كتب المحرر الدبلوماسي في صحيفة "إندبندنت" كيم سينغوبتا عن قرار دولة
قطر إعادة العلاقات الدبلوماسية مع
إيران، قائلا إن قرارا كهذا سيغضب المملكة العربية
السعودية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن العلاقات الودية بين الدوحة وطهران كانت أحد الأسباب التي أدت بالرياض إلى قيادة تحالف لمحاصرة قطر.
ويقول سينغوبتا إن "الإعلان عن إعادة العلاقات مع إيران هو إشارة إلى استمرار المواجهة بين الدول الخليجية، التي ستكمل شهرها الثالث، ولا يوجد ما يشير إلى نهايتها، بل هناك تصعيد مستمر، وسيغضب السعوديون، الذين يفرضون مع ثلاث دول أخرى حصارا جويا وبريا وبحريا على قطر؛ بسبب ما تقول إنه دعم الدولة الصغيرة للإرهاب، وعلاقتها مع الجمهورية الإسلامية".
وتلفت الصحيفة إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر تطالب قطر بتنفيذ سلسلة مطالب، مشيرة إلى أن التحالف السعودي كان على ما يبدو واثقا من نفسه بأن الجارة قطر ستذعن سريعا للمطالب، ليكتشف لاحقا أنه أساء في التقدير.
ويذكر التقرير أن الرياض والدول المتحالفة معها اتهمت قطر بعدد من الاتهامات، التي تتراوح من دعم التطرف إلى التحريض عليه، مستدركا بأن السبب الرئيسي كان علاقات الدوحة الودية مع الجمهورية الإسلامية، وهي المنافس اللدود للسعودية.
ويفيد الكاتب بأن هناك أدلة على جرأة سعودية للتحرك ضد الدولة الصغيرة، بسبب التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران أثناء زيارته للسعودية في أيار/ مايو.
وتعلق الصحيفة قائلة: "ما بدا للسعوديين أنه موقع قوة أصبح بشكل متزايد حالة ضعف، فالرئيس ترامب، الذي أصبح معروفا بتصرفاته المتناقضة، أتبع بيانه المهدد لقطر ببيان تصالحي، بالإضافة إلى أن كلا من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس أظهرا دعما للموقف القطري، وأكدا أنها حليف رئيسي مهم، وأن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تدار منها، واعترفت الدوحة بأنها تضررت اقتصاديا من
الحصار الذي تقوده السعودية، لكنها أشارت إلى أن لديها ما يكفي من الثروة لتواجهه".
وينوه التقرير إلى أنه بالنسبة لطهران، فإن ردها الأولي كان الدعوة الحذرة للتصالح، إلا أنها استفادت سريعا من هذا التحرك، وفتحت أجواءها للطيران القطري، بعد أن أغلق التحالف السعودي الأجواء، مشيرا إلى أن تركيا، التي تعد نفسها قائدة للعالم السني مع السعودية، قامت بإرسال المواد الغذائية، وعززت من قواتها المرابطة في قطر.
ويقول سينغوبتا: "لو توقعت السعودية أن التحرك ضد قطر سيكون إشارة تحذيرية لكل من الكويت وعُمان، اللتين تحتفظان بعلاقات جوار جيدة مع إيران، لكنها اكتشفت سريعا أنها فشلت، وفي الوقت ذاته فإن آمال ترامب لعزل إيران لم تتحقق، وشاركت أكثر من 100 دولة في حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني، الذي انتخب لولاية ثانية، بينها الصين وروسيا والهند والدول الأوروبية كلها تقريبا، وقاد الوفد القطري الأمير نفسه، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".
وتبين الصحيفة أن السعوديين يطالبون بضرورة أن يقدم القطريون تنازلات قبل حل الوضع، لافتة إلى أن السعودية فتحت الحدود لتسهيل سفر الحجاج القطريين، وهي خطوة رفضتها الدوحة، واصفة إياها بأنها "ذات دوافع سياسية"، خاصة أن التنازلات بشأن الحج جاءت بعد محادثات أجراها الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، أحد أبناء العائلة الحاكمة في قطر، الذي يقوم السعوديون بتسويقه على أنه بديل عن الأمير الحالي، إلا أن الشيخ، الذي أطيح بشقيقه من السلطة عام 1972، يعد شخصية هامشية.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالقول إن "مغازلة ابن علي آل ثاني دليل على قلق السعودية من أنها لم تستطع دفع الدوحة للإذعان لمطالبها، ومن غير المحتمل أن يرمش القطريون أولا في هذه المواجهة".