"عربي21" تنشر النص الكامل لخطاب ترامب حول إيران و"النووي"
لندن- عربي21- باسل درويش14-Oct-1702:35 PM
شارك
ترامب: نبدأ تنفيذ استراتيجيتنا بفرض عقوبات متأخرة وشديدة على الحرس الثوري الإيراني- أ ف ب
تنشر "عربي21" النص الكامل لخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ألقاه يوم أمس، كما أصدره البيت الأبيض، الذي أعلن فيه عن استراتيجيته الجديدة تجاه إيران..
شكرا لكم إخواني الأمريكيين، فكوني رئيسا للولايات المتحدة فإن واجبي الأكبر هو التأكد من سلامة الشعب الأمريكي وأمنه.
كشف التاريخ عن أنه كلما تجاهلت التهديد أصبح خطيرا، ولهذا السبب طلبت بعد وصولي للرئاسة مراجعة شاملة للسياسة المتعلقة بالنظام المارق في إيران، وقد اكتملت المراجعة الآن.
واليوم أعلن عن الاستراتيجية مع عدد من الخطوات التي سأتخذها لمواجهة تصرفات النظام الإيراني العدوانية، والتأكد من أن إيران، وأعني ما أقول، لن تحصل على السلاح النووي.
إن سياستنا تقوم على تقييم واضح للديكتاتورية الإيرانية، دعمها للإرهاب وعدوانها المستمر في الشرق الأوسط وحول العالم.
نظام إرهابي
وتخضع إيران لسيطرة نظام مجنون وصل إلى السلطة عام 1979، وأجبر الشعب الفخور بنفسه للخنوع إلى تطرفه، ونهب هذا النظام المتشدد ثروة واحدة من الدول العريقة والحية في العالم، وقام بنشر الموت والدمار والفوضى حول العالم.
وبدءا من عام 1979، قام عملاء النظام الإيراني بسيطرة غير قانونية على السفارة الأمريكية في طهران، واحتجاز أكثر من 60 رهينة أمريكية مدة 444 يوما من الأزمة، وقامت الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران بتفجير السفارة الأمريكية في لبنان عام 1983 ومرة أخرى عام 1984، وتبع ذلك تفجير آخر قتل 241 أمريكيا، جنودا كانوا في ثكنتهم في بيروت عام 1983، وفي عام 1996 وجه النظام هجوما آخر ضد الجيش الأمريكي في السعودية، وقتل 19 أمريكيا بدم بارد.
وقام الناشطون الوكلاء عن إيران بتوفير الدعم لناشطي تنظيم القاعدة لتقجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا، الذين قاموا بعد عامين بقتل 224 وجرح أكثر من 4000 شخص.
ووفر النظام مستوى عاليا من الإرهاب في أعقاب هجمات 11/ 9، بما في ذلك نجل أسامة بن لادن، وفي العراق وأفغانستان قتلت الجماعات المدعومة من إيران المئات من الجنود الأمريكيين.
ويتواصل العدوان الإيراني حتى اليوم، ويظل النظام الدولة القائدة في رعاية الإرهاب في العالم، ويقدم الدعم لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وحزب الله وحركة حماس وغيرها من شبكات الإرهاب، وطور صواريخ تهدد القوات الأمريكية وحلفاءنا ونشرها، ويتحرش بالسفن الأمريكية، ويهدد حرية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر، ويسجن أمريكيين بناء على اتهامات كاذبة، وشن هجمات إلكترونية ضد منشآتنا الحيوية، والنظام المالي والعسكري.
تغذية الطائفية
وليست الولايات المتحدة هي الهدف الوحيد لحملة الديكتاتورية الإيرانية الدموية، بل يقمع النظام مواطنيه بعنف، وأطلق النار على المتظاهرين العزل في الشوارع أثناء الثورة الخضراء.
وأشعل النظام العنف الطائفي في العراق، والحرب الأهلية الشرسة في اليمن وسوريا، وفي سوريا، دعم النظام الإيراني جرائم نظام بشار الأسد، ووافق على استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين المساكين، بمن فيهم الكثير من الأطفال.
وبناء على سجل النظام الإجرامي في الماضي والحاضر، فإن علينا ألا نتعامل بسهولة مع رؤيته الشريرة للمستقبل، فشعارا النظام المفضلان هما "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".
واعترافا بخطورة الوضع، حاولت الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، وعبر السنوات الماضية، وقف محاولات إيران الحصول على السلاح النووي، من خلال سلسلة متنوعة من العقوبات الاقتصادية.
أسوأ اتفاق
إلا أن الإدارة السابقة رفعت هذه العقوبات، وقبل أن يحدث انهيار كامل للنظام الإيراني، وخلال الاتفاقية المثيرة للقلق عام 2015 مع إيران، وتعرف باسم خطة العمل المشترك الشاملة أو JCPOA.
وقلت أكثر من مرة أن الاتفاقية الإيرتنية هي أسوأ وأكثر العقود من جانب واحد، التي وقعتها الولايات المتحدة في تاريخها.
والعقلية ذاتها التي أدت إلى هذه الاتفاقية مسؤولة، ولسنوات، عن اتفاقيات تجارة ضحت بملايين فرص العمل في بلادها لتنفع دولا أخرى، ونريد مفاوضين يمثلون بقوة المصالح الأمريكية.
وقدم الاتفاق النووي للديكتاتورية الإيرانية شريان حياة سياسيا واقتصاديا، ومنحها مساعدة كانت بحاجة ماسة إليها لمواجهة الضغوط المحلية التي خلقتها العقوبات.
وقدمت للنظام أيضا دفعة مالية مباشرة و100 مليار دولار تستطيع حكوماتها استخدامها لتمويل الإرهاب.
وحصل النظام على تسويات مالية هائلة 1.7 مليار دولار من الولايات المتحدة، وحمل الجزء الأكبر منه على طائرات إلى إيران، فقط تخيل منظر أكوام المال التي أفرغها الإيرانيون الذين كانوا ينتظرون في المطار، وأتساءل أين ذهبت الأموال؟
وأسوأ من هذا كله، فإن الافاق سمح لإيران بتطوير عناصر من برنامجها النووي، والأهم وبعد سنوات من اختفاء القيود فإن إيران ستسارع نحو بناء أسلحة نووية، وبعبارات أخرى حصلنا على تفتيش ضعيف مقابل ما يمكن النظر إليه عرقلة قصيرة الأمد لمسيرة إيران نحو الأسلحة النووية.
ما هو الهدف من ذلك الاتفاق، الذي لا يعمل، في أفضل الأحوال، على تأخير قدرات إيران النووية لفترة قصيرة؟ وهذا، بالنسبة لي، كوني رئيسا للولايات المتحدة، غير مقبول، وفي دول أخرى يفكرون بشروط 100 سنة وليس فقط سنوات.
والمثير للحزن أكثر للولايات المتحدة هو أن الأموال، التي لم يسمع بما حدث لها، كلها دفعت مقدما، عوضا عن دفعها بعد نهاية العقد، وعندما أظهروا أنهم التزموا بالشروط، لكن ما حدث حدث، ولهذا وصلنا لهذه المرحلة.
لقد ارتكب النظام الإيراني انتهاكات متعددة للاتفاق، مثلا، وفي مناسبتين مختلفتين، فإنه تجاوز حدود ما سمح له من المياه الثقيلة، وهو 130 طنا، وحتى وقت قريب فشل النظام الإيراني في الوفاء بالتزاماته فيما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
واستفز النظام الإيراني أيضا المفتشين الدوليين؛ حتى لا يقوموا بصلاحياتهم للتفتيش الكامل التي نص عليها الاتفاق.
وأكد المسؤولون والقادة العسكريون الإيرانيون، وأكثر من مرة، أنهم لن يسمحوا بدخول المفتشين الدوليين إلى المواقع العسكرية، رغم شكوك المجتمع الدولي من أن هذه المواقع هي جزء من برنامج نووي إيراني سري.
وهناك الكثير من الناس يعتقدون أن إيران تتعامل مع كوريا الشمالية، وسأطلب من الوكالات الاستخباراتية القيام بتحليل معمق وتقديم تقرير للنتائج غير التي راجعناها.
وبناء على شروط العقد، فإنه من المتوقع أن يسهم "في السلام والأمن الإقليمي"، ورغم التزام الولايات المتحدة بواجباتها من الاتفاق، يواصل النظام الإيراني بتغذية النزاع والإرهاب والاضطرابات في الشرق الأوسط، وأهم من ذلك فلم تلتزم إيران بروح الاتفاق.
واليوم، واعترافا بالخطر الإيراني المتزايد، وبعد مشاورات مكثفة مع حلفائنا، أعلن عن استراتيجية جديدة تعالج وبشكل كامل أفعال إيران التدميرية.
الاستراتيجية
أولا: سنعمل مع حلفائنا لمواجهة النشاط الإيراني الذي يزعزع الاستقرار ودعم الجماعات الإرهابية الوكيلة في المنطقة.
ثانيا: سنفرض عقوبات إضافية لمنع تمويلهم للإرهاب.
ثالثا: سنعالج مسألة انتشار الصواريخ والأسلحة التي تهدد الجيران والتجارة العالمية وحرية الملاحة.
وأخيرا: سنحرم النظام من أي وسيلة تقوده للسلاح النووي.
واليوم أعلن عن سلسلة من الخطوات المهمة التي ستتخذها إدارتي لمتابعة هذه الاستراتيجية.
ويبدأ تنفيذ استراتيجيتنا بفرض عقوبات متأخرة وشديدة على الحرس الثوري الإيراني، والحرس الثوري هو القوة الشخصية للمرشد الروحي الفاسد ومليشياه، واختطف أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإيراني، وسيطر على عدد من الوقفيات الدينية لدعم الحرب والإرهاب في الخارج، بما في ذلك تمويل الديكتاتور السوري، ودعم الجماعات الوكيلة والشريكة بالصواريخ والأسلحة التي تهاجم المدنيين في المنطقة، وحتى التآمر لتفجير مطعم شهير هنا في واشنطن العاصمة.
الحرس الثوري
وأفوض وزارة الخزانة بفرض عقوبات كاملة على الحرس الإسلامي الثوري لدعمه الإرهاب وتطبيق الحظر على مسؤوليه ووكلائه والجماعات المرتبطة به، وأدعو حلفاءنا للانضمام واتخاذ خطوات قوية للحد من سلوك إيران الخطير والمزعزع للاستقرار، بما في ذلك عقوبات واسعة خارج الاتفاق النووي، تستهدف برنامج الصواريخ الباليستية للنظام ودعم الإرهاب ولنشاطاته المدمرة التي لا تحصى.
وأخيرا وفي موضوع خطير يتعلق بالاتفاق النووي: فقد زاد النشاط الإيراني العدواني الخطير منذ توقيع الاتفاق، وفي الوقت ذاته تلقى تخفيفا في العقوبات، وواصل النظام تطوير البرنامج الصاروخي، ووقعت إيران عقودا مربحة مع الأطراف الموقعة على الاتفاق.
وعندما تم إكمال الاتفاق عام 2015، مرر الكونغرس قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني من أجل إسماع صوته بشأن الاتفاق، ومن بين الشروط يطلب القانون من الرئيس أو من يكلفه نيابة عنه للمصادقة على أن تعليق العقوبات بناء على الاتفاق "كانت مناسبة ومتناسبة"، والخطوات الأخرى التي اتخذتها إيران لوقف البرنامج النووي غير القانوني، وبناء على سجل الوقائع الذي قدمته، فإنني أعلن أننا لا نستطيع القيام بالمصادقة.
ولن نواصل السير على هذا الطريق، الذي يقود كما هو متوقع إلى مزيد من العنف، ومزيد من الإرهاب، وخطورة حصول إيران على السلاح النووي.
ولهذا السبب أصدرت أوامري لإدارتي لتعمل بشكل وثيق مع الكونغرس وحلفائنا لمعالجة مظاهر القصور الخطيرة؛ حتى لا يهدد النظام الإيراني العالم مرة أخرى بالسلاح النووي، وهذا يتضمن المواد المتعلقة بمدة نهاية بعد سنوات قليلة، وستلغي قيودا رئيسية عن البرنامج النووي الإيراني.
ومظاهر القصور في الاتفاق تضم التطبيق غير الكافي، والصمت المطلق على برنامج إيران الصاروخي، وبدأ الكونغرس بالعمل لمعالجة هذه المشكلات، ويعمل قادة مجلس النواب والشيوخ البارزون على إعداد مسودة تشريعية تقوم بتعديل الاتفاق النووي، وسيقوي قانون مراجعة الاتفاقية عملية التطبيق، ويمنع إيران من تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات -وهذا مهم- ويجعل من القيود على نشاط إيران النووي دائمة؛ بناء على القانون الأمريكي، وهذا مهم، وأدعم هذه المبادرة.
وفي حال لم نكن قادرين على الوصول لحل، والعمل مع الكونغرس والحلفاء، فعندها سيتم وقف العمل بالاتفاق، وبناء على المراجعة المستمرة، فأستطيع، بصفتي رئيسا، إلغاء الاتفاق في أي وقت.
وكما شاهدنا مع كوريا الشمالية، فكلما تجاهلنا المشكلة أصبح التهديد أسوأ، ولهذا السبب فنحن مصممون على منع أكبر راع للإرهاب في العالم ألا يحصل على السلاح النووي.
وفي هذا الجهد فنحن نقف بشكل كامل متضامنين مع ضحايا النظام الإيراني، الذين يعانون منذ زمن طويل: شعبه، وقد دفع مواطنو إيران الثمن الباهظ لعنف قادتهم وتطرفهم، ويتوق الشعب الإيراني لاستعادة بلدهم العظيم وثقافته وحضارته والتعاون مع الجيران.
ونأمل أن تؤدي هذه الإجراءات الموجهة ضد الديكتاتورية الإيرانية بدفع الحكومة لتعيد موقفها من دعم الإرهاب على حساب شعبها، ونأمل أن تؤدي أفعالنا اليوم لبناء مستقبل من السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، مستقبل تحترم فيه الأمم ذات السيادة بعضها ومواطنيها.
ونصلي لمستقبل الأطفال الصغار -أمريكيين وإيرانيين مسلمين ومسيحيين ويهودا- ليكبروا في عالم خال من العنف والكراهية والإرهاب، وحتى يحل ذلك اليوم فإننا سنعمل كل ما بوسعناا للحفاظ على سلامة أمريكا.