تستمر في الكويت الأصوات السياسية والبرلمانية والصحفية إلى جانب الجهد والتفاعل الشبابي الجامعي بإبراز الموقف المستمر الرافض للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.
وشهدت الكويت على مختلف المستويات خلال الأشهر القليلة الماضية بدءا من أمير البلاد إلى رئيس مجلس النواب مرورا بالنواب والاتحادات الطلابية وكذا النقابية مواقف متقدمة عن جاراتها الخليجية فيما يخص رفض التطبيع والانفتاح على الإسرائيليين.
وبهذا الصدد أكدت الشاعرة والناقدة والصحفية الكويتية، سعدية مفرح، في تصريح لمجلة “ميم”، أنه لا يمكن النظر للأصوات الخليجية المؤيدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني إلا باعتبارها شذوذا لا يستند إلى قاعدة تاريخية وعميقة الجذور ومترسخة في وجدان المواطن العربي بكل الأقطار العربية وبالذات في دول الخليج.
وأضافت سعدية مفرح قائلة: “لو نظرنا لهذه الأصوات نفسها لوجدنا أنها أصوات مفتعلة وجديدة، ولا تجد ساحة حقيقية لها بين الجماهير، بل لعلي أذهب أبعد من ذلك لأشير إلى أن هذه الأصوات الشاذة والقليلة لا تناقض واقعها الجغرافي والإنساني المحيط بها وحسب، بل تناقض نفسها أيضا”.
اقرا أيضا : هل تلتحق دول الخليج بقطار التطبيع في حال بدأته السعودية؟
وتابعت مفرح بأن طروحات الأصوات المنادية بالتطبيع طروحات مستحدثة، وبلا جذور حتى في تاريخ الشخصية نفسها، وهذا يعني أن معظم أصحابها غير مؤمن إيمانا حقيقيا بما ينادي به، بل إنهم يُنفذون أجندات مشبوهة ودخيلة على الثقافة الوطنية والإنسانية في بلدان الخليج.
ولاحظت أن المطبعين سرعان ما ينكشفون في أول نقاش حقيقي يجدون أنفسهم مضطرين لخوضه مع الآخرين حولهم مهما كانت ثقافتهم.
وقالت مفرح: “عند استقراء سريع لمنصات التواصل الاجتماعي وأشهرها في الخليج منصة تويتر، نجد أن أغلب هؤلاء لا يصمدون طويلا في أي نقاش، ليس لأنهم لا يعتمدون على حقائق في إغفالهم للحق الفلسطيني وحسب، بل لأنهم أساسا لا يعرفون المعنى الحقيقي للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل”، مضيفة: “ومما يطمئننا على أن هذه الأصوات، الصاخبة في تويتر، ليس لها أي وجود فاعل على الأرض”.
وترى الصحفية الكويتية أنه من الضروري التصدي لهذه الأصوات الشاذة التي تنادي بالتطبيع مع الكيان المحتل بحزم شديد وعدم الانسياق وراء الدعوات التي تنادي بقبولهم بصفة “رأي آخر” أو “وجهة نظر” مختلفة عن السائد يحق لأصحابها ترويجها والمناداة بها.
واعتبرت أن التطبيع خيانة والخيانة ليست وجهة نظر، والتعامل مع العدو جريمة والجريمة ليست رأيا آخر، خاصة أن معظم قوانين البلدان العربية تعتبر التعامل مع العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال جريمة يعاقب عليها القانون.
الوعي المجتمعي الثقافي
وكما ترى أنه إذا كان تفعيل القانون ضد المطبعين يعتبر وسيلة جيدة لمواجهة جريمتهم الشنيعة، فإن العمل على رفع الوعي المجتمعي الثقافي على صعيد التعريف بمعنى التطبيع وما سيؤدي إليه في النهاية، يعتبر طريقا ضرورية، ولا بد من المضي فيه وخصوصا أمام الأجيال الجديدة التي يخشى أن تتأثر بمزاعم المنادين بالتطبيع والتي تعتمد على تزوير الحقائق التاريخية وتقديمها باعتبارها وجهات نظر تستحق أن تحترم.
اقرا أيضا : هل تمنح السعودية تأشيرات دخول للاعبي الشطرنج الإسرائيليين؟
واعتبرت أن هناك من يرى أن التصدي بقوة للمنادين بالتطبيع يمكن أن يكسبهم تعاطفا ما، أو حتى يساهم في ترويج أفكارهم، وفقا لمفهوم الدعاية السلبية العكسية، إلا أن السكوت عليهم هو نوع من السكوت على الجريمة والتواطؤ مع المجرم، “لذلك علينا التذكير على الأقل بعقود من الزمن مرت على علاقات سياسية بين بعض الدول العربية ودولة الكيان الصهيوني لم تنجح في خرق جبهة الجماهير الشعبية الرافضة للتطبيع”، تضيف سعدية مفرح.
وترى مفرح أن أصوات التطبيع، مهما علت، أو وجدت من يصفق لها، محكوم عليها بالصمت والخزي في النهاية، وفق تعبيرها.
10 شخصيات سعودية دعت للتطبيع علانية مع إسرائيل (شاهد)