يعتزم رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، زيارة
الجزائر، في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لبحث عدة ملفات أمنية واقتصادية، بجانب الملف الليبي.
ومن المقرر أن يناقش ميدفيديف مع وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، التعاون المشترك في المجال العسكري ومجال الطاقة، وإعادة الاستقرار إلى دول تعيش في سياق إقليمي مضطرب، في إشارة إلى
ليبيا، حسب مصادر جزائرية محلية.
وبخصوص الملف الليبي، يلتقي الطرفان في عدة مواقف منذ ثورة ليبيا 2011، حيث تحمل الجزائر وموسكو؛ الناتو، مسؤولية العنف في ليبيا، وسبق أن قاما بجمع بعض الأطراف الليبية لإجراء حوارات ثنائية.
لقاء السراج- حفتر
وتحضِّر موسكو للقاء قريب يجمع رئيس حكومة الوفاق الليبي، فائز السراج، وقائد القوات التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، خليفة حفتر، بهدف تكرار تجربة الإمارات وفرنسا في الجمع بين الطرفين، بحسب صحيفة "إزفيستيا" الروسية، الجمعة.
لكن نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أحمد معيتيق، نفى أن يتم هذا اللقاء قريبا، بقوله: "لا أرى أنه سيعقد هذا اللقاء في المستقبل المنظور.. يجب أولا تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في باريس"، بحسب تصريحات صحفية.
وتعد موسكو حليفا قويا لحفتر، ما يمكنها من إقناعه أو الضغط عليه ليقبل بالحلول السلمية وبخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، والتي تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال عام، بحسب مراقبين.
والسؤال: ما علاقة زيارة ميدفيديف للجزائر بالأزمة الليبية وبخطة الأمم المتحدة الأخيرة؟
مواجهة إيطاليا وفرنسا
من جهته، أكد الكاتب والباحث الليبي، عز الدين عقيل، أن "تحركات
روسيا الآن بخصوص الملف الليبي تهدف إلى منع التفرد من قبل إيطاليا وفرنسا، لكن زيارة ميدفيديف لن تركز كثيرا على الملف الليبي وربما ستركز على ملفات اقتصادية للجزائر".
وقال لـ"
عربي21": "ميدفيديف لا يمكن أن يأتي من ورائه أي خير لليبيا، كونه تقع عليه مسؤولية أخلاقية عندما كان رئيسا لروسيا، وتم ضرب ليبيا من قبل الناتو ولم يتدخل لمنع ذلك أو يتأكد مما يحدث في ليبيا".
وتابع: "أما بخصوص علاقة الزيارة بخطة الأمم المتحدة، فإن روسيا مستفيدة من تنفيذ هذه الخطة؛ كونها ضمن الدول الخمس المهيمنة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن علاقة الزيارة بلقاء السراج - حفتر، فأستبعد ذلك كون موسكو ليست في حاجة للجزائر حتى تقنع الطرفين"، وفق تقديره.
رد روسي
ورأى الكاتب الصحفي الليبي المقيم في بريطانيا، عبد الله الكبير، أنه "من المؤكد أن ضمن برنامج الزيارة جانب يخص الأزمة الليبية، فالجزائر لها علاقة وطيدة بروسيا وبما أن فرنسا ترسم استرتيجاتها في ليبيا بتجاهل الجزائر، فالأخيرة سترد بالتواصل مع قوى عظمي منافسة للغرب".
وأضاف لـ"
عربي21": "لا أظن أن جمع السراج وحفتر سيكون مجديا الآن، لذا لا أعتقد أن تعمل روسيا عليه، لكن محاولة الأوربيين إبعاد أو تقليص دور روسيا في ليبيا لن يمر دون رد روسي"، وفق تقديره.
من جهته، قال أستاذ القانون الدولي بجامعة طرابلس، محمد بارة، لـ"
عربي21"، إن "روسيا تبحث عن مصالحها دائما وخاصة في ليبيا، لكن هناك ثقة بأن الجزائر لها موقف ثابث يهدف إلى تحقيق الأمن والسلام في ليبيا".
خلط أوراق
وقال الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، إن "روسيا تقوم بعملية خلط الأوراق فقط، فمثلا أكدت مؤخرا على لسان أحد مسؤوليها أنها لن تورد السلاح لأحد في ليبيا، سواء حفتر أو غيره، في حين أن الأخير كل ما يريده هو السلاح المتطور كي يفرض كل شيء بالقوة ولا يعترف بأحد غيره"، كما قال لـ"
عربي21".
الناشط من الشرق الليبي، أحمد فتحي، أكد من جانبه؛ أن "الجزائر لن تخالف خريطتها السياسية بشأن الوضع الليبي"، مضيفا لـ"
عربي21"، أن "الزيارة ستتناول الشأن الليبي على هامشها، ولن تكون في صلب الموضوع، ولا أعتقد أن روسيا جدية بشأن عقد اجتماع بين السراج وحفتر"، وفق رأيه.