واصلت القوات الروسية وقوات النظام السوري الأحد قصف بلدات الغوطة الشرقية في دمشق بالمدفعية والطائرات، موقعة مزيدا من الضحايا المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وقال جهاز الدفاع المدني التابع للمعارضة السوري إن قتلى مدنيين سقطوا في مدينتي زملكا وعربين، التي قال ناشطون إنها تعرضت لأكثر من 35 غارة جوية وقصف بالبراميل المتفجرة تركزت على الأحياء السكنية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا لهجوم قوات النظام على الغوطة تجاوز أكثر من 1100 مدني قتلوا بينهم المئات من الأطفال والنساء.
يأتي ذلك فيما واصل النظام السوري محاولاته لتحقيق مزيد من التقدم على الأرض، حيث قال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام وفصائل المعارضة في وقت مبكر اليوم الأحد على "جبهة مهمة في الغوطة"، لافتا إلى أن تقدم قوات النظام قسّم الغوطة فعليا إلى ثلاثة أجزاء.
"مفاوضات"
يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ما سمته "مصدرا مفاوضا" والمرصد السوري لحقوق الإنسان قولهما إن مسؤولين محليين في الغوطة الشرقية يبحثون الأحد "اتفاقا لإجلاء مدنيين ومقاتلين من أحد أجزاء هذه المنطقة المحاصرة بهدف إيقاف الحملة العسكرية المستمرة لجيش النظام السوري".
ويأتي الحديث عن المفاوضات رغم نفي كل من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، التفاوض مع النظام السوري، وإصرارهما على رفض "سياسة التهجير القسري" التي اتبعها النظام في أكثر من منطق بسوريا.
اقرأ أيضا: فيلق الرحمن بالغوطة يحسم بشأن مفاوضة النظام.. ماذا قرر؟
ونقلت الفرنسية عن عضو في لجنة من مسؤولين محليين بمدينة حمورية بالغوطة قوله إن اللجنة "التقت السبت ممثلين عن الحكومة السورية للتفاوض"، موضحا أن اللجنة "ناقشت عرضاً للمصالحة يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة" بينها إدلب (شمال غرب البلاد) ودرعا (جنوبا)".
وأشار عضو اللجنة الذي لم تسمه الوكالة إلى أن "اللجنة ستعقد اجتماعاً الأحد لاتخاذ القرار وفي حال لم يتم التوافق، ستستكمل العملية العسكرية لتشمل حمورية".
بدوره، أوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن "المفاوضات مستمرة حول بلدات حمورية وجسرين وسقبا"، مشيراً إلى أن "القرار قد يُتخذ في أي لحظة"، إلا أن المسؤول السياسي في "جيش الإسلام"، محمد علوش، شكك بالأخبار التي ينشرها المرصد، وقال: "أنصح بعدم اعتباره مصدرا لهذه الأخبار".
اقرأ أيضا: لماذا تعرقل دخول المساعدات للغوطة.. تمرد أم رغبة روسية؟
من جانبه، أعلن ما يمسى "مركز المصالحة الروسي" عن تقدم عملية المفاوضات "مع المسلحين حول إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية"، مضيفا أن "جزءا من الفصائل يبحث إمكانية إخراج عشرات المدنيين مقابل خروجهم مع عائلاتهم.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" الناطق باسم المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية فلاديمير زولوتوخين، قوله الأحد، إن "مركز المصالحة بين الأطراف المتنازعة، والعسكريين السوريين يواصلون المفاوضات مع أعضاء الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية حول إخراج المدنيين من المنطقة. ويبحث المسلحون إمكانية إخراج عشرات السكان مقابل إمكانية مغادرة المنطقة مع عائلاتهم مع ضمانات أمنية".
وبينما قال المركز إن "عشرات المدنيين خرجوا من الغوطة الشرقية الجمعة الماضي"، وجه ناشطون سوريون اتهامات للنظام السوري بإعدام قوات تابعة له 13 مدنيا في مدينة مسرابا، في حين بث الناشطون تسجيلا مصورا قالوا إنه لقيام "مليشيات سهيل الحسن الملقب بـالنمر بتعذيب مدنيين من الغوطة بعد وصولهم إلى ممرات أعدها النظام لإخراج المدنيين".
ولا يتسنى لـ"عربي21" التأكد من دقة المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي.
غارات وقصف على الغوطة الشرقية باليوم الأول من الهدنة الروسية
علوش ينفي لـ"عربي21" وجود مفاوضات مع روسيا بشأن الغوطة
تظاهرات أمام سفارة روسيا بتركيا لوقف مجزرة الغوطة