال العمل على حل الألغاز بشكل متكرر، فإن كبار السن قادرون على الحفاظ على أدمغتهم بحيث تعمل بكفاءة تصل إلى 10 سنوات أصغر من عمرهم الفعلي.
ونقل موقع "هيلث لاين" عن المتخصص في الأورام العصبية، ورئيس قسم علم الأورام والأعصاب في معهد جون واين للسرطان، سناتوش كيزاري، قوله بأن الدماغ يضعف إذا ما أهملنا استخدامه، وكلما استخدمته أكثر كان أفضل.
وتدعم الدراسة التي عمل عليها الباحثون تأكيدات الدكتور كيزاري.
أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في جامعة إيكستر، كيث ويسنس، قال إن هنالك علاقة مباشرة بين وتيرة حل الألغاز، وسرعة ودقة أداء الدماغ في عدة جوانب وظيفية مثل الانتباه، والمنطق، والذاكر.
وفي مقال له على موقع الجامعة، تابع ويسنس: "كان أداء الدماغ أفضل عند أولئك الذي واضبوا على حل الألغاز، وتحسن بشكل طردي مع حل الألغاز".
كما نقل الموقع عن الأستاذ المشارك في الطب النفسي والسلوك البشري، جوشوا جريل، إن هذه الدراسة قيمة ومهمة على مستوى الفرضيات.
وتابع: "لن يقوم أطباء الأعصاب بكتابة وصفة طبية للمريض لحل مزيد من الألغاز، لكن البحث يبقى مهما ويلفت الأنظار لمسألة خطيرة".
ولفت الطبيب إلى أنه وعلى مدى السنوات الماضية، تزايد الاهتمام بكيفية عمل أجسامنا، وطريقة علاجها، وخطر تطور المشاكل المعرفية مع التقدم في العمر.
وأضاف أن نصف فرص الإصابة بمرض
الزهايمر والمشاكل المعرفية المتأخرة، مرتبطة بسلوكياتنا ونمط حياتنا، وحل الألغاز جزء منها.
ورغم أنه ما من وسيلة للحصول على إجابات لكل الأسئلة المتعلقة بذلك، إلا أن جريل يؤيد الأنشطة المعرفية مثل حل الألغاز والكلمات المتقاطعة.
المدير التنفيذي في مؤسسة اكتشاف علاج الزهايمر، هوارد فيليت، أشار إلى أن التجارب السريرية أفادت بأن ممارسة نوع محدد من الألعاب الذهنية يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
واستخدم في الدراسة لعبة قال عنها فيليت إنها صممت لتحسين سرعة ودقة الانتباه البصري.
وشرح الأمر بأنه مثل جهاز كمبيوتر قديم مقارنة بآخر حديث من حيث سرعة تنفيذ المهام ومعالجة المعلومات البصرية.
وبالحديث عن الانخفاض المعرفي في الدماغ، فغالبا ما يتطور ذلك إلى أمور أكثر خطرا كالخرف ومرض الزهايمر.
وتعرف "جمعية الزهايمر" الخرف بأنه انخفاض القدرات العقلية بشكل كبير بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية.
ويقول الدكتور جريل معلقا: "إذا كانت الجينات مسؤولة عن نصف حالات الزهايمر، فإن النصف الآخر يتصل بأسلوب الحياة".
وبحسب "هيلث لاين" يتفق الخبراء في المعهد الوطني للشيخوخة على أن بعض أهم الأشياء التي يمكن القيام بها لتعزيز الصحة المعرفية، هي تناول الطعام الصحي، والنشاط البدني، وتمرين الدماغ، والتواصل الاجتماعي.
وأشار المختصون إلى النوم الجيد يساعد الدماغ في إفراز مواد تساعده على البقاء بصحة جيدة، وأن العادات الصحية بما فيها النوم تؤثر على صحتنا الذهنية.