نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها جيسون بيرك، يكشف فيه عن اتباع تنظيم الدولة أساليب جديدة لتأكيد حضوره على الساحة الجهادية، مستغلا الحالة التي وصل إليها تنظيم الدولة.
وتكشف الصحيفة عن أن تنظيم القاعدة يقوم بتجنيد أتباع تنظيم الدولة، الذي فقد السيطرة على مناطقه في سوريا والعراق وليبيا، وانهارت "خلافته"، وسط خسائر بشرية ومادية فادحة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حملة تجنيد أتباع التنظيم بدات الصيف الماضي، حتى قبل خسارة الجهاديين معاقلهم المهمة في العراق وسوريا، وهو ما يؤكد الأهمية التي يضعها تنظيم القاعدة لكسب المقاتلين الأشداء من التنظيم ومصادره المالية.
ويفيد الكاتب بأن أحد جهود تجنيد الجهاديين من التنظيم المنافس بدأ في آب/ أغسطس في الجزائر، حيث حوّل المقاتلون، الذين كانوا جزءا من جماعة صغيرة، ولاءهم من تنظيم الدولة إلى تنظيم القاعدة، وذلك بعد نقاش مع فقهاء دين يدعمون تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن المحاولة الثانية بدأت في الخريف في سوريا.
وتقول الصحيفة إن قادة تتظيم القاعدة في منطقة الساحل وشمال أفريقيا تواصلو مع قائد المجموعة المتطرفة، التي يعتقد أنها نصبت كمينا للقوات الأمريكية الخاصة في النيجر، وقتلت أربعة جنود في تشرين الأول/ أكتوبر.
ويلفت التقرير إلى أن موقعا إخباريا تابعا لتنظيم القاعدة في اليمن نشر أخبارا عن "توبة" عدد من مقاتلي تنظيم الدولة، الذين شعروا بالنفور من تصرفات قادتهم، و"سوء المعاملة"، والذين انضموا قبل فترة لصفوف المجاهدين، مشيرا إلى أن مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة في منطقة غور البعيدة والاستراتيجية في أفغانستان انشقوا في الوقت ذاته، وانضموا إلى حركة طالبان.
ويعلق بيرك قائلا إن هذه التقارير يدرسها المسؤولون الأمنيون على أمل فهم التحول والتطور في تهديد تنظيم الدولة في الأشهر والسنوات المقبلة، حيث يعتقد بعض المحللين أن التنظيم سيستخدم شبكته الواسعة حول العالم لشن هجمات ضد الغرب، والحفاظ على دوره الطليعي في حركة التطرف الجهادية، كما يمكن أن تقدم "ولايات الخلافة" أو الفروع المرتبطة بالتنظيم المركزي ملاجئ آمنة للفارين من سوريا والعراق.
وتورد الصحيفة أن المحللين يرون أن التحول إلى تنظيم الدولة من تنظيم القاعدة كان علامة على تصميم التنظيم بناء نفسه بعد محاولاته بناء سلطة مناطقية، مستدركة بأن المسؤولين الغربيين يقولون إن عدد المقاتلين والجماعات داخل شبكة التنظيم، الذين يفكرون بنقل ولائهم لا يزال قليلا، حيث قال مسؤول: "إنها زخات وليست فيضانا".
وبحسب التقرير، فإنه من الجماعات التي يراقبها المحللون عن قرب هي جماعة بوكو حرام، التي ظهرت بصفتها جماعة مستقلة في شمال غرب نيجيريا قبل ستة أعوام، قبل أن تقسم الولاء لتنظيم الدولة عام 2015، وقد انقسمت الجماعة الآن إلى فصيلين رئيسين لا يزالان يدعمان زعيم التنظيم أبا بكر البغدادي، لافتا إلى أن المحللين يرون أن بوكو حرام لن تتأثر في المدى القريب بالتطورات الحالية في الشرق الأوسط.
وينوه الكاتب إلى أنه يقال إن تنظيم القاعدة يحاول كسب عدنان أبو الوليد الصحراوي، القائد الذي يعتقد أن رجاله هم الذين قتلوا جنود القوات الخاصة الأمريكيين في النيجر في تشرين الأول/ أكتوبر، ولم يعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم، بشكل جعل بعض المحللين يتكهنون عن شكوك من التنظيم بولاء الصحراوي، مشيرا إلى أن مسؤولين غربيين، قالوا إن "معلومات" تكشف عن أن الصحراوي، الذي لم تقبل بيعته للبغدادي عام 2015 إلا في عام 2016، يقوم بحرف ولائه نحو تنظيم القاعدة.
وتذكر الصحيفة أن تنظيم الدولة كافح لبناء حضور له في اليمن، في ضوء تسيد تنظيم القاعدة الساحة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن التنظيمين يتعاونان "على المستوى التكتيكي، ويعملان على مواجهة العدو المشترك"، لافتة إلى أنه تم استيعاب مجموعة من تنظيم الدولة في تنظيم القاعدة قبل فترة.
ويؤكد التقرير أن الجماعات التي تعد لاعبة محلية، ولا حاجة لها لمصادر أخرى، لن تتخلى على الأغلب عن تنظيم الدولة في المدى القريب، مشيرا إلى أن الجماعات التي ليست ملتزمة أيديولوجيا أو شخصيا به تحرف ولاءها.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول الخبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن دافيد غارتسين – روس، إن "المخاطر التي تواجه تنظيم الدولة خطيرة، ولا أتوقع انهيارا سريعا، لكن في مرحلة ما سينفد المال، وبالنسبة للجهاديين الملتزمين -ولكنهم مرتزقة في الوقت ذاته- فإن العلاقة عندها ستقطع".
فورين أفيرز: كيف تتطور استراتيجية "داعش" رغم هزيمته؟
دراسة: عام 2017 الأسوأ على المدنيين في العراق وسوريا
ديلي بيست: لماذا لم تقبض أمريكا على أبي بكر البغدادي؟