جدد الحراك السياسي النشط الإقليمي والدولي حيال الملف السوري آمال السوريين بقرب التوصل إلى تسوية، وخصوصا مع انطلاق الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، التي تعقد بالتزامن مع مشارفة الحرب على تنظيم الدولة على نهايتها.
واستطلعت "عربي21" آراء شريحة من السوريين حول توقعاتهم للحل في سوريا.
بدوره، اعتبر الناشط
الإعلامي جوان رمو، أن كل ما يجري من مؤتمرات ومحادثات تخص الملف السوري
"لمسات أخيرة، ووضع للنقاط على حروف المرحلة الانتقالية والدستور ومصير الأسد".
وأضاف رمو: "التسوية
باتت قريبة جدا، لأنها تأتي هذه المرة بمباركة دولية بعد أن شارفت الحرب على
الإرهاب على نهايتها".
طبيعة التسوية
الإعلامي في شبكة الجزيرة،
حارث عبد الحق، رأى أن "توقيت الإعلان عن تسوية متوقف على طبيعتها"، موضحا: "من الممكن أن يتم الضغط على أطراف المعارضة للقبول بحل ما، لكن ضمان استمرار
تطبيقه يتوقف على مدى كونه حلا عادلا".
وأضاف: "لو أرادت
الدول الكبرى تطبيق حل عادل لاستطاعت فرضه منذ الأشهر الأولى لاندلاع الثورة
السورية، ولم يكن الشعب السوري والمنطقة برمتها لتتكلف كل هذه الدماء والدمار".
وأشار عبد الحق إلى اتفاق
الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، متسائلا: "هناك فرض الحل، لكن هل
استقر لبنان؟"، مستدركا قوله: "رغم أن الطائف الذي وضع على بركان يمكن
أن ينفجر في أي لحظة، لكنه أفضل من الحل المتوقع تطبيقه وفرضه على السوريين".
وتابع قوله: "قد يكون
الحل من المنظور الدولي قريبا، لكن الحل المقبول للسوريين الذي يعطيهم حقوقهم ما
زال بعيدا طالما أن سياسات الدول لم تتغير".
التسوية ما بين الاقتراب والابتعاد
من جانبه، عدّ الصحفي محمد
كساح أن إعلان التسوية في سوريا مسألة وقت وهي قريبة جدا، مضيفا: "بلا شك أن
التنسيق العالي التركي الروسي الإيراني يدلل بوضوح على قرب إنجاز التسوية".
وقال: "يبدو أن
المجتمع الدولي فوض الدول الثلاث لتفصيل الحل"، مبينا أن "المرحلة
المقبلة ستكون مرحلة مصالحة وطنية، بدور مرحلي لبشار الأسد، وهذا ما اتفقت عليه
الدول الثلاث".
وأضاف كساح: "هناك
استعجال من هذه الدول الثلاث لفرض الحل، ولحكومات كل منها أسبابه، تركيا مستعجلة
لأنها متضررة، وروسيا تريد معالجة مواضيع أخرى داخلية، أما إيران فخسائرها البشرية
تجعلها في حالة استعجال كبيرة".
اقرأ أيضا: رئيس وفد المعارضة السابق: روسيا تستخدم "الشرع" طعما للمعارضة
على النقيض من كساح، ترى
الناشطة السياسية جودي الحلبي أنه "لا تسوية قريبة، حتى لو كانت الإرادة الدولية
متلاقية على تطبيقها، لأن بقاء الأسد يقوض من فرص نجاح التسوية".
وبالمثل، أبدى النقيب
المظلي عمار الواوي عدم تفاؤله بتحقيق تسوية في الملف السوري، وقال: "المرحلة
للتنازلات التي يقدمها القادة الذين دجنوا، بعد أن أقصي الوطنيون".
وأضاف: "طالما أن هناك
جيوشا لدول كبرى في سوريا فلا زالت التسوية بعيدة المنال"، واستدرك:
"هناك اتفاق دولي على حل، ولكن ليس هناك اتفاق سوري سوري على الحل".
الاتفاقات الدولية لم تنجز
من جانبه، اعتبر وزير
الاتصالات السابق في الحكومة المؤقتة، محمد ياسين نجار، أن الاتفاق الأمريكي
الروسي حتى الآن، "يقلل من فرص اكتمال التسوية، لأن الفوضى التي أنتجت القوى
المتطرفة لا زالت موجودة".
بدورها، رأت الصحفية جلنار
عبد الكريم، أنه "ما من مؤشرات إيجابية على اقتراب التسوية"، مضيفة: "الثورة
السورية لم تنتصر ولم تغلب أيضا، وهذا يعني أننا أمام مرحلة طويلة الأمد من
الحرب"، على حد قولها.
لا آمال بتحقيق انفراج بمحادثات السلام السوري في جنيف
التقارب التركي مع روسيا.. خطوات تكتيكية أم رؤية استراتيجية؟
ماذا وراء استفزاز تركيا بحلف الناتو وإهانة أردوغان وأتاتورك؟