نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تعليق مجلس الاتحاد الروسي ومجلس الدوما على انسحاب القوات الروسية من سوريا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد "تحرير" سوريا من قبضة تنظيم الدولة، من البديهي الحديث عن إقامة حياة سلمية، تقوم على امتثال الشعب لدستور بلاده، فضلا عن إعادة بناء البنية التحتية وذلك بحسب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي. وبدوره لا يرى نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين، حاجة في إبقاء عدد كبير من القوات الروسية في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن البرلمانيين الروس رحبوا بالمشاركة العسكرية الروسية في مكافحة الإرهاب في سوريا، كما تحدثوا عن مستقبل الشعب السوري. ومن جهته، يعتقد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الروسي إلى سوريا في 11 كانون الأول/ ديسمبر كانت بمثابة إشارة إلى بداية انسحاب القوات الروسية من الأراضي السورية.
في الأثناء، صرح النائب في البرلمان، سلوتسكي، قائلا: "في إطار التسوية السياسية، تلخص هذه الزيارة التاريخية الوقت العصيب الذي مرت به سوريا عندما وقعت في قبضة تنظيم الدولة. أما اليوم، فيمكننا الحديث عن الهزيمة الفعلية للتنظيم".
وأفادت الصحيفة نقلا عما جاء على لسان سلوتسكي أن العودة إلى حياة سلمية والتعايش في ظل احترام الدستور، وإعادة البناء تندرج ضمن أسس إعادة تأسيس حياة سلمية في سوريا حيث سمحت روسيا باستقرار الوضع في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات الدفاع الجوي، وغيرها من الوحدات الروسية المرابطة بسوريا، بمشاركة الجيش السوري، "تمكنت من إنجاز المهام الموكلة إليها على أكمل وجه، حيث قضت على الإرهابيين وحررت الأراضي السورية من قبضة تنظيم الدولة"، وتابعت أنه كنتيجة لذلك، لم تعد هناك حاجة لاستمرار تواجد الوحدات العسكرية الروسية في سوريا. وبحسب نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، يوري شفيتكين، تثير تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية التي تنسب خلالها جميع الانتصارات إلى نفسها، الشكوك.
وفي هذا الإطار، أشار شفيتكين إلى أن وزارة الدفاع الروسية تمتلك العديد من الأدلة الدامغة التي تبين الجهة المسؤولة عن الضربات الناجعة التي وجهتها القوات الروسية ضد "الإرهابيين"، فضلا عن أدلة تثبت تورط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في توفير منفذ آمن بهدف السماح للإرهابيين بالفرار.
وذكرت الصحيفة أن فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي وجنرال جهاز الأمن الفدرالي، أشار إلى انتهاء عملية مكافحة الإرهاب بمشاركة الوحدات الروسية في سوريا. وأضاف النائب أنه من غير المحتمل أخذ هذه التصريحات على محمل الجد على الأقل من جانب روسيا وشركائها المناهضين للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في نهاية أغسطس/ آب من هذا العام، أفادت أطراف من الدوائر العسكرية الدبلوماسية في سوريا أن التحالف العسكري الدولي المناهض للإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة قد أجلى بواسطة مروحية خمسة عناصر من تنظيم الدولة من مقاطعة دير الزور في شرق سوريا. وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية أن الزعيم الذي تم إجلاؤه من ساحة المعركة صحبة أربعة آخرين، هو المشرف عن الشؤون المالية للتنظيم فضلا عن القضايا المتعلقة بالنفط.
ونوهت الصحيفة وفقا لنفس المصدر أنه تم نقل اثنين من القادة الميدانيين في تنظيم الدولة من قرية طريف شمال غرب دير الزور بواسطة طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الأمريكية علما وأن هذين الشخصين يتحدران من أصول أوروبية. أما في 28 أغسطس/ آب، أجلت المروحيات الأمريكية 20 قائدا ميدانيا من قرية البوليل السورية إلى الجنوب الشرقي من دير الزور.
وتجدر الإشارة إلى أنه في يوم الاثنين الموافق 11 كانون الأول/ ديسمبر، أبلغ سيرغي سوروفيكين، قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا، الرئيس الروسي، بمقتل 32 ألف مقاتل خلال الأشهر السبعة الماضية.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان سوروفيكين حيث صرح قائلا: "لقد تمت السيطرة على 67 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية، وأكثر من 1000 منزل سكني، و78 حقل نفط وغاز، ونقطتيْ إنتاج الفسفاط. بالإضافة إلى ذلك، نفذنا أكثر من 6956 غارة جوية، وتم القضاء على أكثر من 32 ألف مقاتل وتدمير 394 دبابة وأكثر من 12 ألف قطعة سلاح".
وفي الختام، شددت الصحيفة أنه على خلفية القضاء على تنظيم الدولة داخل سوريا شرعت الوحدات الروسية في الاستعداد لسحب قواتها التي تتألف من 25 طائرة، وعناصر شرطة عسكرية، ومستشفى ميداني عسكري، ومركز إزالة ألغام. في المقابل، أكد سوروفيكين أنه سيتبقى عدد صغير من القوات القادرة على إنجاز المزيد من المهام بنفس الكفاءة.
واشنطن بوست: ما هدف زيارة بوتين الخاطفة للشرق الأوسط؟
DW: روسيا قوية عسكريا ضعيفة سياسيا بالشرق الأوسط
الغارديان: هل يستجيب بوتين لطلب المعارضة الضغط على الأسد؟