أفادت مصادر محلية من
دير الزور أن مشادات وقعت
بين مجموعات عسكرية وبين ضباط يتبعون للنظام السوري بسبب رفض عدد من عناصر
المجموعات التوجه للقتال في
الغوطة الشرقية.
ووفقا لتلك المصادر، فقد كثف النظام مؤخرا من
نقل عناصر من أبناء دير الزور الذين كانوا اشترطوا على النظام عدم القتال خارج
حدود المحافظة إلى جبهات الغوطة شرق دمشق.
وقال الصحفي في شبكة "فرات بوست"
صهيب الجابر: إن حوالي 750 عنصرا مما يسمى بـ"جيش العشائر" تم نقلهم خلال
اليومين الأخيرين من الريف الغربي بدير الزور إلى الغوطة الشرقية.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن ما يسمى
بـ"جيش العشائر" الذي يقوده المدعو "تركي البوحمد" يتكون من
عناصر من "المرتزقة"، وغالبيتهم شاركوا في قتال التنظيم في دير الزور
وريف الرقة الجنوبي، لافتا إلى مقتل الكثير منهم نتيجة وضعهم بشكل دائم على
الجبهات الأولى للمعارك.
وأشار الجابر إلى قيام النظام بزج هؤلاء في
جبهات الغوطة لتأمين الحماية لقواته الخاصة من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمليشيات
الإيرانية واللبنانية.
وبحسب الصحفي في "فرات بوست" فإن
النظام قام بنقل حوالي 300 مقاتل من دير الزور إلى جانب جيش العشائر، موضحا أن
"هؤلاء من العناصر السابقين في تنظيم الدولة الذين تركوا التنظيم، وانضموا
إلى جانب النظام في مدينة السخنة، أثناء صفقة القلمون الغربي".
وإلى جانب كل ذلك، يقوم النظام بالإفراج عن
سراح سجناء دير الزور المركزي أصحاب القضايا الجنائية مقابل القتال في الغوطة
حسبما ذكر الجابر الذي بيّن أن النظام قام بتأسيس فصيل مستقل لهؤلاء تحت مسمى
"حراس الرحبة".
من جانبه أكد مدير مركز "الشرق نيوز"
فراس علاوي لـ"
عربي21"، مشاركة عدد من المقاتلين من أبناء دير الزور في
القتال على جبهات الغوطة.
وميّز علاوي بين ثلاث أقسام من هؤلاء
المقاتلين، الأول هم "الشبيحة" الذين قاتلوا إلى جانب النظام منذ بداية
الثورة السورية، وهؤلاء يشكلون أكثرية.
وبشأن القسم الثاني، أوضح مدير المركز الإخباري
أن هؤلاء من الذين قاموا بمصالحة النظام مع بداية هجومه على تنظيم الدولة في دير
الزور، بعد تقديم ضمانات لهم من بعض شيوخ القبائل الموالين للنظام بأن لا يتم
سوقهم للقتال خارج محافظتهم دير الزور.
وأشار علاوي، إلى أن النظام لم يلتزم بالضمانات
التي قدمها لهم، وهم الآن يقاتلون بشكل إجباري في الغوطة الشرقية، وتم أسر عدد
منهم من قبل فصائل الغوطة خلال الأيام الأخيرة الماضية.
ووفقا لعلاوي فإن القسم الثالث هم من المقاتلين
من أبناء دير الزور الذين شاركوا في قتال تنظيم الدولة منذ بداية الحملة على دير الزور،
وهؤلاء عادوا مع قوات النظام إلى الغوطة الآن.
وعن الأسباب التي تدفع بالنظام إلى الاعتماد
على أبناء دير الزور في جبهات الغوطة، رأى علاوي أن ذلك يعود لسببين الأول بسبب
قوة أبناء دير الزور، والثاني أن النظام لا يأبه كثيرا لموتهم، لطالما أن
موتهم يؤمن الحماية لقواته وللقوات الروسية والإيرانية.
ومنذ أكثر من 10 أيام، تشن قوات نظام الأسد
بدعم روسي قصفاً هو الأشرس على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية، آخر معقل كبير
للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق "خفض التصعيد"، التي تمّ الاتفاق عليها
في محادثات العاصمة الكازاخية أستانا عام 2017.