نشرت صحيفة "
دير شبيغل" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى استمرار حكم بشار الأسد بعد مرور سبع سنوات من الحرب السورية. وعلى الرغم من أن الأسد حافظ على كرسي الرئاسة، إلا أنه أشبه بدمية متحركة في أيدي القوى الخارجية لا سيما وأن بلاده أصبحت مرتعا للجيوش الأجنبية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الأجهزة الاستخباراتية الغربية اعتقدت منذ خمس سنوات أن سقوط النظام السوري يعد مسألة وقت. آنذاك، أورد رئيس دائرة الاستخبارات الألمانية الاتحادية السابق، غيرهارد شيندلر، أن "نهاية
نظام الأسد باتت وشيكة". أما في الوقت الراهن، فقد أصبحت الاستخبارات الغربية على قناعة بضرورة بقاء الأسد في منصبه.
وأكدت الصحيفة أن النظام السوري يسيطر على المدن الاستراتيجية في البلاد على غرار دمشق وحلب وحمص، علاوة على حماة واللاذقية. وعلى الرغم من سيطرته على أهم المناطق في الأراضي السورية، إلا أن الأسد فقد سيادته على معظم المجال السوري خاصة وأن مصيره بات مرتبطا بالجيش الروسي والميليشيات الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري لجأ إلى طلب مساعدة مجموعة من الميليشيات الأجنبية بعد أن خسر عددا من قواته جراء الحرب. ووفقا لبعض التقديرات الأمريكية، تضم القوات، التي تقاتل في صفوف النظام السوري، عددا كبيرا من ميليشيات حزب الله وأفراد الحرس الثوري الإيراني.
إثر نجاح النظام السوري في استعادة السيطرة على مدينة البوكمال، أصبحت قوات النظام تضم ميليشيات شيعية وعراقية تتحرك وفقا لأوامر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الميليشيات المحلية يعود إليها القرار في مختلف المناطق التي استعادها النظام السوري، علما وأن مصادر تمويل هذه الميليشيات تتأتى من النهب والابتزاز. فبعد أن استعاد النظام السوري سيطرته على مدينة حلب، أنشأت هذه المرتزقة جملة من نقاط التفتيش بهدف ابتزاز أي شخص يمر عبرها. وعلى الرغم من أن النظام السوري حاول التصدي للعمليات الإجرامية التي تقوم بها هذه الميليشيات، إلا أنه لم ينجح في القضاء على نشاط هذه المجموعات الخطيرة.
وأفادت الصحيفة أن الأسد كان الحاكم الفعلي في
سوريا قبل اندلاع الحرب. أما في الوقت الحالي، فقد أصبحت البلاد تحت سيطرة العشرات من أمراء المقاطعات. في الأثناء، أصبح نصف شمال سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون بالأساس من وحدات حماية الشعب، التي تتلقى دعما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أقدمت الإدارة الأمريكية على نشر حوالي 20 ألف عنصر من وحدات حماية الشعب على طول شمال سوريا.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أعلن في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي عن استمرار انتشار جيش بلاده في الأراضي السورية في المستقبل. في المقابل، أفاد وزير الخارجية الأمريكي أن قوات بلاده قد تنسحب من الأراضي السورية في حال توفرت خمسة شروط لعل أهمها الانتصار على التنظيمات المتطرفة والاتفاق على إنهاء الحرب السورية دون أن يكون الأسد طرفا في ذلك، فضلا عن احتواء النفوذ الإيراني والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في كامل أنحاء سوريا.
وذكرت الصحيفة أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية أمر مستبعد نظرا لاستحالة تحقق كافة الشروط، التي ذكرها تيلرسون. من جانب آخر، لا تتمركز القوات الأمريكية بمفردها في شمال سوريا، بل أحدثت تركيا في شهر آب/ أغسطس سنة 2016 منطقة خفض توتر في شمال مدينة حلب.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يخطط للبقاء في سوريا على المدى الطويل. على هذا الأساس، أنشأ البريد التركي سلسلة من الفروع في مختلف مدن شمال سوريا، فضلا عن ذلك بعثت الحكومة التركية عددا من المدارس. من جهة أخرى، تسعى الحكومة التركية إلى بسط نفوذها على محافظة إدلب، لكن الأمر يتطلب موافقة الجانب الروسي.
وبينت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يحتل مكانا ضمن التراب السوري. فخلال السنوات الأخيرة، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على بعض المنشآت التابعة لحزب الله. وفي حين هدد النظام السوري الجانب الإسرائيلي بالرد على ذلك، إلا أن الأمر توقف عند ذلك الحد.
وأبرزت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية واصلت تحليقها في الأجواء السورية بكل حرية على الرغم من أن موسكو أحدثت نظام دفاع جوي حديث في سماء سوريا. من جهتها، لم تحرك روسيا ساكنا حيال الغارات الإسرائيلية طالما أن هذه الهجمات لا تشكل تهديدا على النظام السوري.