تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن السلوك المتناقض لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يطلب تجنيد التمويل الدولي لإنقاذ غزة، وفي ذات الوقت يهاجم المجتمع الدولي لتقديم المساعدات للقطاع المحاصر إسرائيليا للعام 12 على التوالي.
وعقب تدمير "إسرائيل" لنفق يتبع المقاومة الفلسطينية بغزة، هاجم نتنياهو، المجتمع الدولي لتقديمه المساعدات لقطاع غزة، وقال: "الوقت قد حان لكي يدرك المجتمع الدولي أن أموال المساعدات لغزة مدفونة تحت الأرض"، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وعلقت الصحيفة على حديث نتنياهو بقولها: "قد يبدو هذا الهجوم وكأنه سهم آخر يتم إطلاقه من ترسانة هجمات رئيس الوزراء ضد تمويل الفلسطينيين من خلال السلطة الفلسطينية أو حماس، ولكنه هذه المرة يثير الدهشة على أقل تقدير".
فمنذ عدة أشهر، "يطلب مبعوثو نتنياهو، برئاسة وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي ومنسق الأعمال الحكومية في المناطق، اللواء يوآف مردخاي، من المجتمع الدولي، أن يتجند على وجه السرعة لتمويل خطة إنقاذ لإعادة البناء الإنساني في غزة".
ونوهت الصحيفة في افتتاحيتها لهذا اليوم والتي كتبتها مراسلة الصحيفة، نوعا لنداو، أن هنغبي ومردخاي، "يعملان بالتعاون مع المبعوث الأمريكي للمنطقة، جيسون غرينبلات، الذي جند لهذه الحملة الاقتصادية، رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله وشخصيات بارزة في العالم العربي".
اقرأ أيضا: أولمرت ينتقد نتنياهو وعائلته: يعيشون حياة الترف والبذخ
واوضحت أن الثنائي الإسرائيلي (هنغبي و مردخاي)، "عرضا الخطة الإسرائيلية لأول مرة في الاجتماع الطارئ لمنتدى الدول والهيئات الداعمة للفلسطينيين في بروكسل في كانون الثاني/ يناير الماضي"، مضيفة: "من المقرر أن يجتمع المنتدى مرة أخرى يوم الثلاثاء القادم، ومن المؤكد أن أعضاءه لن يكونوا سعداء لسماع هذا الهجوم".
وكشفت الصحيفة، أن خطة الإنقاذ الإسرائيلية لقطاع غزة تتضمن، "إنشاء مرافق البنية التحتية في مجالات تحلية المياه والكهرباء والغاز، وتحديث المنطقة الصناعية في إيرز بتكلفة إجمالية تبلغ مليار دولار".
رسائل مختلفة
واستعدت، "إسرائيل بتوفير المعرفة والتسهيلات على نقاط العبور، لكن التمويل سيأتي من جيوبك أيها العالم، وإسرائيل لن تخرج شيكلا من جيوبها، وهذه هي السياسة الرسمية"، وفق "هآرتس".
وأشارت إلى أنه "من بين المشاريع التي تطلب إسرائيل من العالم تمويلها، مشروع ربط خط جهد عالي جديد يضاعف كمية الكهرباء إلى قطاع غزة؛ ومد خط أنابيب الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى غزة، إقامة منشأة للصرف الصحي، وموقع لجمع النفايات وغير ذلك".
وأكدت الصحيفة، أن الجهاز الأمني الإسرائيلي، يدعم خطة الإنقاذ الإسرائيلي وطلب إعادة التأهيل العاجل للقطاع، في حين حذر مسؤولون إسرائيليون كبار من انهيار "كلي" في قطاع غزة، ويقف على رأس قائمة المحذرين، رئيس الأركان غادي إيزنكوت.
ولفتت إلى أن "الجيش الإسرائيلي ليس وحده هو الذي يدعم هذا النهج، فنتنياهو أوضح مؤخرا أنه يدعم تخفيف الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة؛ بتمويل من المجتمع الدولي".
وكررت "إسرائيل" هذه الرسائل بوضوح، في مؤتمر خاص حول الوضع في غزة عقد في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بمبادرة من مبعوث غرينبلات، وبمشاركة جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره الخاص، بالإضافة إلى ممثلين من 19 دولة بمن فيهم إسرائيل والعديد من الدول العربية مع مقاطعة الفلسطينيين للمؤتمر.
وزعمت الصحيفة، أن "الهدف الوحيد لهذا المؤتمر، هو جمع التمويل الأجنبي لقطاع غزة"، متسائلة باستهجان: "فهل استنكره ديوان رئيس الوزراء؟ بالتأكيد لا. لقد رحبوا به".
وقالت الصحيفة: "نتنياهو مهتم جدا في الخارج، بتمويل أجنبي لقطاع غزة، وأما في إسرائيل، فيفضل مستر بيبي (نتنياهو) رسائل مختلفة".
شاهد ماذا فعل الحصار الإسرائيلي في أهل غزة (فيديو)
ترامب يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض.. هذا ما سيبحثانه
نجل نتنياهو "نادل" بمقهى في القدس.. بطقوس خاصة