عاشت مدينة جرادة (شرق المغرب) على وقع إضراب عام، دعت إليه لجنة الحراك الشعبي، بعد 27 يوما من الاحتجاجات، فيما وصل وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات عزيز أخنوش إلى المنطقة لعقد لقاءات مع الساكنة.
وانطلقت الاحتجاجات بمدينة "جرادة" في الشهر الماضي، في أعقاب وفاة شابين كانا يعملان في أحد مناجم الفحم الحجري غير القانونية، وقام أبناء المنطقة بإخراج الشابين في غياب السلطة، التي أرادت دفن الهالكيْن ليلا ودون صلاة جنازة ما فجر الغضب.
اقرأ أيضا: موت شابين ببئر للفحم الحجري يخرج آلاف المغاربة للشارع (شاهد)
الإضراب العام
وقالت لجنة الحرك الشعبي بمدينة جرادة، إن نسبة المشاركة في الإضراب العام فاقت 90 بالمائة، الجمعة، اعقبتها مسيرات متفرقة انطلقت من أحياء بعينها داخل المدينة، تجمعت أمام مقر العمالة (المحافظة) حيث من المقرر أن يعقد الوزير لقاء من ممثلي السكان.
وأضافت لجنة الحراك الشعبي في المدينة، في بلاغ لها، مواصلة سكان جرادة للأشكال النضالية المختلفة، تعبيرا عن عدم رضاهم على الوعود المقدمة من قبل الحكومة.
وحسب نشطاء الحراك في المدينة، فإن الإضراب العام كان ناجحا، وشل المرافق العمومية والخاصة، وانتهى باعتصام أمام المحافظة للتأكيد على المطالب.
وسجل النشطاء أن من المرتقب أن تشهد المدينة يوم السبت مسيرة في اتجاه ساحة "الشهداء" الشهيرة، بسبب استمرار تجاهل الحكومة، مؤكدين أن المؤشرات لا تبشر بالخير وأن السكان سيواصلون الاحتجاجات، بالرغم من قسوة الجو وبرودته.
جولة جديدة للحوار
وقال ناشطون في حراك جرادة، إن وزير الفلاحة والصيد والبحري والمياه والغابات والتنمية القروية، عزيز أخنوش، وصل إلى المدينة إلى مقر عمالة الإقليم، لعقد لقاء مع ساكنة المنطقة.
وكشفت مصادر من ديوان الوزير، في تصريحات للصحافة، أن برنامج الزيارة، يضم أساسا، لقاء مع فلاحين وفعاليات من الإقليم بمقر العمالة، ابتداء من الرابعة عصرا.
وأضافت ذات المصادر أن عمالة الإقليم هي التي تكفلت بتحديد هوية الأشخاص ودعوتهم.
وأكدت أن وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، عزيز أخنوش، "سيقدم في اللقاء تفاصيل برنامج استثماري يمتد لثلاث سنوات في قطاع الفلاحة والتنمية القروية بالإقليم".
وزادت المصادر أن يتم خلال هذه الزيارة الإعلان عن مشاريع فلاحية خلال الثلاث سنوات المقبلة، تهدف إلى الرفع من التنمية المحلية والاستجابة لحاجيات ساكنة الإقليم.
زيارة أخنوش تعد الثانية لوزير في الحكومة، بعد أولى قام بها وزير الطاقة والمعادن، عزيز رباح، الذي أعلن عن سلسلة من المبادرات، في إطار تجاوب الحكومة مع مطالب سكان إقليم جرادة، تهم على الخصوص مضاعفة المراقبة لرخص الاستغلال والقيام بدراسات لإيجاد حل لتأمين المواقع المنجمية القديمة، والتعاقد مع مكتب للدراسات قصد القيام بدراسة لجميع آبار الفحم الموجودة بجرادة، وإغلاق الآبار غير المستعملة لتجنب المخاطر، وإحداث مديرية إقليمية لوزارة الطاقة والمعادن بجرادة.
اقرأ أيضا: رغم وعود الحكومة.. الاحتجاجات متواصلة بمدينة جرادة المغربية
وسبق أن اعترف رئيس الحكومة بأن هناك مناطق، بحكم ظروف تاريخية، لا تعيش تطورا اقتصاديا على غرار مناطق أخرى، مشددا على أن هذه "المناطق تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهذا ما سيتم في جرادة من خلال العمل على تنفيذ وعود تنموية سابقة لم تجد طريقها كاملة إلى الواقع".
بسبب الحجاب.. قاض إيطالي يطرد محامية مغربية من المحكمة
هيومن رايتس: احتجاجات المغرب فضحت سياسة "الخطوط الحمراء"
وزير مغربي يتحفظ على مقترح قانون ضد التمييز وكراهية الأجانب