أثارت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى
سوريا موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بسبب ما رافق ذلك من مشاهد أثارت انتقادات للإدارة الجديدة في سوريا وأخرى للوفد الألماني رفيع المستوى.
وظهرت الوزيرة الألمانية وهي تترجل من طائرة عسكرية بعد وصولها إلى العاصمة
دمشق مرتدية سترة واقية للرصاص، قبل أن تصل إلى وفد الإدارة الجديدة الذي كان في استقبالها مع امتناع أعضائه عن مصافحة ببربوك.
وتكرر مشهد الامتناع عن المصافحة داخل قصر الشعب، حيث أظهرت لقطات مصورة امتناع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد
الشرع عن مصافحة الوزيرة الألمانية لدى استقبالها مع نظيرها الفرنسي جان نويل بارو.
وفي حين انتقد معلقون امتناع الشرع عن مصافحة الوزيرة الألمانية بسبب موقعه الرسمي كقائد للسلطة الجديدة، برر آخرون هذا التصرف بربطه بحرية المعتقدات الشخصية.
ولم يقتصر الجدل على تصرف الشرع، حيث أثارت ملابس وزيرة الخارجية الألمانية خلال زيارتها الأولى إلى سوريا بعد سقوط النظام حفيظة بعض المعلقين.
واعتبر معلقون أن ملابس الوزيرة الألمانية تصلح "لصبيحة نسوان"، في حين ربط آخرون اختيار هذا النوع من الملابس بما وصفه بـ"عقدة الرجل الأبيض"، في إشارة أيضا إلى التصريحات التي أدلت بها بيربوك حول شروط الاتحاد الأوروبي لدعم المسار السياسي الجديد في سوريا.
وكانت بيربوك ترتدي قميصا وبنطالا أبيض اللون، وهو ما وصفه المنتقدون بأنه لباس لا يتناسب مع المهمة الدبلوماسية التي تؤديها وزيرة الخارجية الألمانية، على حد قولهم.
وهذا أول لقاء على هذا المستوى يعقده قائد الإدارة الجديدة في سوريا مع مسؤولين غربيين منذ سقوط النظام في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية بعد لقائها مع قائد الإدارة السورية الجديدة، إن
أوروبا لن تمول إنشاء هياكل إسلامية جديدة في سوريا.
وأضافت بيربوك في تصريحات صحفية أن "أوروبا ستدعم البلاد لكن أوروبا لن تكون راعية لهياكل إسلامية جديدة"، مشيرة إلى أن رفع العقوبات عن سوريا سيعتمد على تقدم العملية السياسية.
وشددت وزيرة الخارجية الألمانية على أن "هناك حاجة إلى ضمانات أمنية موثوقة للأكراد في سوريا"، لافتة إلى ضرورة "إشراك كل الطوائف في عملية إعادة الإعمار في سوريا".
وفي تصريحات منفصلة، قالت بيربوك إن "زيارتنا إلى دمشق إشارة من الاتحاد الأوروبي على إمكانية بداية علاقة سياسية جديدة مع سوريا".
وأضافت: "نريد دعم الإدارة السورية الجديدة لانتقال شامل وسلمي للسلطة وإعادة الإعمار"، موضحة أن "لدى السوريين فرصة لأخذ مصير بلدهم بأيديهم مرة أخرى بعد نهاية فصل مؤلم من حكم الأسد".
وشددت وزيرة الخارجية الألمانية على ضرورة أن "يحصل جميع السوريين على مكان في العملية السياسية في المرحلة المقبلة".
وفي أول تعليق لها على عدم المصافحة، أشارت بيربوك إلى أنه بعج "وصولها إلى العاصمة دمشق كان واضحا أن لقاءها بالمسؤولين السوريين الجدد سيخلوا من مصافحات اليد المعتادة في مثل هذه اللقاءات الدبلوماسية".
وأضافت في تصريحات صحفية أنه "كان من الواضح لي أنه لن تكون هناك مصافحة عادية هنا"، مشيرة إلى أن "شركاءها في الحوار أيضا كان ذلك واضحا لهم، إذ لم يمد وزير الخارجية الفرنسي أيضا يديه".
وبحسب تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية، فإنها أوضحت مع نظيرها الفرنسي خلال لقاء القادة الجدد في سوريا أن قضية حقوق المرأة ليست مجرد قضية تتعلق بحقوق المرأة، "بل إن حقوق المرأة مؤشر على مدى حرية المجتمع".