نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في شمال إنجلترا جوش هاليدي، يقول فيه إن الشرطة في برادفورد بدأت تحقيقا بعد أن أرسلت رسائل من مجهولين لمسلمين في مدينة برادفورد شمال إنجلترا، يهددونهم برشهم بماء النار "حامض الكبريتيك".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الشرطة تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، حيث أنها زادت من دورياتها في ساحة هانوفر، وهي منطقة وسط المدينة ذات كثافة عالية من السكان المسلمين، لافتا إلى أن اثنين من سكان المنطقة على الأقل استلما
رسائل تهديد الأسبوع الماضي.
ويفيد هاليدي بأن الرسالة تحمل علم إنجلترا "علم أبيض عليه صليب أحمر"، وجاء فيها: "يجب قتل المسلمين الحثالة"، وتتساءل الرسالة عن سبب ارتداء النساء المسلمات للبرقع، وتقول: "سنقوم بمهاجمة أي شخص يلبس القناع الأسود المضحك في منطقتكم وفي برادفورد وفي أماكن أخرى بماء النار".
وتلفت الصحيفة إلى أن الرسالة تتهم من سمتهم "ثلاثة خنازير ذكور" باستدراج أربع فتيات بيضاوات لأجل الاعتداء عليهن جنسيا، وقالت الرسالة إن هؤلاء الأشخاص معروفون وهددتهم بالقتل.
ويذكر التقرير أن الشرطة قامت بتسيير المزيد من الدوريات خلال عطلة نهاية الأسبوع الخاصة، التي امتدت ثلاثة أيام في منطقتي ساحة هانوفر ومانينغهام بالقرب من مركز المدينة، حيث قالت عضو البرلمان عن غرب برادفورد ناز شاه، بأنها أخبرت الشرطة عن الرسائل يوم السبت.
وينقل الكاتب عن الشاب محمد قايد (27 عاما)، وهو واحد ممن وصلتهم رسائل التهديد، قوله إنه يخشى على والدته، وبأن هذه التهديدات جاءت دون مقدمات، وأضاف: "صدمت عندما تلقيت الرسالة، فأمي ترتدي البرقع، وتذهب دائما للتسوق، فأصبحت قلقا بشأنها، وعندما شرحت لها الأمر أدركت مدى الخطورة وتملكتها مشاعر الخوف، وبدأت أشك إن كان آمنا لها أن تخرج وحدها".
وتابع قايد قائلا للصحيفة إن الرسالة التي وصلته أرسلت بالبريد، وكانت تحمل ختم بريد لانكشاير "المقاطعة المجاورة ليوركشاير، حيث تقع مدينة برادفورد"، لكنه قال إنه يعتقد أن من أرسل الرسالة يعرف ساحة هانوفر وسكانها.
وتقول الصحيفة إن الشخص الآخر الذي وصلته رسالة تهديد مشابهة، الذي لم يرد ذكر سوى اسمه الأول شعيب، قال إن الرسالة قد تزيد من حالة التوتر قبل المظاهرة التي سيقوم بها تجمع الدفاع الإنجليزي "وهي مجموعة عنصرية" في برادفورد يوم السبت، تزامنا مع عيد الأضحى.
ويورد التقرير نقلا عن شعيب قوله: "إن الشرطة ذكرت أن تجمع الدفاع الإنجليزي سيقوم بالتظاهر، وتشعر بالقلق عندما تفكر بالأمر، فماذا لو كان التجمع له علاقة بهذه الرسالة؟ لكن التجمع حضر وذهب سابقا، وأحيانا يحصل شيء ما وقد يشتعل قريبا.. وسيكون العيد يوم الجمعة، وتذهب العائلات في أغلب الأحيان للمطاعم في مركز المدينة، وهناك دائما احتمال وقوع شيء ما".
وينقل هاليدي عن مسعود أحمد (43 عاما)، قوله إن التهديدات أقلقت السكان، وأضاف أن "الجميع مصدوم، فهناك الكثير من النساء اللواتي يرتدين البرقع .. لم أكن أعرف عن مظاهرة تجمع الدفاع الإنجليزي، ولو انتشر هذا الخبر فإنه قد يتسبب بمشكلة، وقد تحدث فوضى في المدينة".
وتنوه الصحيفة إلى أن هذه الرسائل تأتي بعد ارتفاع حاد في الجرائم ضد المسلمين بعد الهجمات الإرهابية في مانشستر ولندن، حيث يعتقد أن المشاعر ضد المسلمين عادت إلى مستوياتها الطبيعية بعد ارتفاع مفاجئ بنسبة 500% خلال الشهر الذي اتبع تفجير مانشستر.
ويورد التقرير نقلا عن متحدثة باسم شرطة غرب يوركشاير، قولها: "تم إطلاق تحقيق شامل، ويعمل رجال الشرطة مع المجتمع المحلي والشركاء للتعرف على الأشخاص المسؤولين عن هذه الجريمة الشنيعة ومحاكمتهم"، وأضافت المتحدثة: "إننا ندرك آثار
جرائم الكراهية على مجتمعاتنا وعلى الأشخاص، ولن نتهاون مع هذا النوع من الجرائم".
وينقل الكاتب عن نديم مرتجى، رئيس مجموعة "جاست يوركشاير"، التي تم إنشاؤها لإصلاح العلاقات العرقية بعد أحداث الشغب التي وقعت في برادفورد عام 2001، قوله إنه قلق جدا، حيث يشعر الرجال
المسلمون بأن عليهم حلق لحاهم، والنساء المسلمات نزع الحجاب؛ بسبب
الإسلاموفوبيا والتهديد بالعنف.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول مرتجى: "إن الوقت مناسب ليقوم أصحاب العقول ومن هم في مواقع السلطة، محليا وعلى مستوى البلاد، بدور أكثر وضوحا في الدفاع عن حقوق الإنسان للمجتمعات المختلفة، بما فيها المجتمع المسلم".