نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الوضع الراهن في
سوريا في ظل الهجمات المتتالية التي ينفذها طيران التحالف الدولي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة
تنظيم الدولة، نفذت عدة غارات جوية على الأحياء السكنية في مدينة الرقة السورية. وقصف طيران التحالف عددا كبيرا من المنازل والمرافق العمومية. وحيال هذه العمليات العسكرية، أفادت القوات الموالية للحكومة السورية بأنه تم تنفيذ هذا الهجوم بذريعة تدمير مواقع تابعة لتنظيم الدولة.
وذكرت أن وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أفادت بأن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، قد
قصف بلدة الرقة السورية ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 78 مدنيا، في إطار عملية عسكرية تهدف إلى تدمير معاقل تنظيم الدولة في المنطقة ومكافحة انتشار عناصره. وقد خلفت هذه الضربات التي شنتها قوات التحالف على أحياء السقاني والبدو وتوسيا عددا كبيرا من الضحايا، ناهيك عن تدمير المنازل والبنية التحتية.
إقرأ أيضا: الكشف عن اتصالات "مثيرة" ويومية بين روسيا وأمريكا بسوريا
ونوهت الصحيفة إلى أن نائبة مدير فرع الهلال الأحمر السوري في الرقة، دينا الأسعد، قد أفادت في وقت لاحق بأن قوات التحالف الدولي الداعمة للمعارضة السورية قصفت المستشفى بتاريخ 3 آب/ أغسطس. وقد دمر القصف المولدات الكهربائية، وسيارات الإسعاف، والمكاتب التابعة للمستشفى. وأكدت الأسعد أن المبنى قد تعرض لقصف بأكثر من 20 قذيفة ما أدى إلى سحقه بالكامل وتدمير عدد كبير من السيارات أيضا، كانت في الجوار.
وفي سياق متصل، ذكرت الأسعد أن المستشفى الذي تعرض للقصف يقدم الإسعافات الطبية لأكثر من 100 ألف شخص في مدينة الرقة، مؤكدة أن عناصر تنظيم الدولة لهم مراكز طبية خاصة بهم كما لا يتم إسعاف مسلحي التنظيم إلى هذا المستشفى، إضافة إلى أنه لم يكن هناك أي إرهابي داخل المبنى ساعة حدوث القصف. وبالتالي، يبدو جليا أن ما يحدث في الرقة هو منهجية تدمير وليس عملية تحرير للمدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع المدارس، والمساجد، والمخابز، والمباني الحكومية، وآبار المياه قد دمرت بشكل كامل. وفي هذا الإطار، ناشدت الأسعد المنظمات الدولية والأمم المتحدة للتدخل لوقف الجرائم التي ارتكبها التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في حق السوريين، والتي تهدف إلى تدمير البنية التحتية لمدينة الرقة.
إقرأ أيضا: العفو الدولية: المدنيون في خطر أكبر مع اشتداد القتال يالرقة
وذكرت الصحيفة أنه بتاريخ 6 آب/ أغسطس من سنة 2017، ذكرت السلطات السورية أن حوالي 60 شخصا لقوا حتفهم على إثر ضربة جوية نفذها طيران التحالف في شرق مقاطعة دير الزور. وشملت هذه الهجمات أيضا منطقة؛ العشارة، والشفد، والدوير، والكشمة.
وبالمقابل، فقد ذكر التحالف الدولي يوم 4 تموز/ يوليو، أنه بعد الغارات التي شنت على الرقة، اخترقت القوات الديمقراطية السورية قوى الدفاع التابعة لتنظيم الدولة في منطقة البلدة القديمة. ودمر القصف الذي قام به التحالف الدولي جزأين من السور التاريخي للمدينة الذي استخدمه المسلحون لأغراضهم الخاصة.
وبينت الصحيفة أن الهجمات الثلاث، التي جدت خلال شهر تموز/ يوليو، والتي شنها الأمريكيون وحلفاؤهم، قد راح ضحيتها قرابة 90 شخصا معظمهم من النساء والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، هاجم طيران التحالف الدولي قرية الزيانات التي تقع على بعد 15 كيلو مترا جنوبي مدينة الشدادي في الشمال الشرقي للبلاد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص.
وفي وقت لاحق، وجهت وزارة الخارجية السورية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى رئيس أمن المنظمة، دعت فيها إلى ضرورة الوفاء بالالتزامات، والحفاظ على السلم والأمن الدولي، إلى جانب وقف جرائم التحالف ضد الشعب السوري. ورغم ذلك، يدعي الرئيس الأمريكي أنه حقق عدة انتصارات على تنظيم الدولة، إلا أنه لم يحدد أنواع الانتصارات التي ينطوي عليها خطابه.
واختتمت الصحيفة قائلة، إنه خلال شهر أيار/ مايو من سنة 2017، شنت قوات التحالف والولايات المتحدة غارة على قافلة موالية للقوات الحكومية في جنوب غرب البلاد بالقرب من مدينة التنف، حيث كانت القافلة متجهة نحو قاعدة القوات الخاصة التابعة للولايات المتحدة. وفي اليوم السابق للغارة الجوية، دخلت الوحدات الموالية للأسد في معركة مع المجموعات القتالية التي تدعمها واشنطن على بعد عشرات الكيلومترات من القاعدة.