دفعت التطورات الأخيرة التي شهدتها محافظة إدلب السورية بالبعض إلى الاعتقاد أن وجهة قوات النظام القادمة هي محافظة درعا، وذلك بعد سيطرتها على مساحات واسعة من إدلب إضافة إلى المؤشرات التي تشير إلى اقتراب تثبيت نقاط خفض التصعيد بين تركيا وإيران وروسيا، بينما استبعد آخرون ذلك واعتبروا أن جنوب سوريا له ارتباطات بأمن إسرائيل.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي حسن النيفي، أنه "من الطبيعي أن يعتقد الكثيرون أن نظام بشار الأسد بعد بسط سيطرته على مدينة إدلب سيتوجه باتجاه درعا"، مشيرا إلى أن "النظام يعتبر جميع مناطق المقاومة المسلحة هي جيوب لا بد القضاء عليها واحدا بعد آخر".
وقال في حديث لـ"عربي21" إن "مسألة الجنوب ربما تختلف كثيرا عن بقيه المناطق التي كانت مدرجه تحت اتفاق خفض التصعيد، لأن هذه المنطقة هي أول منطقة خفض تصعيد وتم تطبيق الاتفاق فيها بتوافق بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ونظام بشار الأسد".
وأشار إلى وجود أسباب تجعل النظام يستبعد العمل العسكري في درعا، منها بحسب النيفي، وأن هذا الاتفاق جرى بشكل مباشر في قمة بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين، حيث إن روسيا آنذاك اعتقدت أن اشتراك الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الاتفاق ربما يعطي شرعية حقيقية لمناطق خفض التصعيد التي هي من مخرجات أستانا، بمعنى أن بوتين استطاع أن ينتزع شرعية مباشرة من ترامب تجاه ما يجري في أستانا.
ولفت النيفي إلى أن جنوب سوريا منطقة ذات حساسية، خاصة بالنسبة إلى أمن إسرائيل، حيث إن نظام بشار الأسد يمكن أن يبيد الشعب السوري ويتطاول على كل حقوق السوريين، لكنه في الآن ذاته لا يستطيع الاقتراب على الإطلاق باتجاه حدود إسرائيل أو أمنها، فهو حافظ على حدودها على مدى 40 عاما، ولا يمكن أن يجرؤ الآن على تحويل الجنوب لمنطقة ساخنة.
ويعتقد أنه من المتوقع أكثر بعد الانتهاء من عملية إدلب أن تبقى مسألة الريف الدمشقي هي ذات أولوية، خاصة أن هناك هجوما بشعا آخر وشراسة ما بعدها شراسة على الغوطة الشرقية، مستدركا بأنه "بالتالي فإن الريف الدمشقي هو هدف إيران ونظام بشار الأسد في الدرجة الأولى".
بدوره استبعد السياسي السوري درويش خليفة، أن يقوم النظام بمعركة في الجنوب السوري، بسبب عدم قدرة النظام على فتح عدة جبهات، حيث إن النظام حاليا يركز اهتمامه على الغوطة الشرقية وإدلب، وبالتالي فإنه لن يقوم بأي حملات ضد الجيش الحر لأنه الوحيد القادر الآن على مقاتلة تنظيم الدولة.
وأضاف لـ"عربي21" أن قوات النظام غير قادرة على مواجهة تنظيم الدولة بريا، وبالنتيجة فإنه لن يضعف الجيش الحر هناك، حيث يُعتقد أن وجود تنظيم الدولة ضرورة لإسرائيل وأمريكا، في حال ضعف الجيش الحر.
ما حقيقة وجود صفقة تركية مع روسيا حول عفرين مقابل إدلب؟
كيف يمكن أن تتطور عملية عفرين إلى صدام بين تركيا وأمريكا؟
نظام الأسد يزج بالمجندين قسرا على جبهات القتال بإدلب وحرستا