ترتب قوى سلفية في لبنان خصوصا في المخيمات الفلسطينية خياراتها الجديدة وأهدافها على المستويات كافة لاسيما على صعيد خياراتها المرتبطة بالعمل العسكري، حيث تبنت حركات جهادية خيار تصويب البندقية وحصرها باتجاه فلسطين لعدم تحييد الصراع عن وجهته الحقيقية، كما تقول.
وأطلق قيادي سلفي في مخيم "عين الحلوة" المبادرة بهدف العودة إلى فلسطين ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي في حملته على القدس والمسجد الأقصى تحديدا.
وقال أسامة الشهابي في تصريحات لـ"عربي21": "إن قتال الاحتلال الصهيوني بالنسبة إلينا كان أمنية وحلماً منذ نشأتنا واليوم سيصبح واقعا ملموسا إن شاء الله".
اقرأ ايضا: لماذا تتخوف "الأجهزة اللبنانية" من المخيمات الفلسطينية؟
واعتبر أن "قتالهم هو حكم شرعي لأنهم احتلوا أرضنا وطردونا منها وحكمونا بالحديد والنار"، لافتا الى أن مواجهتهم "شرعا وواقعا وعقلا هو أمر مقبول لدى كل منصف وكل من كان عنده ذرة إيمان".
وحول إمكانية أن يجد هذا الإعلان مكانه في ظل الأزمات المتعددة، قال: "علينا أن نتبنى هذا المشروع ونعمل لإنجاحه في ظل هذا الاستسلام الرهيب وهذه الهجمة الشرسة على أقصانا الأسير"، مضيفا: "نحن نعلم بأننا نسبح كسمكة صغيرة في بحر عميق لكنه أمر الله ولن يُضيعنا... نحن سنزرع البذرة ونسقيها الماء فإذا لم نأكل منها نحن ستأكل الأجيال القادمة وبذلك نكون قد رسمنا استيراتيجية عمل ووحدنا الأهداف".
وتابع: "الجيوش العربية تكدس أسلحتها لمواجهة شعوبها، ولذلك فإن التوجه نحو زرع بنية فكرية وعسكرية".
وعن مدى التجاوب مع الإعلان الصادر من قبله للتوجيه البوصلة نحو فلسطين، قال الشهابي: "الأمة الإسلامية فيها الخير الكبير فهي أمة معطاءة مضحية لكن ينقصها القادة الصادقون والوعي الشرعي والسياسي، والأقصى قضية دين وليس حجارة وطين، كما هو قضية المسلمين جميعا وليس العرب وأهل فلسطين، فالواجب علينا حشد الطاقات وخاصة في دول الطوق".
وشدد على أن "الناس يؤيدون من يقاتل الاحتلال بقلوبهم وعقولهم، فنحن مهمتنا جعل الأمة تحمل هذه القضية من منطلق صحيح".
وكشف الشهابي عن توجه "وفود شعبية إليه تبارك هذا الإعلان، كما أن خطب الجمعة في العديد من المساجد كانت تحث على مساندة تصويب البندقية، عدا أننا تلقينا اتصالات من مناطق لبنانية تؤكد دعمها لهذا الخيار".
وعن وصف البعض بأن خيار تصويب البندقية غير جدي، قال: "نحن ننتقل من مرحلة لأخرى وهذا الانتقال فيه صعوبة، لكن بإذن الله سوف نثبت للناس صدق توجهنا وأننا لن نسترزق بالقضية الفلسطينية بل الدافع لتبنيها المتغيرات السياسية السريعة في المنطقة والسيطرة من قبل الأمريكان والاحتلال على القدس الحبيب".
وأقر الشهابي أن "الأمر بحاجة لتأسيس متين وإعداد عسكري وأمني وفكري وتربوي يتناسب مع جهاد هذا العدو المحتل لأنه يحاربنا حربا عقائدية لذلك أطلق على فلسطين دولة إسرائيل نسبة للنبي يعقوب عليه السلام، الواقع والأيام ستثبت جديتنا في هذا الطرح ".
اقرأ ايضا: اشتباكات وإطلاق نار كثيف بمخيم عين الحلوة بلبنان
وبدوره، اعتبر أمين سر القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة جمال خطاب أن الإعلان عن "تصويب البندقية" متربط بالتفكير العقائدي، وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "الأمر بديهي في ظل ما يتهدد فلسطين والمقدسات الإسلامية لاسيما المسجد الأقصى"، معتبرا أن "هذا الاتجاه لا بد أن يتعزز بمزيد من العمل الجاد بما لا يستفز الدولة اللبنانية، لأن العلاقة يجب أن تكون سليمة ومن دون أن يكون له ارتدادات سلبية".
وحذر الشيخ خطاب من محاولة البعض الاستغلال لغايات متعددة "من خلال بث الإشاعات والترويجات السلبية التي لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، خصوصا أن هدف جميع القوى الإسلامية هو العمل على تحرير فلسطين ووقف الاعتداءات وسياسة التدنيس التي تمارسها سلطات الاحتلال".
وتحدث خطاب عن أن "الكل يجب أن يكون مستعدا لأي عدوان من قبل الاحتلال حيث يصبح واجب الدفاع حتميا من دون أن يطلب أحد مبررات، وفي الوقت نفسه لا بد من الحرص على عدم الخوض في أي عمل غير محسوب النتائج والارتدادات".
وعن حقيقة وجود قدرات لتصويب البندقية تجاه الاحتلال في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، قال: "أخذ المبادرة هو المطلوب وعندما يتطلب الأمر تكثيف الجهود لمواجهة خطر مرده الاحتلال فإن الأولويات تتضح أكثر للجميع".
هكذا برر صحفيون عرب زيارتهم لإسرائيل.. ومطالب بمعاقبتهم
وزارة الإعلام الفلسطينية تدعو لمعاقبة صحفيين زاروا إسرائيل
"المهندسين الأردنية" تعترض على مسار خط الغاز الإسرائيلي