وقال الله: اقرأ..

اقرأ... كانت أول كلمة ارتضى الله تبارك وتعالى أن تكون أول أمر في كتابه الكريم لعباده.. فهل في ذلك مغزى؟؟ وهل التزم المسلمون بهذا الأمر؟؟

23 نيسان/ أبريل من كل عام هو اليوم العالمي للكتاب، حيث تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) بنشر إحصائيات عالمية عن نسبة القراءة للشعوب في العالم كله..

وفي أحدث الإحصائيات أشارت التقارير إلى الآتي: يقرأ المواطن الإسرائيلي بمعدل 40 كتابا في العام. ويقرأ المواطن الأوروبي بمعدل 35 كتابا في العام. وماذا عن أمة اقرأ؟؟

يقرأ كل 80 شخصا من العرب كتابا واحدا في العام. أي أن المواطن العربي يقرأ 0.0125 من الكتاب في العام.

جميع المكتبات العربية تنشر في السنة كتبا جديدة بحوالي 5000 كتاب. في أمريكا فقط ينشر سنويا 300 ألف كتاب في العام.

ومنذ عهد الخليفة العباس المأمون حتى الآن أي منذ عام 809 ميلادية حتى الآن حوالي 1208 عاما؛ ترجمت المكتبات العربية 10000 كتاب. في إسبانيا يتم ترجمة 10000 كتاب في السنة الواحدة.

إذا أضفت إلى ما سبق إحصائيات التعليم والبحث العلمي ستكون النتيجة أكثر إيلاما. إسرائيل تنفق على التعليم 8.3 في المئة من الناتج المحلي. آيسلندا تنفق على التعليم 8 في المئة من الناتج المحلي. أمريكا تنفق على التعليم 7.4 في المئة من الناتج المحلي. كوريا الجنوبية تنفق على التعليم 7.2 في المئة من الناتج المحلي. وكل ما تنفقه الدول العربية من المحيط إلى الخليج 5 في المئة من الناتج المحلي.

أما عن البحث العلمي، فإسرائيل تنفق 4.7 في المئة من الناتج القومي على البحث العلمي. وكل الدول العربية مجتمعة تنفق 0.3 في المئة من الناتج القومي على البحث العلمي.

نتيجة ما سبق أننا نحتاج إلى ثورة في الفكر والعلوم. فلم تنهض اليابان ولا كوريا الجنوبية ولا أي دولة، إلا بعد أن تخلصت من الجهل.

في البلاد الأوروبية مشهد مألوف أن تجد من يجلس ينتظر المترو أو الأوتوبيس، وهو يمسك كتابا يقرؤه.. لا يريد أن يضيع أي دقيقة حتى لو كانت في انتظار المواصلات بدون قراءة.

إن الشعوب الواعية لا يتحكم فيها إعلام زائف ولا سياسي منافق ولاحاكم طاغية ولا بائع للأوهام.. لماذا؟ لأن مناخ الوعي والثقافة والتعليم الصحيح هو مناخ إيجابي لا يصدر عنه مثل ذلك. هل علمنا لماذا اختار الله لنا أول كلمة لتكون اقرأ؟ وهل علمنا لماذا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن؟ هل لو كنا شعوبا مثقفة وواعية ومدركة وتنفذ كلام الله في كتابه (اقرأ).. هل كانت أحوالنا ستكون كما هي الآن؟.. أترك لكم الإجابة.

وأخيرا أنقل لكم حكمة لفولتير: سئلت عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجبت: الذين يعرفون كيف يقرأون.

طريق الوعي بداية طريق النجاح.