أعلنت السلطات الروسية، الجمعة، أنها فتحت تحقيقا في "قتل" نيكولاي غلوشكوف الروسي الذي كان يقيم في
بريطانيا والحليف السابق لرجل الأعمال الروسي الراحل بوريس بيريزوفسكي، وعثر عليه ميتا في ظروف لم تتضح الاثنين في لندن.
وأعلنت لجنة التحقيق، الهيئة المستقلة المكلفة القضايا الكبرى، في بيان بدء إجراءات "تتعلق بمقتل مواطن الاتحاد الروسي نيكولاي غلوشكوف في
روسيا"، مؤكدة "استعدادها للعمل مع الهيئات المختصة في بريطانيا".
وحذرت روسيا من أنها تعتزم طرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على العقوبات التي فرضتها لندن.
وقضية التسميم التي سرعان ما تحولت إلى مواجهة غير مسبوقة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، تتفاقم قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الروسية التي يتوقع أن يفوز فيها فلاديمير بوتين بولاية رابعة يبقى فيها على رأس البلاد حتى العام 2024.
ورد موسكو على لندن "مرتقب من لحظة إلى أخرى" كما قال للصحافيين المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، مضيفا أنه "سيتم التفكير مليا" بتدابير الرد و"ستكون مطابقة تماما لمصالح بلادنا".
كما اعتبر الكرملين أن اتهام وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا بالوقوف وراء تسميم عميل روسي مزدوج سابق في انجلترا "لا يغتفر".
وقال بيسكوف إن ذكر بوتين في سياق عملية تسميم العميل السابق "لا يمكن إلا أن يكون صدمة وأمرا لا يغتفر بموجب التقاليد الدبلوماسية".
دوليا، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا تعتقد أنه لا يوجد "بديل يعتد به" لوجهة نظر بريطانيا بأن مسؤولية الهجوم تقع على عاتق روسيا.
وقال المتحدث شتيفن زايبرت: "ما حدث، استخدام غاز أعصاب مخصص للأغراض العسكرية من النوع الذي طوره الاتحاد السوفيتي، أول استخدام لهذا الغاز لأغراض هجومية منذ الحرب العالمية الثانية، هو حدث جسيم ومروع".
وأضاف: "كان من الضروري بالنسبة للمستشارة والحكومة أن نظهر بوضوح تام أننا في صف بريطانيا في هذه المسألة"، مشيرا إلى أن ألمانيا لم يطلب منها المساعدة في التحقيقات البريطانية.
وقال: "إذا جاءنا طلب فسنقدم المساعدة بالطبع، لكن أعتقد أن خبراء بريطانيا والأمم المتحدة لديهم قدرات مشابهة".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إنه سيقرر خلال الأيام المقبلة الإجراءات التي ستتخذها باريس بعد اتفاقها مع تقدير بريطانيا المتعلق بوقوف روسيا وراء الهجوم.
وأضاف ماكرون مخاطبا صحفيين في غرب فرنسا: "كل شيء يقودنا إلى أن المسؤولية تقع في الواقع على روسيا".
وتابع ماكرون قائلا: "سأعلن خلال الأيام المقبلة الإجراءات التي ننوي اتخاذها".
وعلى المستوى
الاقتصادي، هبط الروبل الروسي إلى أدنى مستوى في شهر اليوم الجمعة مع تضرر العملة الروسية من تصاعد التوترات بين موسكو والغرب.
وبحلول الساعة 15:15 بتوقيت جرينتش هبط الروبل 0.6 بالمئة إلى 57.78 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى منذ الرابع عشر من شباط/ فبراير.
ولم يتأثر الروبل تأثرا يذكر بالانتخابات الرئاسية في روسيا المقرر إجراؤها يوم الأحد، والتي لا يواجه فيها الرئيس فلاديمير بوتين تحديا حقيقيا.
ويخشى المستثمرون مزيدا من التدهور في علاقات روسيا مع الغرب.