تحل هذه الأيام ذكرى مرور عام على اتفاق إجلاء المعارضة من أحياء حلب الشرقية، الاتفاق الذي رعته في حينها تركيا وروسيا، وأفضى إلى سيطرة النظام على كامل مساحة مدينة حلب.
عام مر ولا يزال أبناء المدينة المهجرين يحلمون بالعودة إليها للانتهاء من مأساة النزوح التي ترافقهم منذ خروجهم من حلب، في حين يحتفل البعض الآخر بما يصفونه بـ"الانتصار" الذي تحقق على يد جيش النظام.
مشاهد لا تنسى
لا ينسى الناشط الرياضي معروف سبسبي المشهد الأخير له من مدينة حلب، الذي يستحضره خلال حديثه لـ"عربي21" بقوله: "لن أنسى ما حييت منظر ذلك الجندي في جيش النظام الذي كان واقفا على جسر الراموسة إلى جانب جندي روسي مبتسما على خروجنا".
ويضيف: "كانت كارثة خروجنا من حلب كارثة العصر، تم بيعها في سوق السياسة العالمي".
واليوم يأمل سبسبي الذي دخل تركيا أن يتابع مشواره الرياضي ويحصد الألقاب الرياضية في رياضة "كمال الأجسام"، ويستدرك: "لكن أجهل أي علم سأمثل في المحافل الرياضية".
ويشدد بالمقابل على أن عزيمته بالعودة إلى حلب لن تلين، مختتما حديثه: "لا بد من عودة طال الزمن أم قصر".
خيبة
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لا حديث لأبناء المدينة إلا عن أيامهم الأخيرة داخل الأحياء الشرقية، حيث أعاد غالبيتهم نشر تدويناتهم وصورهم الأخيرة من داخل حلب.
ونشر الناشط الإعلامي عبيدة بعاج صورته الأخيرة من حي صلاح الدين.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=343145896151100&id=100013670765296
بدوره كتب محمد الأحمد إلى جانب صورته الأخيرة بحلب، "زعموا أني أراك غدا...وأظن الموت دون غد".
https://www.facebook.com/mohammad.alahmad.1986/posts/1984176181856117
فاطمة دقماق، نشرت صورة والدتها التي لا زالت في حلب، وكتبت "أمي ترقب دوار الصاخور، وتحلف لي أنها شايفتني راجعة لحلب مرفوعة الرأس وأنا أثق بأمي...حلب عام على فراقك يا روح الروح اشتقتلك..عذرا أمي نسيتك عندما ذكرت حلب".
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=384917388612416&set=a.161544880949669.1073741830.100012824749232&type=3&theater
احتفال بنصر مزعوم
وعلى الجانب المقابل، احتفل عدد من أبناء مدينة حلب بدحر المعارضة عن الأحياء الشرقية، ومنهم رئيس غرفة الصناعة السورية، وعضو مجلس الشعب فارس الشهابي، حيث نشر صورة له في حلب إلى جانب جيش النظام.
وكتب إلى جانبها " اليوم تحل الذكرى السنوية الأولى لتحرير حلب القديمة، كنا أول الزائرين بعد ساعة من هروب عناصر فورة الذل والإرهاب، لأول مرة منذ سنوات استطعنا الوقوف أمام بوابة القلعة، واستطعنا زيارة المسجد الأموي الكبير.. الدمار كبير جدا، لكننا سنعمرها".
https://www.facebook.com/fares.shehabi/posts/10208601274944459?pnref=story
يذكر أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2016، وبعد معارك ضارية وحملات قصف ممنهجة، تم إجلاء حوالي 35 ألف مواطن من أحياء حلب الشرقية إلى ريف حلب الغربي ومدينة إدلب، ليسدل بذلك الستار على المعارك التي شهدتها مدينة حلب منذ منتصف العام 2012 تاريخ دخول المعارضة المسلحة إليها.
من يسهل عبور عناصر "الدولة" من الدير إلى مناطق المعارضة بحلب؟
هل تنذر ضربات إسرائيل المحدودة لإيران بسوريا بمواجهة شاملة؟
ماذا تنتظر تركيا لبدء عمليتها العسكرية في عفرين السورية؟