تزايد في الآونة الأخيرة استخدام الجيش
الإسرائيلي لوحدات المستعربين لملاحقة المتظاهرين
الفلسطينيين في الضفة الغربية وشرق القدس.
فقد ذكرت الكاتبة بصحيفة "ميكور ريشون" نتعائيل باندال أن المستعربين لديهم من التدريب والتأهيل ما يمكنهم من القيام بمهامهم الميدانية بكل جدارة، فلغتهم العربية قوية، ومعرفتهم بالقرى والأحياء الفلسطينية جيدة، ويمرون بمراحل تدريب قاسية تجعلهم يخرجون من بين عشرات المتظاهرين دون أن يمسوا بأذى، بانتظار لحظة الحسم المتمثلة في إلقاء القبض على هذا المتظاهر أو ذاك، من أولئك الذين يقودون الاحتجاجات، والمطلوبين الكبار لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأضافت: "رغم كل هذا التأهيل، فإن المستعربين يمرون أحيانا بلحظات خطرة، ويرتكبون أحيانا أخطاء قاتلة، كفيلة بكشف هوياتهم".
ونقلت عن قائد وحدة المستعربين الذي لم يكشف هويته، أن أفراد الوحدة يخرجون في صباح اليوم المحدد إلى المكان الذي توجد فيه المظاهرات، يرتدون الكوفية الفلسطينية على أعناقهم، ويحملون أعلام فلسطين، وفي بناطيلهم يضعون المسدسات، لكنهم أحيانا يواجهون مشكلة أمنية مرتبطة برغبة المتظاهرين التعرف على بعضهم البعض، في ظل أن جميع المتظاهرين يعرفون أسماء عائلاتهم.
وأضاف: "تبدأ مهمة المستعربين حين يتقدمهم أصحاب الخبرة الطويلة، فيما العناصر الجديدة تكون في الخلف، خشية انكشاف أمرهم، ثم ينتشرون بين صفوف المتظاهرين، ويسلطون الضوء على العناصر المركزية منهم، وفي لحظات معدودة يتم الاتصال بين المستعربين وقوات الجيش لاقتحام المظاهرة، حيث يضعون أيديهم على المتظاهرين الخطرين، ويسلمونهم لقوات الجيش".
وأوضح أن وحدة المستعربين أحيت قبل أسابيع مرور 25 عاما على تأسيسها، وهي مناسبة للقول إنها تعمل في أجواء متوترة قابلة للانفجار في أي لحظة، فجأة يمكن لحدث صغير أن يشعل المنطقة التي يعملون فيها، لاسيما بمدينة القدس، حيث عشنا قبل أشهر أحداث البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي، ثم إعلان الرئيس الأمريكي ترامب حول عاصمة إسرائيل.
وقال إن كلمة المستعربين جاءت من اللغة العربية التي تعني أن إنسانا غير عربي يريد الانخراط بين العرب، حيث يتدرب أفرادها على معرفة الطبوغرافيا الميدانية للمنطقة الفلسطينية التي يعملون فيها، ولهجات الكلام المتداولة، وأسماء العائلات المشهورة، ما ينفعهم حين يدخلون بلدة فلسطينية ما، سواء لجمع المعلومات الأمنية الاستخبارية، أو لتنفيذ اعتقال بحق أحد المطلوبين، وأحيانا الاغتيالات.
وأشار إلى أن وحدات المستعربين عملت خلال 2016 ضد 780 هدفا فلسطينيا، لتنفيذ تلك المهام السابقة، ويوميا ينفذون مهمة أو اثنتين، تتضمن ملاحقة الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات المستوطنين، ومنظمي التظاهرات، ومصادرة الوسائل القتالية، وكل ذلك بالتنسيق بين الشرطة والجيش وجهاز الأمن العام الشاباك.