قالت صحيفة "أوراسيا دايلي" الروسية، إن مقاتلي
تنظيم الدولة الذين يتكلمون اللغة الروسية فروا من
سوريا إلى
مصر، وذلك حسب تغريدة نشرتها الصحفية جوانا باراتشوك، التي تعمل على تعقب خطوات مقاتلي تنظيم الدولة الذين ينحدرون من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، على حسابها على تويتر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن جوانا باراتشوك، التي تعمل لصالح إذاعة "سفابودا"، قد أكدت أن مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة قد انتقلوا من الرقة نحو شبه جزيرة
سيناء، حيث توجد إحدى خلايا التنظيم. ولإثبات صحة أقوالها، نشرت باراتشوك صورة، تزعم أنها التقطت في مصر، تتضمن عبارة "الشيشان الجديدة" كتبت على جدران أحد المنازل.
وفي سياق متصل، ذكرت جوانا أن المصدر الذي أرسل لها هذه الصورة أكد أن المتطرفين الذين يتحدثون اللغة الروسية، فضلا عن مقاتلي تنظيم الدولة يفرون بشكل جماعي من سوريا إلى مصر. وأردف المصدر ذاته، أن "هناك أدلة دامغة تفيد بأن المتطرفين قد غادروا الرقة، ويتمركزون الآن في مصر. وقد توعد المتطرفون ببدء الجهاد في سيناء".
وأضافت الصحيفة أنه، ووفقا للمصدر ذاته، لم يفر هؤلاء المتطرفون من الرقة وتخلوا عن التنظيم بسبب الهزيمة التي حلت بهم فقط، بل بسبب الصراعات الشخصية والأيديولوجية أيضا، التي تفند الوعود التي التزم بها تنظيم الدولة في وقت سابق، إضافة إلى افتقار المقاتلين لمبدأ التضحية بالنفس من أجل التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى تعليق أحد المدونين السوريين، عيسى، على تغريدة جوانا، الذي أورد أن زعيم إحدى العشائر القبلية في سيناء ذكر على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، أن فرار المتطرفين من سوريا ولجوئهم إلى مصر، كان السبب وراء المذبحة الأخيرة التي حدثت في مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
والجدير بالذكر أن حادثة تحطم طائرة ''إيرباص إيه 321'' التابعة لشركة ''كوغاليم أفيا'' الروسية أثناء رحلتها من شرم الشيخ إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، التي أودت بحياة 224 راكبا، وذلك في 31 من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2015، وقع تبنيها من قبل تنظيم الدولة. وكشفت التحقيقات آنذاك أن موظف خدمات المطار يعد المسؤول عن وضع القنبلة في حجرة الأمتعة.
وأفادت الصحيفة أن صلاح الدين الشيشاني زعيم جماعة المتطرفين المنحدرين من شمال القوقاز، لقى حتفه نهاية الأسبوع الماضي في الشمال الغربي من مدينة حماة السورية. فضلا عن ذلك، وردت أنباء تؤكد مقتل زعيم جيش العسرة. عموما، يعد المتطرفون الناطقون باللغة الروسية في سوريا من الحلفاء الرئيسيين لكل من تنظيم القاعدة، وهيئة تحرير الشام.
ووفقا لتقارير واردة من مصادر مختلفة، قتل صلاح الدين الشيشاني في مواجهة مع القوات النظامية. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الروسي قد تولى مهمة القضاء على الشيشاني.
وأوضحت الصحيفة أن صلاح الدين الشيشاني كان من بين القيادات البارزة المنتمية للجماعات المتطرفة الناطقة باللغة الروسية. وقد قدم الشيشاني إلى سوريا في سنة 2012، ويعتبر من بين قدامى المحاربين في شمال القوقاز وجورجيا. وقاد الشيشاني في سنة 2014 "جيش المهاجرين والأنصار" الذي وحد المقاتلين الناطقين باللغة الروسية. وفي سنة 2015، وفي أعقاب سيطرة المقاتلين العرب على جيش المهاجرين والأنصار، تم عزل الشيشاني الذي بادر بتشكيل "جيش العسرة"، الذي كان يحارب في شمال سوريا، في محافظة إدلب، وشمال مقاطعة حماة، حيث تتمركز القوات الرئيسية التابعة للقاعدة، والجماعات المتطرفة، فضلا عن المعارضة المعتدلة.
وأشارت الصحيفة إلى الخسائر التي تكبدها المقاتلون الروس في النصف الثاني من أيلول/ سبتمبر، من السنة الجارية، إضافة إلى الهجوم الفاشل الذي شنه مقاتلو تنظيم الدولة على الجيش النظامي في شمال محافظة حماة، الذي أدى إلى مقتل صلاح الدين الشيشاني، في خضم محاولة المسلحين القضاء على وحدات الشرطة العسكرية الروسية. وفي السياق ذاته، أدت الضربات التي وجهها الطيران الروسي إلى مقتل العديد من المسلحين التابعين للحزب الإسلامي التركستاني، وكتيبة التوحيد والجهاد الأوزبكية.
وشددت الصحيفة على أن حوالي 9 آلاف شخص من دول رابطة الدول المستقلة يقاتلون فى سوريا، وذلك حسب ما أفاد به الرئيس الروسي خلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي. ومؤخرا، فر عدد من المقاتلين الناطقين باللغة الروسية المنشقين عن التنظيم في سوريا إلى شبه جزيرة سيناء للقتال هناك.