عندما حصلت أحداث سبتمبر 2011 وضُرب برج التجارة العالمي في نيويورك، كانت الأمريكية لبنانية الأصل
فيروز سعد قد بأت لتوها رحلتها الجامعية، وها هي بعد 17 عاما تقدم نفسها كمرشح بارز للكونجرس الأمريكي، متخطية صعوبات الإسلاموفوبيا في البلاد.
نشأت فيروز في مدينة ديربون بولاية ميشيغان الأمريكية لأبوين مهاجرين مسلمين. وحتى اللحظة تؤكد أنها لم تتعرض شخصيا لمضايقة أو تمييز. لكن والديها، اللذين هاجرا من لبنان قبل نحو 30 عاما حصل معهما الكثير.
وقالت سعد في مقابلة مع صحيفة "الاندبندنت": "في ذلك اليوم (11 سبتمبر)، جاء والداي وأخذاني إلى المنزل، لأنهما قلقان من ردود الفعل المناهضة للعرب والمسلمين التي تحدث في الحرم الجامعي".
وأضافت: "سأكون صادقا،" كانت هذه هي المرة الأولى التي أدركت فيها أن هناك صورة نمطية ضد العرب والمسلمين في هذا البلد ".
وكان والدها قد رفض ذهابها للجامعة لمدة أسابيع بعد حادثة سبتمبر خوفا عليها. وعندما عادت إلى جامعة ميشيغان، لم يكن لديها أي فكرة عما يمكن توقعه. لكن بالتأكيد لم تتوقع أنه سيكون بانتظارها: خط من الأصدقاء والجيران خارج مكان إقامتها، للترحيب في عودتها.
وتقول: "أنا من جيل ما بعد 9/11، وما حصل معي بعدها غير حياتي، هذه هو الحال الذي يجب أن تكون عليه أمريكا، ولهذا يجب أن أكون جزءا من المستقبل"
رحلة الكونغرس
الآن تنافس فيروز سعد على أحد مقاعد الكونغرس عن ولاية ميشيغان، وفي حال هزيمتها الجمهوري الأبيض ديف تروت، فستكون أول مسلمة تسعى لدخول المؤسسة الدستورية الأولى بالولايات المتحدة تمثل شعب الولاية.
وتقول سعد إنها لا تسعى إلى تشكيل جبهة معارضة ضد آراء الرئيس دونالد ترامب تجاه المسلمين في حملتها الانتخابية، ولكنها تسعى إلى التركيز على تحسين السياسات وتقديم المقترحات التي تصب في مصلحة الجميع".
وأوضحت أن هدفها "تعديل سياسات حكومة ترامب، والأجندة الخاطئة التي تحملها سواء كانت بقضية المسلمين أم أي قضية أخرى تخص المجتمع الأمريكي".
وعبرت سعد عن رغبتها في حال فوزها بمقعد
الكونجرس التواصل مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وقالت إن هذه الرغبة نابعة مما عدته صفات مشتركة بينهما لكونهما أصبحا ممثلين عن أقلية توليا مناصب رفيعة للمرة الأولى بالولايات المتحدة، فضلا عن مشاركتها إياه في طريقة التفكير تجاه العديد من القضايا، مثل الرعاية الصحية، ودعم المهاجرين، وتشجيع المشروعات الصغيرة.
وكان فيروز التقت بأوباما 3 مرات في حفلات عامة من تنظيم البيت الأبيض، كما أنه سبق له أن نشر صورة له برفقتها مع والدتها.
لكن صحيفة "الإندبندنت" أشارت إلى أن أفكار فيروز الانتخابية يمكن أن تفيدها لو ترشحت عن ولايات أخرى مثل كاليفورنيا، ولكنها تسعى إلى الترشح عن ولاية ميتشغان التي يسيطر الجمهوريون على مقعدها بالكونجرس منذ عام 1967، وهو ما يجعل من مهمتها صعبة للغاية.
ويضم الكونغرس الأمريكي نائبين مسلمين هما كيث إليسون عن ولاية مينوسوتا، وأندريه كارسون عن ولاية إنديانا، لكن لم يسبق أن دخلته سيدة مسلمة أو حتى ترشحت لعضويته.