بعد مغازلته لـ"القذافي".. هل يصطدم "عقيلة صالح" مع حفتر؟

أثارت تصريحات رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح حول أحقية سيف نجل العقيد الراحل معمر القذافي في خوض الانتخابات الرئاسية المنتظرة، ردود فعل غاضبة وتكهنات حول دلالة وتوقيت هذه التصريحات.

وأكد صالح أنه من "حق أي مواطن ليبي ليس عليه قيود قضائية أن يترشح في الانتخابات، بمن فيهم سيف الإسلام القذافي، بصرف النظر عن شعبيته، فالصندوق هو الذي يقرر"، مضيفا: "لقد أصدرنا قانون العفو العام والعفو السياسي"، خلال حواره مع وكالة "سبوتنيك" الروسية.

مخالفة "حفتر"

وكان اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر قد هاجم في تصريحات سابقة نجل القذافي، واصفا من يؤيدونه ويراهنون عليه بأنهم "سذج"، وأن "سيف ليس له أي دور مستقبلي في المشهد السياسي".

اقرأ أيضا: رئيس برلمان ليبيا: سيف الإسلام القذافي له حق الترشح للرئاسة

وجاءت تصريحات عقيلة صالح بمثابة مخالفة لرأي حفتر حول سيف القذافي، وهو ما يؤكد التكهنات التي تحدثت عن وجود خلاف بين صالح وحفتر، لم يظهر للعلن.

ومن التساؤلات التي طرحتها تصريحات رئيس برلمان طبرق: هل هي مغازلة لأتباع النظام السابق ليكسب ودهم ف أي انتخابات يخوضها؟ أم هي تأكيد على خلافه مع حفتر؟

"جهل قانوني"

من جهته، أكد الكاتب والباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل، أن "تصريحات "عقيلة" دليل على جهله بالقانون رغم أنه قاض، لأن مشكلة سيف القذافي ليست مع القانون الليبي بقدر ما هي مع المحكمة الجنائية الدولية التي تصر على تسليمه والضغط من أجل ذلك".

وكشف في تصريحات لـ"عربي21"، أن "هناك مفاوضات سرية تجرى مع سيف من قبل قوى دولية حتى لا يفضح أنظمة دولية بعينها كانت تتعاون معه ومع أبيه، والمقابل تخفيف الأحكام عليه ومنها طلب الجنايات الدولية"، وفق كلامه.

وحول أهداف تصريحات "صالح" في هذا التوقيت، قال عقيل: "هو يريد أن يوصل لأطراف محلية ومناطقية وقبائلية وفاعليين اجتماعيين في شرق البلاد أنه على خلاف مع حفتر، وبهذه التصريحات هو يريد مغازلة هذه الأطراف".

أي عفو؟

وأشار الكاتب الليبي والسجين السياسي السابق، إدريس بن الطيب، إلى أنه "عندما أصدر عقيلة صالح قانونه للعفو العام، كان سيف تحت المحاكمة ولم يصدر بحقه حكم بعد، ناهيك عن كونه مطلوبا حتى اللحظة لمحكمة الجنايات الدولية".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "القوانين الخاصة بالعفو لا تسري على من هم في عهدة القضاء، لكنها تطال المحكومين فقط إلا إذا أراد "عقيلة" أن يعتمد الحكم الصادر بالإعدام في حق "سيف" من محكمة طرابلس وهو الحكم الذي رفضه، وهناك اعتراضات قانونية على القانون المذكور باعتباره قد تم من أجل إعادة بعض القيادات العسكرية"، وفق تقديره.

مغازلة "فلول القذافي"

القاضي الليبي السابق والمحلل السياسي، أحمد الروياتي، رأى من جانبه؛ أن "عقيلة" نفسه يعرف أن "سيف" مطلوب دوليا وماثل أمام القضاء الليبي بخصوص جرائم جنائية وقانون العفو العام، إن صح فلن يعفي سيف من المسؤولية أو يمكنه من دخول الانتخابات بهذه الأريحية.

وأضاف لـ"عربي21"، أن "صالح هنا يحاول مغازلة أنصار النظام السابق عله يكسب بعضهم لقادم الأيام فى محافل السياسة والانتخابات, كما أنه لازال يلعب على عدة اتجاهات ولا يريد خسارة إحداها لعله يكون أحد أعضاء الرئاسي الليبي الجديد مثلا".

اقرأ أيضا: بعد حصار برلمان طبرق..هل بدأ صدام حفتر مع عقيلة صالح؟

وتابع: "كما أنه يحاول تقوية تموضعه فى المنطقة الشرقية ليقول "أنني طرف قوي ولا أتبع "حفتر" وإنما نحن شركاء في مشروع "الكرامة" وأنداد في مشروع الشرق خصوصا وليبيا عموما على المستوى المستقبلي"، وفق تقديراته.

إطالة الأزمة

وقال الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، إن "دهاء عقيلة صالح يجعل كلامه يشغل الشارع ثم يقوم هو بهدوء بتمرير ما يريد وإطالة أمد الأزمة، وكلامه بخصوص "سيف" مثلا كلام مكرر، فقانون العفو العام ليس حجة فلا عفو في اتهامات قضايا جنائية حتى تقضي المحكمة".

واستدرك قائلا: "والاتفاق السياسي الليبي ينص على إلغاء كل حكم اتخذ من قبل مجلس النواب منذ انتخابه، أما بخصوص أتباع النظام السابق "الحقيقيين" فهم منقسمون ولن ينتخبوا أي شخص باع "معمر القذافي""، وفق قوله لـ"عربي21".